غياب الرقابة على قطاع النقل الحضري شجع على ظهور المزيد من المخالفات التي تعد دوسا مفضوحا على القانون والتنظيمات المعمول بها في هذا القطاع الحيوي، ويبقى الناقلون المشتغلون على الخط الرابط بين الشراربة والكاليتوس على غرار العديد من الناقلين ممن اشتهروا بارتكاب المزيد من المخالفات القانونية، وآخر ما وقفنا عنده في هذا الشأن إقدام أصحاب الحافلات الآتية من الشراربة والمتجهة نحو الكاليتوس على إنزال المسافرين في منتصف الطريق، وعدم إيصالهم إلى المحطة الرئيسية، الأمر الذي يجعل هؤلاء يتأخرون عن مصالحهم وانشغالاتهم اليومية مما يوقعهم في مشاكل مع رؤسائهم، في حين يضطر بعض المسافرين إلى استخدام وسائل نقل أخرى كسيارات الأجرة والكلوندستان، مما زاد من حجم معاناتهم أثناء تنقلاتهم اليومية ناهيك عن دفعهم لضعف تكاليف الرحلة. وفي سياق ذي صلة، استنكر المسافرون صمت السلطات المحلية لبلدية الشراربة، اتجاه الوضع الذي بات مقلقا، مطالبين بضرورة التدخل للحد من تعسفات الناقلين الذين صاروا يعملون وفقا لمصالحهم دون وجود أي رادع قانوني يوقف تلك التصرفات التي أصبحت تشكل خطرا على مصالحهم، لاسيما خلال الفترات المسائية من فصل الشتاء، عندما تتحول تلك الطريق إلى حلبة صراع بين المسافرين الذين ينزلون في منتصف الطريق، واللصوص الذين غالبا ما يستغلون الوضع لسرقة ممتلكاتهم، ونفس المعاناة تتكرر خلال فصل الصيف، أين يقضي المسافرون ساعات طويلة وهم تحت الشمس الحارقة قبل بلوغهم الوجهة المقصودة، دون أن يعير لهم أحد أدني اهتمام. هذا السلوك أثار امتعاض المواطنين كثيرا، خاصة أولئك المتعودين على النزول داخل محطة الكاليتوس، وقال هؤلاء أنهم يشتغلون وفق أهوائهم غير مكترثين بحقوق الركاب التي يدوسون عليها صباحا ومساء. من جهتهم برر الناقلون التصرفات الصادرة عنهم بعد الوصول إلى المحطة الرئيسية لعدم تهيئة الطريق الرابط بين البلديتين بسبب أشغال الحفر التي قامت بها مؤسسة الأشغال العمومية منذ سنة، وتم تكمل تهيئة الطريق على الرغم من مرور مدة عن الأشغال، وفي هذا الصدد، أكد أحد الناقلين أن ذلك الطريق ألحق العديد من الأعطاب بمركباتهم، بالنظر إلى قطع الغيار التي يتطلب إصلاحها أموالا طائلة، معتبرا ذلك السبب المباشر في تجنب مواصلة الرحلة عبر تلك الطريق المتدهورة. وبالرجوع إلى ما تم ذكره، يطالب المسافرون والناقلون على حد سواء بالشراربة، من الجهات الوصية إيجاد الحلول العاجلة والكفيلة بوضع حد لهذه الوضعية المزرية التي طال أمدها، وذلك من خلال إعادة تهيئة الطريق، خاصة وأنهم يدفعون تكاليف الرحلة إلى غاية محطة الحافلات وليس العكس.