بعد حوالي عشرة أشهر من القلاقل والعراك، تمكنت الجزائر أخيرا من تنظيم انتخابات الرئاسة، بعد تعطيل موعدين سابقين، واعلان الرئيس الفائز، بنسبة مشاركة مقبولة جدا، ونسبة تزوير تكاد لا تذكر. ورغم البروباغندا الرافضة للانتخابات، ودعوات المقاطعة الرهيبة، وأعمال العنف ضد الناخبين في فرنسا، وعمليات التكسير والتخريب لمراكز الاقتراع بمنطقة القبائل، ومحاولات الادارة وبعض رؤساء الدوائر المتعودين على التزوير، اللعب في الوقت بدل الضائع، إلا أن ذلك لم يثن حوالي 9 ملايين جزائري من الذهاب الى صنايدق الاقتراع، وأداء الواجب الوطني بفخر كبير، ولم يمنع إجراء العملية في شفافية غير مسبوقة، تحت أعين سلطة الانتخابات، بعد أن تم سحب العملية لأول مرة من ايدي الادراة والولاة ووزارة الداخلية. هذا يعني: ان قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، كان عند وعده للشعب، بإجراء الانتخابات في وقتها وبالشفافية اللازمة، فلم يكن أحد يعرف من هو الرئيس الى غاية آخر لحظة من الاعلان الرسمي للنتائج، بما يرد على كل مبررات المقاطعة والرفض، التي توهمت التزوير منذ البداية. كما يعني أن الجزائر خرجت من دائرة الخطر والفراغ، وحطمت مخططات الخارج لفرض مراحل انتقالية موقوتة، قد تعصف بوحدة البلاد الترابية، وتشعل مواجهات لا أول لها ولا آخر، وألغت سيناريوهات الحاق الجزائر بدول الربيع العربي، بعد أن توعدها البعض بالدمار بعد الفراغ من سوريا، وهي ستمضي الآن واثقة، نحو الحوار مع كل أبنائها المخالفين، تحت مظلة الشرعية، والوحدة الوطنية.