لا تزال معاناة سكان حي الأفواج المتواجد بساحة أول ماي يالعاصمة، متواصلة بسبب تعطل المصاعد بعماراتهم التي يفوق عدد طوابقها العشرة وذلك منذ ما يزيد عن 20 سنة. حيث أوضح عدد من سكان الحي من خلال حديثهم للجزائر الجديدة، أنه بالرغم من النداءات العديد والمتكررة التي وجهوها للسلطات المعنية من أجل احتواء الوضع وحل الإشكال إلا أنها باءت بالفشل، فلم يتلقوا مقابلها سوى وعود تصب في مجملها في إصلاح تلك المصاعد في أقرب الآجال، إلا أنه لم يحدث إلى يومنا هذا، مما زاد حدة المشاكل وضاعف من حجم معاناتهم، وفي سياق ذي صلة، أكد لنا أحد القاطنين بالحي أن هذه الوضعية تعود إلى سنة 1987، عندما أقدمت مصالح ديوان الترقية والتسير العقاري بانتزاع بعض القطع من المقاعد بهدف إصلاحها، إلا أن ذلك لم يتم رغم مرور كل هذه المدة، ليتجرع بعد ذلك السكان يوميا مرارة الصعود إلى شققهم ببنايات تفوق العشرة طوابق، ولعل الفئة الأكثر تضررا من هذه الوضعية فئة المسنين وذوي اللأمراض المزمنة لا سيما المصابي بالامراض القلبية والتنفسية الذين باتوا يتفادون النزول والصعود كثيرا، وأصبحوا يفضلون المكوت بالبيت بسبب تعطل مصاعد العمارة، مكتفين بالوقوف في الشرفات، نظرا للمشقة والصعوبة الكبيرة التي يواجهونها عندما ينقلون مقتنياتهم إلى غاية منازلهم، كما أضاف هؤلاء في سياق حديثهم، أنهم قاموا وفي الكثير من المناسبات بالاتصال مرارا بالسلطات المعنية من أجل التكفل بحل الإشكال الذي تحول إلى كابوس طال أمده، إلا أن الجواب وفي كل مرة كان لا يتعدى الوعود، كما أرجعوا سبب التأخر في إصلاح تلك المصاعد إلى ضعف الغلاف المالي الذي لا يكفي، ومن جهة أخرى، دق سكان تلك العمارات ناقوس الخطر جراء حدوث كارثة حقيقية قد تودي بحياة الكثيرين. وأمام هذه الظروف المزرية، التي يكابدها سكان حي الأفواج، يطالب هؤلاء من الجهات المعنية، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم التي استغرقت 22 سنة، والتي جعلت يومياتهم أشبه بالكواليس، وذلك من خلال إصلاح مصاعد العمرات في أقرب الآجال حتى يتسنى لهم بلوغ منازلهم ونقل ما يحتاجونه من أغراض دون أن تنقطع أنفاسهم.