انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اللجوء إلى الصيدلي لمجرد الإحساس بألم بسيط على مستوى الرأس أو البطن أو المعدة ، الأمر ساهم في ازدياد نسبة مبيعات الدواء عند الصيادلة من دون وصفات طبية بحجة أن الداء معروف بين الجميع ولا داعي لزيارة المريض حتى يشخص حالته فيخسر ماله ووقته في ذلك. لطيفة مروان التقت الحياة العربية مع السيدة" مليكة" في إحدى الصيدليات، وقالت أنها عادة ما تلجأ إلى الصيدلي ليصف لها الدواء المناسب عند إصابتها هي أو احد أفراد أسرتها بوعكة صحية لا تستدعي الذهاب إلى الطبيب مثل أمراض البرد من رشح وزكام أو الأمراض التي قد تصيب الأطفال أيام الصيف من إسهال أو تقيأ، في حين يعتقد السيد "ابراهيم" أن مراجعة الطبيب لكل شاردة وواردة تحمله أعباء مادية لا طاقة له بها ولذلك يلجا إلى استشارة الصيدلي الذي غالبا ما يعطيه الدواء المناسب ليوفر أجرة معاينة الطبيب المرتفعة وكذلك يوفر على المريض اخذ الموعد وفترة الانتظار التي قد تمتد في بعض الأحيان لدى الأطباء الأخصائيين عدة أيام وشهور. وربة بيت أخرى قالت "أنها تقتنع في قرارة نفسها أن الذهاب إلى الصيدلي لشراء ادوية للحالات المرضية المتكررة مثل الرشح والزكام أفضل بكثير من مراجعة الطبيب وخاصة أن هذه الأدوية باتت معروفة للجميع". ويرى السيد "محمد" ان الصيدلي المعروف في أية منطقة يجعل سكانها يفضلون زيارته والتردد عليه باستمرار بين الفينة والأخرى لشراء الأدوية التي تتعلق بأمراض القلب والسكري والضغط والتي يتم صرفها بشكل متكرر . بينما قالت السيدة "أمينة" أن سبب شرائها الدواء دون وصفة طبية يعود إلى ارتفاع المعاينات الطبية للأطباء مما يضطرها إلى استشارة الصيدلي أو من سبق وجرب هذا الدواء أو ذاك . من جهته نفى احد الصيادلة أن ظاهرة استخدام المرضى للأدوية من دون استشارة الطبيب بكثرة، بحيث لا ترقى لان نسميها بالظاهرة في باعتبار أنها توجد بعض الحالات فقط- حسبه- ومنها ما نسبته 40 إلى 50 بالمائة من المصابين بالأمراض الموسمية والمزمنة فقط، مؤكدا في ذات السياق بأن هناك أدوية الأمراض المزمنة التي يتناولها المريض بشكل يومي تحتم على متعاطيها أن يشتريها حتى بدون تقديم وصفة دواء للصيدلي، بحيث يقوم المصاب بالمرض المزمن في حالة احتياجه للدواء بإرسال أحد أقاربه أو أبناءه إلى الصيدلية التي اعتاد شراء دواءه منه ليقدمه له. وقال ايضا بأن الصيدلي في اغلب الحالات يقدم النصيحة للمريض عند إقباله على اقتناء دواء معين بدون وصفة طبيبة، وهناك بعض الحالات العادية التي يتقدم فيها الفرد إلى الصيدلية ويخبره بالألم الذي يحس به لأنه عادة ما يتقدم شخص للصيدلي ويخبره بأن رأسه يؤلمه ويريد دوار معين لإسكان الألم، أو ان بطنه يوجعه فهل من دواء لذلك ...وغير ذلك من الحالات اليومية التي تمر على صاحب الصيدلية، في مثل هذه الحالات يقول المتحدث بأنه ليس هناك أي حرج في مساعدة المريض ونصحه في اقتناء الدواء اللازم لإسكان الم رأسه أو ضرسه أو بطنه. وأضاف الصيدلي انه بعض الحالات فقط التي تفرض على الشخص استعمال الأدوية من دون أن يستشير الطبيب وهي مثلا في حالة شراء امرأة لمرهم معين خاص بتفتيح البشرة أو ترطيبها أو إزالة القشرة ...وأعطى نتيجة بعد استعماله، في هذه الحالة تقوم هذه المرأة بنصح جارتها أو صديقتها بمدى فاعلية هذا المنتج الذي اقتنه من الصيدلية المعنية فتلجأ فورا إلى تلك الصيدلية ويعطيه اسم المرهم ويقوم الصيدلي بدوره بتقديم هذا المنتج للمشتري في حالة تواجده عندهم على غرار الفتيات اللواتي يقبلن على شراء مراهم الوقاية من الشمس أو بعض أدوات التجميل الأخرى ومثل هذه الحالات تمر علينا بشكل يومي تقريبا –يضيف المتحدث.