تسجل معظم الصيدليات، منذ حوالي شهرين متتاليين، أزمة ندرة بخاخ الفنتولين، وهو دواء يستعمله المرضى لعلاج الربو والحساسية، حيث يساعد على عملية التنفس عند الشعور بالاختناق والصعوبة في ذلك اذ يعد طارد للبلغم وموسع للشعب الهوائية، هذا ما لاحظته «المساء» خلال تجوالها بين بعض الصيدليات بالعاصمة التي أكدت جميعها أنها تحصل على «كوتات» جد قليلة من هذا الدواء غير كافية لتغطية متطلبات عدد المرضى الذين يعانون هذا المشكل الصحي. وأجمع مختلف الصيادلة الذين كان لنا حديث معهم على أن سبب الانقطاع المفاجئ للفنتولين يبقى مجهولا، إذ أنه لم يتم تقديم أي تفسير حول الموضوع، وذلك في الوقت الذي يتوافد فيه يوميا مرضى من مختلف الفئات العمرية باحثين عنه لعلاج مرضهم أو بالأحرى للشعور بالراحة عند حدوث مشكل في التنفس. وأشار صيدلاني بالعاصمة تحفظ عن ذكر اسمه، أن فنتولين، بوتالين، أزمالات، سالبوفينت، فاركولين، كلها أسماء تجارية لنفس المادة الدوائية المسماة سالبوتامول أو ألبوتيرول، إلا أن الاسم الشائع عالميا هو فنتولين. وهو دواء يحفز هذه المستقبلات في الرئتين مما يسبب استرخاء عضلات القصبات الهوائية فيها، ولهذا فهو يستخدم في حالات ضيق النفس التي يكون فيها ضيق في القصبات الهوائية، كالربو، والتهاب القصبات الحاد التشنجي، والتهاب القصبات المزمن، وفي حالات تشنج القصبات نتيجة الجهد أو ممارسة النشاطات، ويزداد استعمال هذا الدواء خلال هذا الموسم من السنة بسبب تقلبات الجو، وكذا الإصابة بالأنفلونزا التي تزيد من حدة تلك المشاكل، ما يجعل الإقبال عليه يرتفع للذين يعانون مختلف تلك المشاكل، لكن المشكل هو الانقطاع غير المسبوق لذلك الدواء. الصيدليات وجدت نفسها في مشكل التعامل مع الزبائن وإقناعهم بغياب هذا الدواء لاسيما وأنه ضروري، خصوصا للرضع والأطفال الصغار الذين لا يتحكمون في ضيق النفس. وأوضح المتحدث أن أكثر مشكل في غياب هذا المنتج الفرنسي والمصنع في انجلترا أن لا وجود لبديل له، ما يجعل تواجده جد ضروري، إلا أن الصيدليات لا تحصل على هذا الدواء إلا عن طريق «كوتات» -على حد تعبير الصيدلاني- جد قليلة غير كافية لتغطية الطلبات التي تعد بحوالي 50 طلبا في الشهر الواحد إلا أن الصيدلية لا تحصل إلا على 10 أو 15 وحدة في الشهر، وهو العدد الذي يتم توزيعه حسب الحالات المستعصية أكثر عبر تقديم وصفة طبية وبطاقة الشفاء تبرر حقيقة الحاجة الملحة لذلك الدواء. الجدير بالذكر أن أدوية أخرى في السوق تشهد نفس الانقطاع على غرار الفيتامين «د» التي هي ضرورية لتثبيت الكالسيوم في العظام والتي تحتاجه النساء، خصوصا اللواتي تعانين من مشاكل في العظام كالمرأة الحامل أو المرأة المرضعة، هذا ما جعل العديد منهن يلجأن إلى طرق أخرى للحصول عليه كاقتنائه من الخارج وانتظار وصوله. نور الهدى بوطيبة مرضى الربو يعانون بوهران يعاني مرضى الربو هذه الأيام من قلة وأحيانا ندرة أهم دواء يعالجون به والمتعلق ببخاخة «الفنتولين» التي لم يعد بالإمكان الحصول عليها إلا من خلال المعارف حتى عند الصيدليات. وفي هذا السياق، اشتكى الكثير من المرضى وأولياؤهم من ندرة هذه البخاخة، حيث كانت مفقودة تماما من على رفوف الصيادلة حتى أن ماراطون البحث عنها أصبح من يوميات المرضى وأوليائهم الذين لجأوا إلى استعمال الكثير من المعارف والعلاقات لإيجادها وبالتالي استعمالها واسترجاع الأنفاس من خلال استعمالها. وفي هذا الشأن، أرجع الكثير من الصيادلة بوسط مدينة وهران أن سبب ندرة هذه البخاخة هو نفاذ المخزون على مستوى الصيدلية المركزية الأمر الذي يفسر انعدامها لدى الكثير من الصيادلة. ومن أهم ما يتعرض له الصيادلة في مثل هذه الحالات المتعلقة بالندرة هو نصح المرضى بالتوجه إلى مصلحة الاستعجالات الطبية من أجل تلقي العلاج الاصطناعي غير أن ذلك يبقى غير كاف تماما ما دام المريض يكون في حاجة ماسة إلى استعمال البخاخة بمعدل أربع مرات في اليوم. ج / الجيلالي المستشار الإعلامي لوزارة الصحة سليم بلقسام ل«المساء»: الوزارة أمرت مستوردا بالتوزيع الفوري ل500 ألف وحدة فنتولين كان يخزنها أمرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أحد مستوردي الأدوية بالشروع فورا في توزيع كمية من دواء «الفنتولين» تقدر ب500 ألف وحدة بعد أن علمت بأنه كان يخزنها، في الوقت الذي بعاني مرضى الربو والمصابين بالأمراض التنفسية من ندرة في هذا الدواء الذي لم يصل إلى العديد من الصيدليات عبر الوطن منذ فترة. وأوضح بلقسام في تصريح ل«المساء» أنه بالإضافة إلى الكمية التي أمرت الوزارة بتوزيعها الفوري لتغطية النقص المسجل، ستصل كميات إضافية أخرى من هذا الدواء خلال شهر فيفري الجاري، مؤكدا أن النقص الظرفي المسجل في هذا الدواء راجع إلى مشكل توزيع وليس لعدم وفرة. مشيرا إلى أن برامج الاستيراد في مجال الأدوية والمنتجات الصيدلانية التي قدمت للوزارة تم التصديق عليها والموافقة عليها في وقتها. وبخصوص سعر هذا الدواء الموجه للمصابين بالأمراض التنفسية وعلى الخصوص المصابين بالربو أنه يختلف من علامة إلى أخرى. مشيرا إلى أن السعر المرجعي للتعويض على مستوى الضمان الاجتماعي أمر والسعر العمومي وهو موحد أمر آخر. كما افد بلقسام أن «الفنتولين» مثلها مثل كل الأدوية المستوردة التي تحرص وزارة الصحة على تسهيل دخولها إلى الجزائر. مضيفا أن هناك إجراءات مرافقة لتسهيل ذلك على غرار التسهيلات البنكية على اعتبار أن الأدوية مواد حيوية لا يمكن تأخير تسليمها للسوق والمشكل المسجل قد يكون تأخر الوصول ليس غير ذلك. أما الأمين العام للنقابة الوطنية للممارسي الصحة العمومية الدكتور الياس مرابط، فأكد من جهته أن أن الطلب على هذا النوع من الدواء أي الفنتولين والبخاخات زاد في الآونة الأخيرة وهو الدواء الذي لا يمكن استبداله بدواء آخر، كما هو الحال للأدوية الأخرى التي يمكن للمريض أن يتناول غيره. علما أن المصاب بالربو يستعمل البخاخة يوميا وغياب هذا الدواء قد يؤدي به إلى الوفاة. حسينة. ب رئيس عمادة الصيادلة الجزائريين لطفي بن باحمد ل«المساء»: المشكل تم حله بعد رفع البنك المركزي شرط التوطين أكد رئيس عمادة الصيادلة الجزائريين لطفي بن باحمد دواء الفنتولين سيكون متوفرا خلال أيام وبالكمية اللازمة بعد أن رفع البنك المركزي شرط توطين الأموال الذي تسبب في تأخير وصول الأدوية المستورة لحساب سنة 2018. وأوضح بن باحمد في تصريح ل«المساء» أن البنك المركزي استثنى الأدوية من شرط التوطين المالي، حيث بعث بوثيقة رفع الشرط لوزارة الصحة قبل أيام فقط، ليساهم هذا الإجراء في تعجيل تنفيذ برامج استيراد هذا الدواء وإنهاء معاناة مئات الآلاف من المصابين بالأمراض التنفسية وعلى الخصوص الربو. وذكر ممثل الصيادلة أن المستوردين الذين يمونون السوق الوطنية ملزمون بالحصول على رخصة موافقة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على برامجهم الاستيرادية التي تغطي الفترة الممتدة من شهر جانفي إلى شهر ديسمبر من السنة الجارية وهو الإجراء الذي يتكرر كل سنة، ما يخلق بعض الخلل نوع شيء في وفرة الدواء وهي وضعية أدت ببعض الموزعين وحتى المرضى إلى تخزين هذا الدواء بسبب انخفاض مخزونه. كما أشار بن باحمد إلى إجراء وصفه بالهام ويتمثل في إعادة تفعيل وتسريع عمل خلية اليقظة على مستواه الذي سيضمن الشفافية في مسار الدواء من لحظة استيراده إلى وصوله للمريض. كما تسمح برصد أي خلل أو نقص لأي دواء في الصيدلايات او المستشفيات. وحسب بعض المستوردين والموزعين فإن الأمور ستتحسن تدريجيا لتعود إلى طبيعتها خلال الأسابيع المقبلة بعد التوقيع على برامج الاستيراد من قبل وزارة الصحة. حسينة. ب تيزي وزو : نقص حاد ل«فونتولين» والمرضى قلقون سجلت الصيدليات والمستشفيات بتراب ولاية تيزي وزو، منذ أيام نقصا حادا لدواء «فنتولين» الموجه للمصابين بأمراض الربو وضيق التنفس، حيث نفذت الكميات الموجهة للولاية، مما ترتب عنه شكاوي المرضى الذين يذهبون ويجيئون أملا في العثور على هذا الدواء مجددا. وذكر بعض المرضى ل«المساء»، أن دواء فنتولين سواء الشراب أو الحبوب أصبح ليس فقط نادرا ولكن مفقودا تماما بالصيدليات منذ أسابيع، حيث لم يخفوا قلقهم من استمرار هذا الوضع لاسيما لبعض الحالات التي تتناول هذا الدواء لمواجهة مشاكل ضيق التنفس والقصبات الهوائية كالربو والتهاب القصبات الحاد التشنجي، والتهاب القصبات المزمن، وفي حالات تشنج القصبات نتيجة الجهد أو ممارسة النشاطات، حيث أن الوضع أصعب بالنسبة للقاطنين بالوسط الحضري أين يوجد التلوث والحاجة لهذا الدواء أكثر من ضروري. وتم تسجيل نقص للدواء منذ أسابيع ليس فقط على مستوى الصيدليات ولكن حتى بالمؤسسات الصحية التي تعرف هي الأخرى ندرة حادة لهذا الدواء، حيث أن المرضى الذين يقصدون المستشفيات يمكنهم فقط الاستفادة من الدواء عن طريق الحقن، لكن الحصول عليه كشراب أو حبوب غير ممكن لنفاذه وعدم وفرته. س/زميحي ندرة بعاصمة الشرق تشهد مختلف صيدليات ولاية قسنطينة، غيابا تاما لدواء الفانتولين، حيث أكّد بعض الباعة الذين تقدّمت منهم «المساء»، غياب هذا الدواء من رفوف الصيدليات مند حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر، مشيرين في السياق إلى وجود بعض الصيدليات القليلة جدا التي لا زالت تتوفر على مخزون قديم في ظل غياب حصص جديدة لتموين السوق. وأكّد بعض المواطنين، الذين اقتربت منهم «المساء»، أنهم بحثوا عن بخاخات الفانتولين الزرقاء أو الوردية، لكنهم تفاجأوا بغياب تام لهذا الدواء الخاص بالحساسية التنفسية أو مرض الربو، عبر مختلف صيدليات وسط المدينة. وحسب بعض الباعة بالصيدليات، فإنّ هذا الدواء نفذ خلال الأسابيع الفارطة من مختلف رفوف الصيدليات بالولاية، بسبب الإقبال عليه في ظلّ غياب تزويد الصيدليات بحصص جديدة، كما أكد بعض الصيادلة أن هذا الدواء يوجد بشكل شبه نادر لدى بعض الصيدليات التي لا زالت تحتفظ بمخزون قديم، وسيكون الأمر خطيرا في حالة عدم تحرّك الجهات المسؤولة في ظلّ اقتراب فصل الربيع الذي يعدّ أكبر فصل لتطوّر وانتشار الحساسية التنفسية. ز.ز بسبب الإشاعات بفقدانه: بسيكوز يحدث طوارئ ببومرداس يسجّل بخاخ القصبات الهوائية أو «الفنتولين» ببومرداس انقطاعا يعود لأزيد من شهرين، حسبما أكّده عدد من الصيادلة ل«المساء»، موضحين أنه دواء يضاف لقائمة طويلة من الأدوية والمنتجات شبه الصيدلانية التي تسجل انقطاعا في السوق بين الفترة والأخرى، فيما أكد أطباء أنّ الانقطاع سببه الضغط الكبير الناتج عن تزايد الإصابة بالتهاب القصبات الهوائية خلال هذه الفترة الشتوية، ما سجل ضغطا على هذا البخاخ لدى الصيدليات. أكد عدد من الصيادلة العاملين بمدينة بومرداس شرق العاصمة، أن دواء الفنتولين يعرف انقطاعا يعود لأزيد من شهرين، تبعا لمكان الصيدلية وعدد المرضى المزمنين المستعملين للبخاخ، فحسب صيدلي بوسط المدينة فإن الانقطاع يعود لأزيد من شهرين والسبب الاستعمال المفرط لهذا البخاخ ودون وصفة طبية في كثير من الأحيان، ما يجعل مرضى ضيق التنفس يلجأون لاقتنائه عند أدنى إحساس بأزمة تنفسية. وأكّد آخر أنّ الانقطاع يعود لقرابة أسبوعين فقط، مضيفا أنّ الأمر لا يقتصر على البخاخ، بل يتعداه ليشمل قرابة 84 دواء ومنتجا صيدليا يعرف انقطاعا بين الفينة والأخرى بسبب سوء التوزيع، مبرزا أنّ العلاقة بين الفنتولين ومرضى ضيق التنفس «نفسية أكثر منها دوائية، أي بمجرد الإحساس بعدم توفر البخاخ يمكن لحالة المريض أن تتأزم، كأن توفر البخاخ يفيد في استقرار حالته». في السياق، أكد صيدلي آخر أنّ الفنتولين من الأدوية المطلوبة خلال الموسم الشتوي بكثرة بسبب أزمات ضيق التنفس التي عادة ما تصاحب التقلبات الجوية، والانقطاع ملموس منذ ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أنّ توزيع الدواء ليس بيد الصيدلي وإنما يعود للموزع الذي كثيرا ما يفرض منطقه، يقول «صحيح أنّ الفنتولين يسجل انقطاعا منذ قرابة الشهرين والسبب إنقاص حصة الصيادلة أو أن يفرض عليه أخذ البخاخ ودواء آخر، فمثلا تزودت بالفنتولين قبيل شهرين ومعها كان من الواجب أخذ دواء آخر أقل استعمالا مثل الاستالا وهو دواء جنيس للفنتولين، قليل الاستعمال». يضيف الصيدلي «الكوطة تتراوح ما بين 15 إلى 30 علبة فنتولين ممكن تصريفها في يومين فقط لحدة الطلب عليها، ثم يبقى المرضى يبحثون من صيدلية إلى أخرى ما يزيد في تعقد حالتهم»، بينما يؤكد صيدلي أنّ الأزمة مفتعلة، وسوء التوزيع بين الصيدليات وأماكن تواجدها يفرض على الصيدلي أن يخزن بعض العلب للمرضى المزمنين ممن تعودوا اقتناء الأدوية عنده. بالنسبة لصيدلي آخر حدثنا في الموضوع، فإنّ الإشكال الحقيقي سببه «بسيكوز مواقع التواصل الاجتماعي»، حيث أكّد أنّ الأدوية تسجّل بين الفترة والأخرى انقطاعا وهذا طبيعي بالنظر إلى تسجيل أدوية جديدة أو تطوير الموجود منها، «لكن مواطن مصاب بالربو شارك مؤخرا فيديو عبر صفحته على الفيسبوك وهو يتحدث عن صعوبة إيجاده لبخاخ الفنتولين أحدث هلعا وسط المرضى وأضحى الحديث عن انقطاع هذا الدواء الشغل الشاغل للمواطنين، ذهب حد القول أنّه تم سحبه من السوق تماما والموجود منه أحضر بطريقة غير قانونية وهذا ما زاد في حدة الأمر». من جهته، أكّد الدكتور عبد الحليم جداوي رئيس المجلس الطبي لمستشفى الثنية في تصريح ل«المساء»، أنّ الضغط الكبير في عدد الإصابات بالتهاب القصبات الهوائية وراء الطلب الكبير على بخاخ الفنتولين، موضّحا أنّه تم إضافة 12 سريرا في استعجالات المستشفى منذ مطلع جانفي المنصرم ليصل العدد إلى 16 سريرا للتكفل بالحالات المتزايدة لضيق التنفس والتهاب القصبات الهوائية، مؤكدا أنها حالات مرضية تصيب جميع الشرائح العمرية وتزداد حدة لدى المرضى المزمنين لاسيما المصابين بضيق التنفس. وأبرز المتحدّث أنّ المستشفى وأمام تزايد حالات الإصابة يستعمل قطرات السالبوتامول عوض بخاخ الفنتولين، موضحا أنّ هذا الأمر منتظر إلى مارس القادم بانتهاء موسم البرد وتحسّن الطقس. حنان. س تلمسان: اختفاء يثير الذعر تعيش صيدليات ولاية تلمسان على وقع أزمة نقص دواء مستمرة، وفي مقدّمتها اختفاء بخاخات الفنتولين، وهو الأمر الذي استاء منه المرضى والصيادلة على حدّ سواء، كونه يستخدم في تخفيف أعراض الأزمة الصدرية، كما أنه من موسعات الشعب الهوائية المخففة لنوبة الربو، إذ يشعر المريض حال استخدامه بالتقليل من ضيق النفس والتنفس بطريقة أسهل، حسب بعض الأطباء الأخصائيين في هذا المرض، حيث يكون استعماله عن طريق الرذاذ أو البخار. «المساء» وخلال لقائها مع بعض مرضى الربو، أكدوا أنّ انعدام هذا الدواء بالصيدليات أضحى كابوسا حقيقيا يهدّد حياتهم، مؤكدين أن ذلك تسبب في حالة من الهلع والرعب الشديدين، نتيجة تعرض حياة المرضى وسلامتهم للخطر، نفس الأمر طرحه أولياء الأطفال الذين يعانون من الربو، مما دفع بهم إلى تجنيد كل أبنائهم وعائلاتهم وأقربائهم عبر مختلف ولايات الوطن للبحث عن دواء الفنتولين، وقد يحالفهم الحظ حسبهم في الظفر بعلبة واحدة. للوقوف على حقيقة الأمر، جالت «المساء» في العديد من الصيدليات عبر دوائر ولاية تلمسان، وأكّد جل من التقتهم من صيادلة، أنّ هذا الدواء غير موجود فعلا، مضيفين أنهم استقبلوا السنة الجديدة على وقع ندرة العديد من الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة الأخرى، على غرار نقص بخاخات الربو. وأرجع الصيادلة سبب اختفاء دواء الربو أو أدوية أخرى سواء كانت محلية أو مستوردة إلى احتكار الأدوية على مستوى باعة الجملة، الذين يقومون بتخزين الأدوية والانتظار إلى غاية نفاذها بالسوق، ثم إخراجها مجددا، بحثا عن الربح السريع ولو كان ذلك على حساب صحة المواطن البسيط، مؤكدين أن العديد من المهنيين ليسوا من أهل الاختصاص. ل. عبد الحليم بجاية: تذمّر المرضى والصيادلة يقدّمون الضمانات يواجه المرضى المصابون بالربو مشكلا عويصا خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب ندرة دواء «فنتولين» الذي يُعتبر من بين الأدوية الأساسية التي يتعالجون بها، وهو ما جعلهم يعبّرون عن استيائهم وتذمرهم من هذه الوضعية التي جعلتهم يعيشون مرحلة صعبة في ظل صعوبة إيجاد علبة من هذا الدواء. وقفت «المساء» خلال زيارتها بعض الصيدليات عبر مدينة بجاية، عند معاناة المرضى الذين يبحثون عن الدواء الذي يخفف عنهم الألم، خاصة المسننين الذي يقطنون بالمناطق الساحلية، والذي استفسروا عن سر ندرة هذا الدواء الذي يُعد من بين الأدوية التي تعالج داء الربو. وعند استفسارنا عن أسباب هذه الوضعية أكد أغلب الصيادلة أن المشكل يعود إلى الإجراءات المتعلقة باستيراد الأدوية بعد القرار الذي اتخذته الحكومة نهاية السنة الماضية فيما يخص بعض الأدوية المعنية بالاستيراد، حيث تم وضع شروط وإجراءات جديدة، وقدّموا ضمانات تحسن الوضعية خلال الأيام القادمة من أجل توفير مختلف الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة على غرار دواء «فنتولين». من جهة أخرى، صادفت «المساء» بعض الأشخاص الذين جاءوا من مختلف مناطق الولاية للبحث عن «فنتولين»، حيث أشاروا إلى المعاناة الكبيرة للمرضى خاصة المسنين منهم، إذ تزامنت ندرة الدواء مع موجة البرد التي تجتاح الولاية، وهي أحد العوامل التي ضاعفت المعاناة، فاضطر الكثيرون للاستعانة بالأشخاص الذين يتنقلون سواء إلى خارج الولاية أو الوطن، من أجل اقتناء دواء «فنتولين» في انتظار توفره بالصيدليات. الحسن حامة تيارت: انعدام مربوط بأسباب مجهولة أرجع العديد من الصيادلة بولاية تيارت، الذين اتّصلت بهم «لمساء» لمعرفة أسباب نقص وانعدام دواء الفنتولين الخاص بمرضى الربو، وبعض أنواع الحساسية إلى الندرة المسجّلة على مستوى موزّعي الأدوية بالجملة ونصف الجملة، الذين يتعامل معهم الصيادلة.وأكّد متحدّثو «المساء» أنّ كلّ الطلبات الموجّهة لاقتناء هذا الدواء ترجع دون ضمانها، وهذا منذ أكثر من شهرين، مرجعين السبب إلى انعدامها وتراجع استيرادها من الخارج لأسباب تبقى مجهولة.في هذا السياق، أكّدت مصادر من مديرية الصحة، أنّ كلّ مستشفيات الولاية لا تقتني دواء الفنتولين لمختلف مصالحها، حيث لا تعتمد عليه في علاج مرضى الربو الذين يخضعون إلى أنواع أخرى من العلاج في حالة الضرورة، والحالات الاستعجالية للمرضى الوافدين أو المقيمين بالمستشفيات، ليبقى مرضى الربو في رحلة البحث الدائم والمستمر عبر الذهاب والإياب على الصيدليات، في مهمة البحث عن بخاخة الفنتولين، مما شكّل هاجسا حقيقيا للمرضى وذويهم. ن. خيالي سكيكدة.. تذبذب في التوزيع يجد العديد من المواطنين بمدينة سكيكدة، خاصة مرضى الربو صعوبات كبيرة في اقتناء دواء «الفنتولين»، بسبب ندرته بالعديد من صيدليات المدينة، وخلال حديث «المساء» مع بعض الصيادلة بوسط المدينة، أكدوا أنّ هذا الدواء ناقص بشكل كبير، على أساس أنّ الموزّعين المعتمدين من قبل الوزارة لم يقوموا لحد الآن بتزويدهم بهذا الدواء، مؤكدين وجود ندرة حقيقية فيما يخص دواء «الفنتولين» أمام كثرة الطلب عليه، خاصة وأنّ سكيكدة تسجل عددا كبيرا من المصابين بالربو والحساسية، فيما بدأت الكميات المتواجدة عند بعض الصيدليات التي تملك مخزونا في النفاذ. كما أوضح صيدلي آخر بوسط سكيكدة، أنّ موزعي الأدوية أبلغوا صيادلة سكيكدة منذ 15 يوما تقريبا، بوجود تذبذب، فيما يخصّ تزويدهم بهذا الدواء، بسبب تأخر تجديدهم لعقد استيراده لحساب سنة 2018 مع الوزارة، مضيفا أنّ الكمية التي يتمّ توزيعها الآن خاصة بالثلاثي الرابع من سنة 2017. وحسب معلومات استقتها «المساء»، من مديرية الصحة والسكان، فقد نفى مصدرنا وجود أية ندرة في دواء «الفنتولين» ما عدا تذبذب في التوزيع بسبب تأخر استيراده من قبل المستوردين المعتمدين من قبل وزارة الصحة، مضيفا أنّ مديرية الصحة تتابع باهتمام كبير هذا الموضوع، والدليل أنّها قامت بإرسال مفتشي المديرية لمتابعة الموضوع عبر صيدليات الولاية. بوجمعة ذيب المرضى أبدوا تخوّفهم من النقص: صيادلة عنابة يعوّضونها ب «سامبتول سير» أكد بعض الصيادلة بعنابة ل «المساء» تسجيل نقص واضح في دواء فنتولين منذ ثلاثة أشهر الأخيرة، مشيرين إلى وجود كميات قليلة تروَّج عند بعض الصيادلة تغطي شهر فيفري الجاري فقط. وأضاف أحد الصيادلة أن هذا الدواء الذي يساعد على فتح مسالك التنفس وتجنب الاختناق سيتم منعه من الاستيراد وأنه ضمن الأدوية التي تُصنع في الخارج، وعُوّض بدواء جنيس اسمه «سامبتول سير»، وهو من صنع مؤسسة «صيدال» للدواء، وله حسب الصيادلة فعالية كبيرة، ويلعب نفس دور بخاخات فنتولين، فهو يوسّع كذلك الشعب الرئوية، ومتواجد بكميات كبيرة في الصيدليات. وعن مرضى الربو أضاف أحد الصيادلة، أنّ المصابين بالربو أبدوا قلقهم من ندرة البخاخات، لكن سيتم توجيههم من طرف المختصين في الأمراض المزمنة ومن الصيادلة باستعمال دواء «سامبتول سير» الفعال في تهدئة المريض، حيث يفتح له مسالك التنفس.من جهة أخرى، يستغل بعض الصيادلة ندرة بخاخات فنتولين على المستوى المحلي، ويعملون على استقدامها من الجارة تونس، لتُقترح على المرضى بأسعار خيالية. كما يتم الاستعانة ببعض الأشخاص لتوفيرها بطرق غير قانونية. سميرة عوام