تشهد الصيدليات فوضى عارمة جراء رفض أصحابها تقديم الدواء دون وصفة طبية، وهذا بعد توقيف جلسات العلاج على مستوى المستشفيات والعديد من العيانة الخاصة، خاصة المتعلقة بالمصابين بالأمراض المزمنة كأمراض الجهاز التنفسي القلب وارتفاع الضغط الدموي والسكري والأمراض الروماتيزية المزمنة كالالتهاب التصلبي للفقرات، في إطار اجراءات الوقاية من تفشي وباء كورونا. ووجد قطاع عريض من المرضى أنفسهم في ورطة بعد نفاذ كمية الأدوية التي كانت بحوزتهم ورفض الصيادلة منحهم الكميات اللازمة بسبب غياب وصفة الطبيب المعالج، في وقت أكد لهم بعض الأطباء المعالجين أن الصيدلي بإمكانه صرف نفس الدواء خاصة إذا المريض زبون له. ووقفت ” الجزائر الجديدة ” على نقاش ساخن نشب بين صيدلي وأحد الزبائن بسبب رفضه تقديم الدواء دون وصفة طبية، وأبلغنا الصيدلي بأن مشاكلهم تفاقمت مع الزبائن منذ بداية الأزمة الصحية، فهناك البعض ممن هم مصابون بأمراض مزمنة يطالبون باقتناء كمية من الأدوية دون وصفة طبية والبعض الأخر يأتي لاقتناء دواء بسبب إصابته بمرض عابر كالأنفلونزا الموسمية مثلا، وحتى هناك من يأتون لاقتناء دواء ” كلوروكين ” لاعتبارات احتياطية في حالة ما إذا تفاقمت الأزمة الصحية، وهو الأمر الذي منعته وزارة الصحة منعا باتا، وقالت إن تقديمه لا يكون إلا في حالة الحصول على الموافقة الكتابية المسبقة من قبل المصابين بهذا الفيروس مع إدراج ملاحظة الموافقة على استخدام الدواء في ورقة العلاج والمتابعة الخاصة بكل مصاب. وطالب أطباء أخصائيين منع بيع هذا البروتوكول للمواطنين حتى وإن كانوا حاملين معهم وصفة طبية باستثناء الحالات التي كانت تتعطاه في وقت سابق قبل ظهور الأزمة. ونفى الصيدلي تلقيهم أي تعليمات من الوزارة الوصية تقضي بمنحهم الدواء دون وصفة طبية، وأوضح أن بعض الأدوية تسبب في مضاعفات خطيرة خاصة إذا منح للمريض جرعات خاطئة، كما أن منح بعض الأدوية يتطلب رعاية طبية حذرة ودائمة من طاقم طبي لأنه يخلف آثارا جانبية كبيرة بالنسبة للذين يعانون من الأمراض المزمنة والسرطان وغيرها من الأمراض المستعصية. وأصبحت المؤسسات الإستشفائية والمراكز الصحية هذه الأيام خاوية على عروشها بعد أن كانت في وقت سابق تعج بالمرضى أو بزوارهم، وحتى مصالح الاستعجالات الطبية تشهد حالة من الهدوء والفراغ.