أكد محسن مرزوق، مدير حملة السبسي أن الأخير بات الرئيس الفائز بالدور الثاني للانتخابات الرئاسية التونسية. وقال مرزوق، في مؤتمر صحفي عقده في مقر الحملة، الليلة الماضية، إن المؤشرات الأولية تؤكد فوز السبسي بالرئاسة. وفي مقر حملة السبسي، زعيم “نداء تونس” انطلقت الاحتفالات بالفوز وعلت الزغاريد والأهازيج الاحتفالية. واعترف عدنان منصر، مدير حملة المرشح محمد المنصف المرزوقي، بأن المؤشرات التي بحوزة الحملة تؤكد أن الفارق بين المرشحين ضئيل جدا. لكنه شكك في العملية الانتخابية في بعض المناطق، وقال إنها عرفت خروقات خطيرة. وتعمدت حملتا المرشحين الانطلاق في إعطاء النتائج، بخلاف ما تم الاتفاق عليه مع الهيئة المستقلة للانتخابات الرئاسية، بعدم الإعلان عن النتائج إلا بعد إعلانها من قبل الهيئة اليوم الإثنين. فتحت مكاتب الاقتراع في تونس، صباح أمس، أبوابها للناخبين للتصويت في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، للحسم بين المرشحين المتنافسين الفائزين في الدور الأول، الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، الذي حصل في الدور الأول على ما يفوق 33 بالمائة، ويحظى بدعم بعض القوى الشعبية واليسارية وقواعد حركة النهضة، ورئيس الحكومة الأسبق رئيس حزب نداء، الباجي قايد السبسي، الذي حصل في الدور الأول بنسبة تفوق 39 بالمائة ويحظى بدعم الأحزاب والقوى الليبرالية، وبتمويل مالي قوي. وسيطر على الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في تونس هاجسان، التزوير والهاجس الأمني، فمع انخفاض حدة الخطابات العنيفة من قبل المترشحين استجابة لنداءات العقلاء السياسيين، وتخوفا من محاذير الانقسام المجتمعي الذي شهده الدور الأول من الرئاسيات، طفحت مخاوف التزوير أو التلاعب بنتائج الانتخابات لدى الطرفين على حد سواء، حملة المرشح المرزوقي حذرت من أي تلاعب بالانتخابات، فيما عبرت حملة السبسي عن مخاوفها من تحويل المسار الانتخابي خاصة في مدن الجنوب التي يحظى فيها المرزوقي بتأييد واسع، خاصة مع قرار الحد من تواجد ملاحظي المجتمع المدني في مراكز التصويت، الذي عبّرت تنظيمات المجتمع المدني النشطة في مجال مراقبة الانتخابات عن استيائها منه، ووصفته بالتراجع عن حقها في الرقابة، لكنها أجمعت على أن العملية الانتخابية مرت دون تسجيل مخالفات ترتقي إلى حد التأثير على العملية الانتخابية. وقبل ذلك، كان رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات، شفيق صرصار، قد حذر من أي مساس بالسير العادي للعملية الانتخابية، وطالب المرشحين بالكف عن التصريحات المشحونة بمخاوف التلاعب بالانتخابات، ووعد بإعلان نتائج الانتخابات الأولية اليوم الاثنين. وكما بسط هاجس التلاعب بالانتخابات نفسه على اليوم الانتخابي الطويل، بسط التخوف من التهديدات الإرهابية نفسه رغم نشر السلطات التونسية 56 ألف من رجال الأمن والشرطة، إضافة إلى 120 ألف جندي من الجيش لتأمين مراكز الاقتراع، خاصة بعد بث الفيديو الذي ظهر فيه أبو بكر الحكيم، أحد المتورطين في اغتيال الناشط السياسي التونسي محمد البراهمي، والذي هدد بتنفيذ عمليات إرهابية، ودفعت هذه المخاوف الهيئة المستقلة للانتخابات إلى تأخير فتح مكاتب الاقتراع الواقعة على سفوح الجبال والمناطق النائية في مناطق جندوبة والڤصرين والكاف بساعتين، وغلقها قبل الموعد المحدد بثلاث ساعات، للتخوف نفسه. لكن التهديدات الإرهابية سرعان ما تحولت إلى واقع، قبيل ست ساعات من فتح مكاتب الاقتراع، أي في حدود الثانية فجرا، قتلت قوات الجيش التونسية مسلحا عندما كان يحاول مهاجمة عسكريين يحرسون مركزا للاقتراع في منطقة القيروان جنوبي تونس. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية، المقدم بلحسن الوسلاتي، إن قوات الجيش قتلت إرهابيا في العشرين من عمره كان يحمل بندقية، واعتقلت ثلاثة مشتبه بهم بمساعدته، أحدهم أصيب في يده، في منطقة حفوز بولاية القيروان، كانوا بصدد مهاجمة تشكيلة عسكرية كانت تحرس مركزا انتخابيا، فيما أصيب أحد العسكريين بطلق ناري على مستوى الكتف. وفي مدينة سليانة أطلق مسلحون النار على دورية للجيش في منطقة سليانة جنوبي تونس، دون وقوع إصابات. لكن رئيس الحكومة، مهدي جمعة، قال إن هذه العمليات محاولة يائسة من المجموعات الإرهابية للتأثير على آخر مرحلة من المرحلة الانتقالية، ولم تثن هذه العمليات والتهديدات التونسيين من التوجه إلى مراكز الاقتراع، حيث انتهت عمليات الاقتراع إلى نسبة تصويت تجاوزت 50 بالمائة، بعدما كانت بلغت حتى الساعة العاشرة صباحا 04ر15، و36 بالمائة في حدود الساعة الثانية والنصف مساء. السبسي: بوتفليقة صديقي والجزائر أول بلد أزوره في حال فوزي قال المرشح للانتخابات الرئاسية، الباجي قايد السبسي، إن الجزائر ستكون أول بلد يزوره في حال فوزه. وأكد السبسي عقب تصويته في مكتب اقتراع بمنطقة سكرة في العاصمة تونس، إنه سيعمل على التعاون مع الجزائر لضمان مستقبل أفضل للشعبين، كما عبّر عن اعتزازه بدعم الجزائر والجزائريين في فترة عصيبة من تاريخها، وهي تعيش مرحلة التحول الديمقراطي، وقال “بوتفليقة صديقي، وبلغوا الجزائريين أن تونس بخير”، وأكد أنه واثق من فوزه بالانتخابات. المرزوقي: مستعد لتهنئة السبسي إذا فاز قال المرشح منصف المرزوقي عقب تصويته في حمام سوسة إنه مستعد لتهنئة خصمه قايد السبسي في حال فاز بالانتخابات “أنا مستعد لتهنئة خصمي إذا فاز وأنتظر أن يقوم بتهنئتي إذا ما فزت، وأن نضع أيدينا في أيدي بعض بعد هذه الانتخابات التي صار فيها بعض الوجع وهذه طبيعة المراحل الديمقراطية وطبيعة الانتخابات.” وأضاف: “اللعبة الديمقراطية تقتضي أن نقبل جميعنا بنتيجة الصندوق وبكل روح رياضية”، وأوضح “أتممنا المرحلة الانتقالية بسلام. لما نقارن مستوى العنف الموجود في بلدان أخرى فهو لا يقارن، فنحن شعب مسالم وانتخاباتنا كانت مسالمة وبعض الكلمات من هنا وهناك لا يجب أن تنسينا أن نضع أيدينا في أيدي بعض ونعمل من أجل الوطن، بعدما حققنا جميع أهداف المرحلة الانتقالية بعد الثورة وكتبنا الدستور وأنجزنا الانتخابات في آجالها”.