اعتبرت لويزة حنون مرشحة حزب العمال للانتخابات الرئاسية 2014 التفويض بالأغلبية الذي منح للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، كان واضحا و صريحا، و يعد قرار شعب غير قابل للنقض ، مبرزة بأن الاقتراع لم يكن لاختيار مشروع مجتمع و إنما لاعتبارات كانت سامية متمثلة في الحفاظ على السيادة الوطنية و استقرار البلد. قالت حنون في الندوة الصحفية التي نشطتها أمس بالمركز الدولي للصحافة أن نسبة المشاركة في الاقتراع التي بلغت 51،70 بالمائة، تصويت مقاوماتي دفاعي من أجل الحفاظ على السلم و الاستقرار و السيادة الوطنية، وصدّ كل محاولة لإغراق البلاد في الفوضى و اللا أمن . و عبّرت في سياق متصل عن ارتياحها الكبير، لأن الاقتراع كان اختبار للدولة و الشعب، كونه لم يجر في ظروف عادية، علاقة بالوضع الدولي و الإقليمي المأساوي، و بالتشنج و التوتر الداخلي المسجل قبل انطلاق الحملة الانتخابية. و في قراءتها السياسية أكدت المتحدثة أن نتيجة الاقتراع لها علاقة بالظرف السياسي، الذي ما يزال مشحونا بالمخاطر، لافتة أن هذا الوضع انتصار للجزائر، صنعه الشعب الذي أفشل القنابل الموقوتة ، كما « أخلط حسابات الأطراف الخارجية، حيث لم يتأكد بيان الحكومة الفرنسية، و لا تقارير الإدارة الأمريكية التي توقعت انفجار الوضع ، و العودة إلى سنوات الدم و الدمار «. و أوضحت في ردها على أسئلة الصحافة أن التصويت على الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، « تفويض ملجأ «و تحديد للأولوية ، لكن مسألة التحول الديمقراطي لم يتم التخلي عنها بل تم تأجيلها لوقت لاحق ، لكنها ترى أن هذه الانتخابات غير مشكوك في نتائجها و هي تختلف عن تلك التي شهدتها الجزائر منذ 1995 ، لأن الإدارة أثبتت حيادها في مختلف مراحل العملية الانتخابية ، مؤكدة عدم وجود أي تزوير، لأن حزب العمال كان مناضلوه موزعين على كل مكاتب التصويت عبر 48 ولاية . و أبدت تفهمها للخيار الذي عبر عنه الشعب، مذكرة بأنه حقق هدفين أساسيين ناضل و دافع عنهما حزب العمال ، و يتمثلان في الحفاظ على السيادة و الاستقرار، في انتظار تحقيق مكاسب أخرى ، مشيرة إلى التعهد الذي قدمه مدير الحملة الانتخابية، متمثلة في التجديد السياسي، الذي له علاقة بالجمهورية الثانية، الذي يطالب به حزب العمال . و فيما يتعلق بالنتيجة التي تحصلت عليها من خلال ترشحها في الانتخابات الرئاسية ل 17 افريل ،و احتلالها المرتبة ال4 بنسبة 1،37 بالمائة بعد مرشح حزب جبهة المستقبل الذي تقدمها بنسبة 3،36 بالمائة ، لم ترد حنون التعليق على ذلك ، لكنها ترى أن الأصوات التي حصل عليها في باتنة و دعم العروشية ساهم في ارتفاع هذه النسبة ، و في نفس الوقت فوّت الفرصة على المترشح علي بن فليس الذي ينتمي لنفس الولاية . و إذا كانت حنون قد ارتاحت لنسبة المشاركة التي سجلتها هذه الرئاسيات، غير أنها تعتبر أن نسبة الامتناع المقدرة بحوالي 48 بالمائة « خطر لأنه تعبير عن تشكيك «، موضحة بأن الممتنعين ليس لهم علاقة بالمقاطعة، مسجلة ظاهرة جديدة تتمثل في وجود ورقتين لمترشحين في ظرف واحد.