افتتحت أمس الأول فعاليات الأيام الثقافية التونسية ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011، بحضور كل من سفير جمهورية تونس بالجزائر و رئيس ديوان وزير الثقافة، رئيس الوفد عبد العزيز زياني إلى جانب شخصيات ثقافية أخرى، حيث كانت انطلاقة الأسبوع من قصر الثقافة بافتتاح كل من معرض الخط العربي الذي حمل لوحات متنوعة، أكدت المشرفة عليه" رجاء العودي"، أنها لوحات منظمة تتضح حسب تطور الخط في تونس منذ العصور الأولى، في الفترة الإسلامية إلى العصر الحاضر، و أثناء الشروح التي قدمتها للوفد أشارت رجاء العودي، إلى اللوحات التي تمثل الخطوط الأولى التي ظهرت في تونس والتي أخذها التونسيون مباشرة من العراق إلى القيروان، و لهذا يسمى بالخط الكوفي، مؤكدة أن اللوحات المعروضة تمثل تطور الخط عبر مختلف الفترات، والى جانب هذا تم افتتاح معرض الفن التشكيلي الذي حمل هو الآخر لوحات متنوعة لمختلف الفنانين التشكيليين أمثال عيسى قويرح، خالد التركي، سنية دريح، عادل مقديش، خالد لصرم و غيرهم، تلى ذلك افتتاح المعرض الخاص بالكتاب، حمل 376 عنوان مطبوعة بين سنة 2008 و2010 ، منها منشورات خاصة بوزارة الثقافة التي تسعى من خلالها إلى تخليد رجال الفكر القدامى و تخليد أعمالهم القيمة حسبما أكده المشرف على المعرض " مراد خليفة_ الذي بين من خلال حديثه " للجزائر الجديدة" أن المعرض يحمل عنوانين متنوعة منها الدينية، الأدبية، وكتب خاصة بالأطفال. و عقب افتتاح المعارض، كان الجمهور التلمساني على موعد آخر لحضور سهرة حفل الافتتاح التي أحياها كل من الشاعر"جمال الصليعي" الذي قرأ قصيدة"تحية تلمسان" ، و أعضاء فرقة السلام ببني خيار، الذين جادت قرائحهم بتقديم مقطوعات متنوعة، أرادوا من خلالها إبراز التراث الأصلي الصوفي، وتجدر الإشارة إلى أن الحفل افتتح بالكلمة التي ألقاها رئيس ديوان وزارة الثقافة التونسية " عبد العزيز زياني"، الذي اعتبر هذه الأيام الثقافية خطوة جديدة نحو مزيد من التقارب و التواصل، تقدم عبرها باقة ثقافية تعكس المخزون الثقافي التونسي، وتميز الإسهامات الإسلامية و الثقافية، معربا عن رغبته في فتح مجالات أكبر للتبادل في التنمية الثقافية، عقب ذلك الكلمة التي ألقاها ممثل وزارة الثقافة الجزائرية" نور الدين عثماني"، الذي أشاد بتاريخ تونس الحافل بالمحطات التاريخية ، أبرزها الفترة القرطاجية، مشيرا إلى ما سجلته تونس من بصمات في التاريخ الإسلامي بتعاقب الدويلات و الإمارات أهمها دولة الأغالبة و الدولة الفاطمية و الدولة الصنهاجية و الدولة الموحدية و الدولة الحفصية التي كان لها تواصل كبير مع تلمسان الزيانية، و اعتبر حضور تونس يشكل إحدى المحطات الرئيسية و الهامة لتظاهرة تلمسان التي تعانق بالمناسبة القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2009 مع التأكيد أن في تونس العهد الجديد مقومات التألق و الامتياز و سبل استعادة مجدها وأن العطاء الثقافي التونسي سيكون أكثر قوة و تألقا في ظل التحولات الجذرية التي تعيشها. و يشار إلى فعاليات الأسبوع الثقافي التونسي المتواصلة إلى غاية يوم غد الأربعاء، تحمل اليوم نشاطات متنوعة، بداية بمحاضرة حول الخط العربي تحت عنوان" اضاءات حول الخط العربي بتونس" تقدمها الأستاذة رجاء العودي، إلى جانب عرض فيلمين وثائقيين" جامع عقبة ابن نافع رباط"، و فيلم" الساقية"، و فيلمين سينمائيين الاول بعنوان" سراب" لمخرجه عبد الحفيظ بوعصيدة، و الثاني " مجنون ليلى" للمخرج الطيب الوحيشي، بالإضافة إلى عرض مسرحي" رسالة إلى أمي" للمخرج صالح بن يوسف الفالح. و للتذكير فقد تخلل برنامج أمس كذلك عرض فيلمين وثائقيين" الكتاب" و الزيتونة في قلب تونس"، و فيلمين سينمائيين، عرض مسرحي و محاضرة تحت عنوان" ثورة 14 جانفي و الاستحقاق الثقافي" للأستاذ محمد عبد العظيم.