اتهمت تركيا جارتها سوريا أمس الجمعة بارتكاب "فظاعات" ضد المتظاهرين المناوئين للنظام، في الوقت الذي بدأت القوات السورية هجوما جديدا على منطقة جسر الشغور مما يهدد بزيادة اعداد اللاجئين السوريين الى تركيا.ونقلت وكالة انباء الاناضول الجمعة عن اردوغان قوله "للاسف فانهم لا يتصرفون بطريقة انسانية"، واصفا التعامل مع جثث النساء اللواتي يقتلن على يد قوات الامن السورية بانها "من الفظاعات".واضاف اردوغان، الصديق الشخصي للرئيس السوري بشار الاسد "تحدثت مع الاسد قبل اربعة او خمسة ايام لكنهم (السوريون) لا يقدرون خطورة الوضع".واكد انه "بناء على ذلك، لا يمكننا ان نصر على الدفاع عن سوريا". ويعد هذا اقسى رد فعل يصدر عن انقرة حتى الان بشان الاضطرابات التي تشهدها سوريا والتي اجبرت اكثر من 300 شخص على اللجوء الى تركيا.وكان اردوغان مارس الضغوط على الاسد لتطبيق اصلاحات، الا انه لم يدع الى تنحيه.وكانت العلاقات بين تركيا وجارتها الجنوبية قد انتعشت في ظل حكومة اردوغان الاسلامية الخلفية، ودعت انقرة الى اصلاحات ديمقراطية يقودها الاسد.الا ان الرئيس التركي عبد الله غول قال الجمعة ان القيادة المدنية والعسكرية التركية مستعدة لمواجهة "اسوأ السيناريوهات"، دون ان يكشف عن تفاصيل. وقال "للاسف، فمن الواضع ان الامور في سوريا لا تتطور في الاتجاه الصحيح". واعلن التلفزيون الرسمي السوري ان الجيش السوري بدأ أمس الجمعة عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بمحافظة ادلب (300 كلم شمال دمشق).وقال التلفزيون ان الجيش بدأ هذه العملية "استجابة لنداء الاهالي للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقامت بقتل عناصر من القوات الامنية".وذكر ناشطون في حقوق الانسان ان غالبية سكان هذه المدينة البالغ عددهم 50 الف شخص فروا منها هذا الاسبوع، حيث لجأ معظمهم الى تركيا، واصبحت المدينة مقفرة بعد عمليات التمشيط التي بدأت في 4 جوان. وتسارعت وتيرة تدفق الفارين الى تركيا الثلاثاء حيث اصبح اكثر من ثلاثة الاف شخص يحتمون الان في ثلاثة مخيمات اقيمت في محافظة انطاكية الحدودية، حسب ما افاد مسؤول في الحكومة التركية الجمعة.وتقوم قوات الشرطة شبه العسكرية باستقبال اللاجئين ومعظهم من المسنين والاطفال والنساء، عند الحدود ونقلهم اما الى المخيمات او الى المستشفيات. وقال المسؤول ان 60 جريحا يتلقون العلاج أمس الجمعة.وقال "ليست لدينا اية مشكلة في ايواء الناس وتلبية احتياجاتهم .. فالاعداد التي تصل الان هي اقل كثيرا من الاعداد التي يمكننا ان نستوعبها"، مضيفا ان تركيا لا تحتاج حاليا الى مساعدة دولية. وقد تم وضع معظم اللاجئين في مخيم في مدينة يايلاداغي تمت اقامته بعد فرار اول دفعة من اللاجئين السوريين في اواخر ابريل.وبدأت جمعية الهلال الاحمر التركي في اقامة مخيمين اخرين في مدينة التينوزو وفي قرية بوينويوغون المجاورة يتسعان لما بين اربعة الى خمسة الاف لاجئ، طبقا لعمال الاغاثة المحليين وتقارير الاعلام.واكد اردوغان على ان تركيا ستبقى على حدودها مفتوحة امام اللاجئين، الا انه تساءل "الى اي مدى سيستمر ذلك". وصرح ميتين كوراباتير المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تركيا انه "اذا اراد اي شخص شارك في نشاطات سياسية في سوريا، طلب اللجوء السياسي، فان المسؤولين الاتراك سيوجهونه الى اجراءات طلب اللجوء".وذكر مسؤول في الحكومة التركية ان انقرة اتخذت كذلك "اجراءات لمنع الارهابيين من التسلل" الى تركيا، في اشارة الى حزب العمال الكردستاني المتمرد الذي يقاتل تركيا منذ عام 1984 ويحظى بدعم قوي بين الاقلية الكردية في سوريا.ورفض المسؤول الكشف عن تفاصيل الاجراءات، الا انه اكد انه "لم يطرأ اي تطور يثير القلق حتى الان". وقتل اكثر من 1100 مدني واعتقل عشرة آلاف آخرون في قمع التظاهرات الاحتجاجية ضد النظام السوري منذ 15 مارس، كما تقول منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.