منذ إعلان وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بوزيد عن اعتماد استعمال بروتوكول لمعالجة المرضى المصابين بوباء "كوفيد19"، دون أن يذكر مسماه، وكان يقصد دواء "كلوروكين" بحسب تعليمة أبرقتها وزارته لمديريات الصحة، استقبل الكثير من الصيدليات أسئلة وطلبيات متصاعدة على هذا الدواء، المخترع في ستينيات القرن الماضي، والمخصص في الأصل لمرضى الملاريا وبعض حالات الروماتيزم. وفي جولة قامت بها "الخبر" بعدة صيدليات بالعاصمة، تبين أن الكثير من الصيدليات استقبلوا مواطنين حاملين في أيديهم وصفات طبية او قصاصاًت ورقية، ويبحثون عن هذا دواء لاعتبارات احتياطية، بحسب مسيرة صيدلية واقعة مقابل المركز الثقافي بشارع العربي بن مهيدي بالجزائر الوسطى في العاصمة. وبسؤال المعنية عن صحة الوصفة الطبية وما إذا سبق لها وأن باعت علب الدواء الذي تصدر المشهد الدولي فجأة، وصار يشكل أملا للكثير من الدول للتخلص من الجائحة، ذكرت أن كميات الدواء غير متوفر أصلا وشهد انقطاعا، مشيرة إلى أن منحه يستوجب رعاية طبية حذرة ودائمة من طاقم طبي على مستوى المستشفى، بوصفه يخلف آثارا جانبية كبيرة بالنسبة للذين يعانون من الأمراض المزمنة، تصل إلى الموت، وتأتي في شكل اضطراب نشاط القلب وكذا خلل في عمل البصر والكلى. وبالنسبة للأصحاء، ذكرت المتحدثة أنه لا يمكن تعاطيه بشكل احتياطي من الإصابة بفيروس "كورونا"، مضيفة أنه حتى في حالات الإصابة بالجائحة لا يمكن للمصاب أن يتعاطى جرعات من "كلوروكين" دون أن يكون تحت رقابة طبية استشفائية، أي يكون بين ايدي طاقم طبي بالمستشفى. وغير بعيد عنها، في الشارع المقابل، ذكرت صاحبة صيدلية أخرى، أنها تلقت هي الأخرى أمس طلبا على الدواء، غير أن الطالب قوبل بالرفض بسبب عدم امتلاكه لوصفة طبية، وكذا لكونن الدواء غير متوفر بالمحل. الأمر سيّان عند صيادلة في مقاطعات أخرى اتصلت بهم "الخبر"، فأغلبهم لاحظ الظاهرة نفسها، وجميعهم تعامل معها بالأسلوب نفسه، أي برفض بيع المنتج الصيدلاني. ويعتقد هؤلاء الزبائن بهذا السلوك، أنهم قاموا بخطوة استباقية في حربهم ضد الجائحة، تعزز إجراءات الحجر المنزلي، غير مدركين أن تناول الدواء لا يزال قيد التجريب ويتعلق سوى بالحالات التي ساءت وتعقدت كثيرا. وبقدر ما أعطى الإعلان عن اعتماد الجزائر لهذا البروتوكول فسحة أملا في نفوس المواطنين، بقدر ما عمّ الخوف من استعمالات غير مسؤولة له من طرف مواطنين، وجدوا فيه، بحسب تعبير الصيدلية، محصنا من الإصابة بالعدوى، في حين أن الأمر لا يزال قيد التجريب السريري وأن نتائجه غير معممة، وإنما تختلف من حالة إلى أخرى، حسب الوضعية الصحية القبلية وحسن طبيعة المناعة للشخص المريض ب "كورونا المستجد". وطالب أطباء أخصائيين منع بيع هذا البروتوكول للمواطنين، حتى وإن كانوا حاملين معهم وصفة طبية، باستثناء الحالات التي كانت تتعاطاه مسبقا قبل ظهور الأزمة، وهي معروفة لدى الصيدليات من خلال السجل وبطاقات الشفاء.