يجتمع اليوم وزير التربية الجديد محمد أوجاوت مع نقابات التربية في أول اجتماع يعقده مع الشركاء الإجتماعيين، وفيما تجاوبت بعض النقابات مع دعوة الوزارة، قررت أخرى مقاطعة أول لقاء يجمعها بالوافد الجديد على رأس القطاع و اعتبره أخرى مجرد لقاء بروتوكولي ، لا يسمح بطرح عديد الملفات الثقيلة التي لطالما أرهقت قطاع التربية . في اتصال مع المكلف بالإعلام لدى نقابة “كنابست” مسعود بوديبة عن أول لقاء يجمع الوزير الجديد لقطاع التربية بنقابات القطاع : ” لقاءات من هذا النوع هي في الغالب بروتوكولية تعارفية، و حضور النقابات اليوم يندرج ضمن فعل تعارفي ثنائي بين الطرفين، و لا يمكن لهذا اللقاء أن يسمح بطرح العديد من المشاكل التي يتخبط فيها القطاع بالإستماع لكل النقابات التي تم استدعاؤها لحضور اللقاء، مؤكدا أن الوضع الذي آل اليه قطاع التربية يقتضي التشاور لحلحة مشاكل جمة يعانيها القطاع منذ سنوات . الأمين العام لنقابة ” الأسنتيو ” قويدر نجيب يحياوي، قال إن النقابة و بعد عقد اجتماع لأعضاء المكتب الوطني قررت تلبية دعوة الوزير رغم أن لن يعدو أن يكون لقاء بروتوكولي سياسي لن تعطى فيه الفرصة كاملة لقيادات النقابات من أجل االتحدث عن ما يعانيه القطاع ، و لذا ستأخذ النقابات دور المستمع الجيد في لقائها بالوزير ، من أجل معرفة نظرته الإستشرافية لمستقبل القطاع ” و أضاف ” الكرة اليوم في مرمى الوزارة و لابد من معرفة ان كان لها نوايا لإصلاح القطاع و التخلص بما يعرف باصلاحات ” بن زاغو ” مع تجنب سياسة ” الآذان الصماء” . وتابع يحياوي بأن “الوضع اليوم يستدعي رسم خارطة طريق لحل مشاكل القطاع المتراكمة على غرار معالجة اختلالات القانون الأساسي لقطاع التربية ، الإصلاحات التربوية ، ملف التقاعد، ملف الخدمات الإجتماعية و غيرها و لا يمكن للوزير أن يحلها بمفرده، فهو يشرف على مؤسسات في قطاع التربية و له صلاحيات خاصة ، غير أن تجسيد بعض المطالب التي يرافع لأجلها مستخدمو القطاع يقع على عاتق الحكومة و لا يمكن أن يتحملها الوزير بمفرده و لكنه ملزم بتبليغها للحكومة ” . من جهته أوضح رئيس نقابة ” اينباف ” بالنيابة بلعيد مبارك، أن قرار لقائهم بالوزير الجديد أتخذ بعد انعقاد المجلس الوطني للنقابة ، التي كانت سابقا ضمن المقاطعين للقاءات الحكومة تحت غطاء كنفدرالية النقابات المستقلة ، إلا أن رحيل حكومة بدوي غيّر الأوضاع و جعل ” اينباف ” تعدل عن قرارها و تلبي دعوة الوزير الجديد. وقال النقابي ” نحن دعاة حوار و الوزير أعطى الضوء الأخضر اليوم من أجل التحاور ” مضيفا أن “مطالب عمال و موظفي التربية واضحة و قد تطرقت اليها النقابة مجددا خلال عقد مجلسها الوطني ،منها ما يتعلق بالشق البداغوجي و منها ما يخص الأجور و المنح “. و شدد ذات النقابي على ضرورة اخراج قطاع التربية من الوظيف العمومي و ضبط مهنة التعليم بقانون خاص و إعادة النظر في مناهج و برامج الجيل الثاني و إصلاح المنظومة التربوية ، مع تجسيد بعض المطالب التي يسعى اليها أساتذة التعليم الإبتدائي، على غرار إعفائهم من بعض المهام غير البيداغوجية و توظيف مشرفي التربية للقيام بها ، ليؤكد هو الآخر أن لقاء الوزير بنقابات التربية اليوم هو مجرد لقاء بروتوكولي للتعارف . و فيما تجاوبت بعض نقابات التربية مع أول دعوة تتلقاها من الوافد الجديد على الوزارة الوصية وقررت الجلوس مع الوزير في أول لقاء ، قررت تقابات أخرى مقاطعة اللقاء ، على غرار نقابة ” الكلا ” التي أكد رئيسها روينة زوبير ، أن النقابة عقدت مجلسها الوطني الذي تطرق إلى الوضع العام في البلد و كذا الوضع في القطاع و ظروف العمل داخل المؤسسات التربوية و التضييق على النشاط النقابي بشكل ملفت و المطالب العمالية التي تخص الملفات المطروحة للأساتذة و العمال و تجاهلها و خلص المجلس إلى قرار مقاطعة جلسة اليوم مع الوزير في انتظار التماس الجدية في تناول مطالب العمال والإرادة السياسية في الإهتمام بالمدرسة . عضو نقابة “ساتاف ” نبيل فرقنيس، قال من جهته ” من الغير المعقول قبول لقاءات الحكومة و حوار الوزارة ، ما لم يتم الإستجابة بالكامل لمطالب الحراك الذي لا يسمع صوته في الشوارع ، و في مقدمتها اطلاق سراح معتقلي الرأي”.