من المقرّر أن يقوم وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والأوروبية الفرنسي آلان جوبي يومي الأربعاء والخميس ب "زيارة عمل" للجزائر بدعوة من نظيره الجزائري السيّد مراد مدلسي، حسب ما أعلن عنه رسميا أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، ومن المنتظر أن تكون الأزمة الليبية في صلب المباحثات المنتظرة بين جوبي والمسؤولين الجزائريين· ذكر النّاطق الرّسمي لوزارة الشؤون الخارجية السيّد عمّار بلاني في تصريح له أن هذه الزيارة "تندرج في إطار تعزيز الحوار السياسي بين البلدين وتعكس إرادتهما المشتركة في بناء شراكة استثنائية تكون في مستوى العلاقات متعدّدة الأشكال التي تربطهما من حيث التاريخ والجوار وكثافة العلاقات البشرية"· وأوضح نفس المصدر أن الوزيرين "سيتطرّقان خلال هذه الزيارة إلى كلّ أبعاد العلاقات الثنائية ويتبادلان تحاليلهما حول مسائل تخصّ السياسية الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك (ليبيا ومسار السلام في الشرق الأوسط والصحراء الغربية ومكافحة الإرهاب والاتحاد من اجل المتوسط والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي···)"، ملاحظا في نفس التصريح أن "تبادل الزيارات العديدة بين البلدين ووضع آليات جديدة للتشاور السياسي وتسهيل الاستثمارات سمحا بتعزيز التعاون الثنائي وتنويعه وتوسيعه ليشمل كلّ القطاعات ذات الاهتمام المشترك"· وصرّح النّاطق الرّسمي من جهة أخرى بأن "بعث الاستثمار والشراكة على أسس جديدة سمح بتسجيل تقدّم هامّ بفضل الإرادة المشتركة للبلدين في إعطاء علاقاتهما طابعا مثاليا يقوم على أساس البحث عن مصالح متبادلة مستدامة"· وكان بارناد فاليرو النّاطق الرّسمي باسم الكيدورسيه قد صرّح بأن زيارة جوبي "ستكون جدّ هامّة بالنّسبة للعلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجزائروفرنسا"، مضيفا أن الزيارة ستكون فرصة لعرض العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي بدأت تتحسّن في الآونة الأخيرة، "حيث تمّت إعادة بعث العديد من المشاريع الاستثمارية الفرنسية، والتي كانت في وقت سابق متوقّفة· وأردف المتحدّث: "آلان جوبيه سيتطرّق إلى ما تعيشه المنطقة على المستوى الجهوي، خاصّة ما تعلّق بالأزمة الليبية، حيث تلعب فرنسا دورا أساسا في الملف فهي التي استعملت كلّ ما لديها من قوى من أجل إقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالسماح بتوجيه ضربات جوّية ضد كتائب العقيد القذافي، وتعدّ فرنسا أيضا من الدول القلائل التي اعترفت بالمجلس الانتقالي الليبي المعارض، في حين اتّهمت العديد من الأطراف الجزائر بدعمها للعقيد القذافي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للحرب ضد الشعب الليبي، لكن الجزائر كذّبت ذلك في العديد من المناسبات"· وأفاد بارناد فاليرو بأن الزيارة التي سيقوم بها جوبي بداية من يوم الغد ستتطرّق إلى عدّة ملفات سياسية، تاريخية، اقتصادية والديبلوماسية منها، خاصّة بعدما طفت بوادر تحسن العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا مؤخّرا على السطح بعدما أكّد وزير الخارجية مراد مدلسي ذلك في أفريل الماضي، حسب ذات المتحدّث·