أكد الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، أن وزير الشؤون الخارجية الأوروبية الفرنسي آلان جوبي، يشرع، غدا، في زيارة عمل للجزائر تدوم يومين بدعوة من نظيره الجزائري مراد مدلسي. وقال عمار بلاني في تصريح صحفي، أمس، إن هذه الزيارة "تندرج في إطار تعزيز الحوار السياسي بين البلدين وتعكس إرادتهما المشتركة في بناء شراكة استثنائية تكون في مستوى العلاقات متعددة الأشكال التي تربطهما من حيث التاريخ والجوار وكثافة العلاقات البشرية "، موضحا أن الوزيرين "سيتطرقان خلال هذه الزيارة إلى كل أبعاد العلاقات الثنائية ويتبادلان تحاليلهما حول مسائل تخص السياسية الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك " ليبيا ومسار السلام في الشرق الأوسط والصحراء الغربية ومكافحة الإرهاب والاتحاد من أجل المتوسط والعلاقة مع الإتحاد الأوروبي". ولاحظ في نفس التصريح أن " تبادل الزيارات العديدة بين البلدين ووضع آليات جديدة للتشاور السياسي وتسهيل الاستثمارات سمحا بتعزيز التعاون الثنائي وتنويعه وتوسيعه ليشمل كل القطاعات ذات الاهتمام المشترك". وصرح الناطق الرسمي من جهة أخرى أن " بعث الاستثمار و الشراكة على أسس جديدة سمح بتسجيل تقدما هاما بفضل الإرادة المشتركة للبلدين في إعطاء علاقاتهما طابعا مثاليا يقوم على أساس البحث عن مصالح متبادلة مستدامة". وتأتي زيارة جوبييه أياما فقط بعد انعقاد منتدى الشراكة الجزائري الفرنسي، حيث تم التأكيد على تنفيذ جملة من المشاريع الإقتصادية الهامة على رأسها مشروع إنجاز مصنع لشركة " رونو " الذي بدأت بوادر تجسيده تلوح في الأفق بعد مفاوضات مراطونية قادتها وزارة الصناعة مع الطرف الفرنسي . وبرزت بوادر تحسن العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا مؤخرا إلى الواجهة، حيث تعد المرة الأولى منذ تولي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الحكم سنة 2007، التي يقوم بها وزير الخارجية بزيارة عمل إلى الجزائر، حيث لم ينجح رئيس الدبلوماسية الفرنسية السابق برنارد كوشنير والذي تولى منصب وزير الخارجية من ماي 2007 إلى نوفمبر 2010 ، من القدوم إلى الجزائر في زيارة رسمية، فيما ألغيت في العديد من المرات الزيارات التي كان من المفترض أن يقوم بها برنارد كوشنير آنذاك من قبل الطرف الجزائري، وبعده عينت ميشال أليو ماري، والتي لم تمكث طويلا في منصبها حيث استقالت ثلاثة أشهر فقط من ترسيمها كوزيرة للخارجية بعد فضيحة قضاء عطلتها بتونس. الطرف الجزائري سينتهز فرصة زيارة آلان جوبيه لعرض العلاقات الثنائية بين البلدين والتي بدأت تتحسن في الآونة الأخيرة، ومن المتنظر أن يتطرق ألان جوبيه إلى ما تعيشه المنطقة على المستوى الجهوي، خاصة ما تعلق بالأزمة الليبية، حيث تلعب فرنسا دورا أساسا في الملف، فهي التي استعملت كل ما لديها من قوى من أجل إقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالسماح بتوجيه ضربات جوية ضد كتائب العقيد القذافي، وتعد فرنسا أيضا من الدول القلائل التي اعترفت بالمجلس الانتقالي الليبي المعارض، إلا أن الجزائر لا تشاطر فرنسا نفس الرأي في الملف الليبي، حيث تلح الجزائر إلى ضرورة تبني خارطة الطريق التي أعدها الإتحاد الإفريقي من أجل حل سلمي وعقد حوار وطني يشمل جميع الأطراف الليبية. محمد. ل