بوغالي بالقاهرة لترؤس أشغال المؤتمر ال7 للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية    شركة جازي تفتتح فضاء جديدا خاصا بالحلول التكنولوجية بالدار البيضاء بالجزائر العاصمة    الدورة الافريقية المفتوحة للجيدو: سيطرة المنتخب الوطني للأواسط في اليوم الأول من المنافسة    أنشطة فنية وفكرية ومعارض بالعاصمة في فبراير احتفاء باليوم الوطني للقصبة    مجموعة ال20: عطاف يشيد بتركيز رئاسة جنوب افريقيا على حاجيات القارة وتطلعاتها    وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية يترأس بسطيف لقاء مع مسؤولي القطاع    تنظيم الطبعة ال21 لنهائي سباق سعاة البريد في اطار احياء اليوم الوطني للشهيد    ترسيم مهرجان "إيمدغاسن" السينمائي الدولي بباتنة بموجب قرار وزاري    تحديد هوية الإرهابي الخطير الذي تم القضاء عليه يوم الخميس بالمدية    سفارة أذربيجان بالجزائر تستعرض مجموعة من الإصدارات الجديدة في لقاء ثقافي    المغرب : "تصالح الحكومة مع الفساد" أدت إلى استفحال الآفة في كل مفاصل المملكة    ياسين وليد: ضرورة تكييف عروض التكوين مع متطلبات سوق العمل لكل ولاية    بوغالي يستقبل رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي بالجزائر    الرئيس الفلسطيني: نعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة    زروقي يدشن أول مركز للمهارات بسطيف    سايحي يضع حيز الخدمة مركز مكافحة السرطان بطاقة 140 سريرا بولاية الأغواط    تسخير مراكز للتكوين و التدريب لفائدة المواطنين المعنيين بموسم حج 2025    جائزة سوناطراك الكبرى- 2025: فوز عزالدين لعقاب (مدار برو سيكيلنغ) وزميليه حمزة و رقيقي يكملان منصة التتويج    الرابطة الأولى: شباب بلوزداد يسقط في سطيف (1-0) و يهدر فرصة تولي صدارة الترتيب    تدشين مصنع تحلية مياه البحر بوهران: الجزائر الجديدة التي ترفع التحديات في وقت قياسي    بن طالب.. قصة ملهمة    فرنسا تغذّي الصراع في الصحراء الغربية    تردي متزايد لوضعية حقوق الإنسان بالمغرب    الشروع في تسويق طراز ثالث من السيارات    إنقاذ 221 حرّاقاً بسواحل الجزائر    غزّة تتصدّى لمؤامرة التهجير    افتتاح أشغال الدورة التاسعة عشر لبرلمان البحر الأبيض المتوسط بروما    بو الزرد: دخول منحة السفر الجديدة حيز التنفيذ قبل نهاية رمضان أو بعد العيد مباشرة    شرفة يعلن عن الشروع قريبا في استيراد أكثر من مليوني لقاح ضد الحمى القلاعية    اختيار الجزائر كنقطة اتصال في مجال تسجيل المنتجات الصيدلانية على مستوى منطقة شمال إفريقيا    لقاء علمي مع خبراء من "اليونسكو" حول التراث الثقافي الجزائري العالمي    أمطار مرتقبة في عدّة ولايات    مبارتان للخضر في مارس    الاهتمام بالذاكرة لا يقبل المساومة    الرئيس تبون يهنيء ياسمينة خضرا    خنشلة: الأمن الحضري الخارجي المحمل توقيف أشخاص في قضيتي سرقة وحيازة كحول    هذا زيف الديمقراطية الغربية..؟!    أدوار دبلوماسية وفرص استثمارية جديدة للجزائر دوليا    أيوب عبد اللاوي يمثل اليوم أمام لجنة الانضباط    مضوي غير راض عن التعادل أمام الشلف    قمة بأهداف صدامية بين "الوفاق" و"الشباب"    توقُّع إنتاج كميات معتبرة من الخضروات خلال رمضان    احتفالات بألوان التنمية    إثر فوزه بجائزة عالمية في مجال الرواية بإسبانيا رئيس الجمهورية.. يهنئ الكاتب "ياسمينة خضرا"    مشاريع تنموية واعدة في 2025    دعوة لإنشاء منظمات عربية لرعاية اللاجئين    تتويج "الساقية ".. بجائزة كلثوم لأحسن عرض متكامل    هذا ما يجب على مريض السكري التقيُّد به    "حنين".. جديد فيصل بركات    حج 2025: إطلاق عملية فتح الحسابات الإلكترونية على البوابة الجزائرية للحج وتطبيق ركب الحجيج    الزيارة تستدعي الإدانة كونها استخفاف بالشرعية الدولية    هكذا تدرّب نفسك على الصبر وكظم الغيظ وكف الأذى    الاستغفار أمر إلهي وأصل أسباب المغفرة    هكذا يمكنك استغلال ما تبقى من شعبان    سايحي يواصل مشاوراته..    وزير الصحة يستقبل وفدا عن النقابة الوطنية لأساتذة التعليم شبه الطبي    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحمامات والأحواض المعدنية .. ملجأ للمرضى وفضاء للترويح

أكثر من 200 منبع للمياه الحموية الجوفية بالجزائر
تتوفر الجزائر على ما يفوق 200 منبع للمياه الحموية الجوفية، هذه المنابع قابلة للاستغلال كمحطات حموية عصرية ، فضلا عن فرص الاستثمار المتوفرة في الشريط الساحلي الذي يفوق 1200كلم،لإقامة مراكز للمعالجة بمياه البحر، لكن المتخصصين في مجال السياحة يبدون نوعا من التشاؤم بخصوص قدرة قطاع السياحة والصناعات التقليدية على استغلال المخزن الحموي بشكل كامل ، قياسا إلى قلة الإعتمادات المالية التي رصدتها الدولة للقطاع، وباستثناء 7محطات حمامات معدنية ذات طابع وطني ، ومركز واحد للعلاج بمياه البحر ، بالإضافة إلى وجود ما يقارب 50 محطة حموية ذات طابع محلي تستغل بطريقة تقليدية.
المعالجة بمياه البحر تستقطب السوّاح بسيدي فرج
من المحطات الوطنية والمحلية نذكر منها حمام "الصالحين" بمدينة بسكرة، الذي يتواجد على بعد 450 كلم شرق العاصمة، حمام بوغرارة بولاية تلمسان ،حمام السخنة ،حمام قرقور بولاية سطيف ، وحمام الصالحين بولاية خنشلة ، ويمكن للسائح والأشخاص الذين يُعانون من أمرض جلدية أو التهاب المفاصل، التوجه إليها من مطار قسنطينة ، سطيف أو العاصمة، أما عن محطة العلاج بمياه البحر، فهي منشأة كبيرة تقع بمدينة سيدي فرج (30 كلم غرب العاصمة) المعروفة بتاريخها، حيث دخلت القوات الفرنسية الغازية منها في عام 1830 ، ومكثت في البلاد 132 سنة، ويتردد على محطة سيدي فرج الآلاف من الجزائريين والأجانب على مدار السنة للاستفادة من خدمات فريق طبي متخصص عالي الكفاءة.
نجد في غرب البلاد حمام "ربي" أحد الحمامات المعدنية الثلاثة الموجودة على مستوى ولاية سعيدة، حيث تشتهر مدينة سعيدة بحماماتها المعدنية ، حمام ربي ، حمام سيدي عيسى ، حمام عين السخونة ، كما أنها تشتهر بمائها المعدني الصالح للشرب والذي يعرف بماء سعيدة والذي حاز على الشهرة الوطنية والخارجية، وتبعد هذه الحمامات عن مقر الولاية ب 12 كلم، ويعود وجود هده الحمامات منذ الحقبة الرومانية ، و عند مجيء المستعمر الفرنسي و جد تسمية حمام الربيع لحمام ربي ، ولأن اللغة الفرنسية لا ينطق فيها حرف ع سمي ب: حمام ربي بدل الربيع . بالإضافة إلى حمام بوحجر بولاية عين تيموشنت الذي يقع 400كلم غرب العاصمة، وكذا حمام بوحنيفية بولاية معسكر361كلم غرب العاصمة، مدينة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر الجزائري و حمام ريغة بولاية عين الدفلى 170كلم غرب العاصمة الممتد عبر السلسلة الجبلية زكار ، ونبقى دائما في الغرب الجزائري مع حمام سيدي سليمان بولاية تيسمسيلت، وكذا حمام بوغرارة بولاية تلمسان ،الذي يقع 500كلم غرب العاصمة القريبة من الحدود مع المغرب .
كما يزخر شرقنا كذلك بحمامات معدنية رائعة التي تعتبر مقصد السياح من كل مكان ومقصد العائلات الجزائرية من أجل الراحة والاستجمام و أيضا من أجل العلاج الطبيعي ونذكر منها حمام الشلالة أو الدباغ وكذا حمام المسخوطين بولاية قالمة ، والتي تقع عن بعد 500كلم شرق العاصمة .
حمامات سطيف تحتل المرتبة الثالثة عالميا
صُنف في المرتبة الثالثة عالميا بعد حمامات ألمانيا و تشيكسلوفاكيا، حمام قرقور بولاية سطيف 300كلم شرق العاصمة ، الذي يبعد عن عاصمة الولاية ب 50كلم يُعد منبعا طبيعيا ومكان نادر الوجود ، حيث تدور حوله غابات وتحيط به الجبال كأنها تحرسه ، و تقدر سرعة تدفق مياه حمام قرقور ب 8 ل /ثا بدرجة حرارة تصل إلى 48 درجة مؤوية ، و كلمة قرقور عند الكثير من مواطني هذه المنطقة والمعروفة "ببوقاعة " على أنها تعني سماع حركة الماء انطلاقا من جوف الأرض،عندما يضع الإنسان أذنه على سطح العارض، لكن هذا الموقع يعرف أكثر بحمام "سيدي الجودي"في حين أن كلمة "قرقور" تعني بها اسم القرية التي أصبحت بلدية ثم دائرة، ودائما في نفس الولاية نجد حمام السخنة ، في بلدية من بلديات ولاية سطيف التي يطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى حمام السخنة التي تقع على الطريق الوطني الذي يربط بين سطيف و باتنة على بعد 25 كلم من بلدية العلمة، انتشرت شهرت حمام السخنة خارج حدود الولاية كونه المقصد الأول للمرضى وطالبي الراحة الجسدية والتنزه، حيث يمكن لزائره التداوي بمياهه المعدنية، كما يتوفر على حمامات بخار مسابح معدنية والعلاج الطبيعي الذي يوفر للمريض كل الاسترخاء، من جهة ثانية ساهم المجمع من امتصاص البطالة بالمنطقة وازدهار النشاط التجاري، ويبقى حمام السخنة من المنتجعات الصحية في جميع أنحاء شرق الجزائر محتلا بذلك المرتبة الثانية بعد حمام قرقور، ليأتي حمام أولاد يلس في المرتبة الثالثة.
مركز للراحة و الاستجمام للملوك و قادة الجيوش الرومانية
حمام الصالحين بولاية خنشلة شرق العاصمة هو حمام روماني ، يعود إنشاءه إلى ما قبل عشرين قرن ، كإنجاز ومعلم للعهد الفلافيني المؤسس في 69 م ، من قبل فيسبا سن (Vespasian) الوالي العام لإفريقيا الذي أصبح فيما بعد إمبراطور روما ومؤسس الحضارة الفلافيانية، يوجد حمام الصالحين على بعد 6 كم من مدينة خنشلة المدينة الرومانية القديمة "ماسكولة " بجبال الأوراس، حيث كانت المنطقة في القديم تعرف بنوميديا، وحمام الصالحين عبارة عن صرح مائي لاستغلال المياه الجوفية الحارة والباردة وقد استعملت الحجارة في بناء هذه التحفة المعمارية ، يتكون من تشكيلة مختلفة من المسابح أهمها : المسبح المستطيل طوله 14م عرضه 10م و عمقه 1م و45سم محاط بأعمدة، أما المسبح الدائري قطره 8م و عمقه 1م و45سم وقديما كان مغطى بقبة ،وثلاث غرف تحتوي كلها على أربع مسابح ،كما يمثل حمام الصالحين أهمية عالية في الاستشفاء من العديد من الأمراض لما تمثله نوعية المياه الحارة المعدنية الخارجة من باطن الأرض ، فلقد كان مركز للراحة و الاستجمام للعديد من الملوك و قادة الجيوش الرومانية .
ومن الحمامات التي يزخر بها الجنوب الجزائري حمام الصالحين بولاية بسكرة ،وكذا حمام الشارف بولاية الجلفة، بالإضافة إلى تشكّل المحطة المعدنية بزلفانة الواقعة على بعد 75 كلم شمال شرق عاصمة الولاية غرداية و130 عن ولاية ورڤلة، والوجهة السياحية المفضلة لرواد السياحة الحموية ليس على المستوى الوطني فحسب، و إنما على المستوى الدولي كذلك، و قد أصبحت هذه المحطة المعدنية النائمة على مقربة من الكثبان الرملية والواحات التي تحتضن ثروات هائلة من النخيل المنتج مكانا للراحة والاستجمام يتردد عليه رواد الحمامات المعدنية وعشاق الطبيعة العذراء
كما يستقبل هذا القطب السياحي الذي حافظ على مساحته التقليدية العديد من الزوار وغيرهم من السياح الوطنيين والأجانب في هذه الفترة من فصل الربيع، وهو يتوفر على طاقة استقبال تظل غير كافية.
إلا أن البعض منهم لا يستحسن استعمالها، فتجدهم في الكثير من المرات يقومون بغسل سياراتهم ومركباتهم بالقرب من هذه الينابيع، فتنجم عن ذلك فضلات ومزابل يتركونها وراءهم غير مبالين بالصحة العمومية، كما أنهم يضايقون العائلات على قلة تواجدها في أيامنا هذه، كما أن البعض الآخر من الناس من يوصل هذه الحنفيات بمقرات سكناهم متسببا في قطع وتغيير أهم دور تلعبه هذه العيون في تجمع العائلات وراحتهم وسكينتهم.
منابع حموية غير مستغلة وأخرى مستغلة تقليديا
أما عن محطة العلاج بمياه البحر، فهي منشأة كبيرة تقع بمدينة سيدي فرج (30 كلم غرب العاصمة) ويتردد على محطة سيدي فرج الآلاف من الجزائريين والأجانب على مدار السنة للاستفادة من خدمات فريق طبي متخصص عالي الكفاءة، وتمثل المنابع الحموية غير المستغلة التي لا تزال على حالتها الطبيعية، ما يفوق 60 في المائة من المنابع المحصاة، وتشكل مخزونا وافرا يسمح بإقامة ما يسميه أهل الاختصاص «عرضا سياحيا حمويا تنافسيا»، لو استفادت من استثمارات،وبالنسبة للمنابع الحموية المستغلة تقليديا التي تفوق 50 منبعا، فهي مؤجرة من البلديات لخواص عن طريق المزاد العلني من دون الحصول على حق الامتياز القانوني الذي تمنحه وزارة السياحة.
المنتجعات الحرارية بعدما كانت وجهة للتداوي صارت للعطل العائلية.
منتجعات المياه المعدنية الحرارية التي كانت فيما مضى معروفة كوجهة للجزائريين المسنين، المرضى أو المهتمين بصحتهم، تعرف اليوم انتعاشا كوجهة للعطل العائلية التي أصبحت تشد رحالها إلى مواقع الينابيع الحرارية والمنتجعات المتصلة بها في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، خاصة الينابيع الساخنة بقالمة و حمام المسخوطين ، وهو أقدم وأشهر منتجع للمياه المعدنية الحرارية في المنطقة ككل،حيث تستقطب هذه المنطقة المزيد من الزوار ، خاصة في العطل المدرسية ، ما دفع بتنظيم رحلات من أجل التلاميذ للقيام بجولات إلى هذه الينابيع، حيث كانت ينابيع المياه الساخنة في الجزائر ولفترة طويلة شعبية في صفوف المواطنين الأكبر سنا للباحثين عن الهدوء والنقاهة، لكن اليوم انتقلت شهرتها للعائلات الجزائرية لتغيير وجهاتهم خلال العطلة، حيث أن هذه المنتجعات الحرارية أصبحت تشهد ارتفاعا هاما في عدد الزوار خلال الأعوام الأخيرة ، و أصبح على قاصد هذه الحمامات من الزوار الانتظار نصف يوم من أجل الظفر بإحدى الغرف عندما تصبح شاغرة ،ويشتكي المرتادين على هذه المنتجعات في ارتفاع كلفة الإقامة خاصة في الربيع، لكن القائمين عليها يرجعون سبب هذا الارتفاع إلى أن فترة الربيع هي أفضل فترة في الموسم لأخذ علاج للروماتيزم .

أكثر من 200 منبع للمياه الحموية الجوفية بالجزائر
تتوفر الجزائر على ما يفوق 200 منبع للمياه الحموية الجوفية، هذه المنابع قابلة للاستغلال كمحطات حموية عصرية ، فضلا عن فرص الاستثمار المتوفرة في الشريط الساحلي الذي يفوق 1200كلم،لإقامة مراكز للمعالجة بمياه البحر، لكن المتخصصين في مجال السياحة يبدون نوعا من التشاؤم بخصوص قدرة قطاع السياحة والصناعات التقليدية على استغلال المخزن الحموي بشكل كامل ، قياسا إلى قلة الإعتمادات المالية التي رصدتها الدولة للقطاع، وباستثناء 7محطات حمامات معدنية ذات طابع وطني ، ومركز واحد للعلاج بمياه البحر ، بالإضافة إلى وجود ما يقارب 50 محطة حموية ذات طابع محلي تستغل بطريقة تقليدية.
المعالجة بمياه البحر تستقطب السوّاح بسيدي فرج
من المحطات الوطنية والمحلية نذكر منها حمام "الصالحين" بمدينة بسكرة، الذي يتواجد على بعد 450 كلم شرق العاصمة، حمام بوغرارة بولاية تلمسان ،حمام السخنة ،حمام قرقور بولاية سطيف ، وحمام الصالحين بولاية خنشلة ، ويمكن للسائح والأشخاص الذين يُعانون من أمرض جلدية أو التهاب المفاصل، التوجه إليها من مطار قسنطينة ، سطيف أو العاصمة، أما عن محطة العلاج بمياه البحر، فهي منشأة كبيرة تقع بمدينة سيدي فرج (30 كلم غرب العاصمة) المعروفة بتاريخها، حيث دخلت القوات الفرنسية الغازية منها في عام 1830 ، ومكثت في البلاد 132 سنة، ويتردد على محطة سيدي فرج الآلاف من الجزائريين والأجانب على مدار السنة للاستفادة من خدمات فريق طبي متخصص عالي الكفاءة.
نجد في غرب البلاد حمام "ربي" أحد الحمامات المعدنية الثلاثة الموجودة على مستوى ولاية سعيدة، حيث تشتهر مدينة سعيدة بحماماتها المعدنية ، حمام ربي ، حمام سيدي عيسى ، حمام عين السخونة ، كما أنها تشتهر بمائها المعدني الصالح للشرب والذي يعرف بماء سعيدة والذي حاز على الشهرة الوطنية والخارجية، وتبعد هذه الحمامات عن مقر الولاية ب 12 كلم، ويعود وجود هده الحمامات منذ الحقبة الرومانية ، و عند مجيء المستعمر الفرنسي و جد تسمية حمام الربيع لحمام ربي ، ولأن اللغة الفرنسية لا ينطق فيها حرف ع سمي ب: حمام ربي بدل الربيع . بالإضافة إلى حمام بوحجر بولاية عين تيموشنت الذي يقع 400كلم غرب العاصمة، وكذا حمام بوحنيفية بولاية معسكر361كلم غرب العاصمة، مدينة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر الجزائري و حمام ريغة بولاية عين الدفلى 170كلم غرب العاصمة الممتد عبر السلسلة الجبلية زكار ، ونبقى دائما في الغرب الجزائري مع حمام سيدي سليمان بولاية تيسمسيلت، وكذا حمام بوغرارة بولاية تلمسان ،الذي يقع 500كلم غرب العاصمة القريبة من الحدود مع المغرب .
كما يزخر شرقنا كذلك بحمامات معدنية رائعة التي تعتبر مقصد السياح من كل مكان ومقصد العائلات الجزائرية من أجل الراحة والاستجمام و أيضا من أجل العلاج الطبيعي ونذكر منها حمام الشلالة أو الدباغ وكذا حمام المسخوطين بولاية قالمة ، والتي تقع عن بعد 500كلم شرق العاصمة .
حمامات سطيف تحتل المرتبة الثالثة عالميا
صُنف في المرتبة الثالثة عالميا بعد حمامات ألمانيا و تشيكسلوفاكيا، حمام قرقور بولاية سطيف 300كلم شرق العاصمة ، الذي يبعد عن عاصمة الولاية ب 50كلم يُعد منبعا طبيعيا ومكان نادر الوجود ، حيث تدور حوله غابات وتحيط به الجبال كأنها تحرسه ، و تقدر سرعة تدفق مياه حمام قرقور ب 8 ل /ثا بدرجة حرارة تصل إلى 48 درجة مؤوية ، و كلمة قرقور عند الكثير من مواطني هذه المنطقة والمعروفة "ببوقاعة " على أنها تعني سماع حركة الماء انطلاقا من جوف الأرض،عندما يضع الإنسان أذنه على سطح العارض، لكن هذا الموقع يعرف أكثر بحمام "سيدي الجودي"في حين أن كلمة "قرقور" تعني بها اسم القرية التي أصبحت بلدية ثم دائرة، ودائما في نفس الولاية نجد حمام السخنة ، في بلدية من بلديات ولاية سطيف التي يطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى حمام السخنة التي تقع على الطريق الوطني الذي يربط بين سطيف و باتنة على بعد 25 كلم من بلدية العلمة، انتشرت شهرت حمام السخنة خارج حدود الولاية كونه المقصد الأول للمرضى وطالبي الراحة الجسدية والتنزه، حيث يمكن لزائره التداوي بمياهه المعدنية، كما يتوفر على حمامات بخار مسابح معدنية والعلاج الطبيعي الذي يوفر للمريض كل الاسترخاء، من جهة ثانية ساهم المجمع من امتصاص البطالة بالمنطقة وازدهار النشاط التجاري، ويبقى حمام السخنة من المنتجعات الصحية في جميع أنحاء شرق الجزائر محتلا بذلك المرتبة الثانية بعد حمام قرقور، ليأتي حمام أولاد يلس في المرتبة الثالثة.
مركز للراحة و الاستجمام للملوك و قادة الجيوش الرومانية
حمام الصالحين بولاية خنشلة شرق العاصمة هو حمام روماني ، يعود إنشاءه إلى ما قبل عشرين قرن ، كإنجاز ومعلم للعهد الفلافيني المؤسس في 69 م ، من قبل فيسبا سن (Vespasian) الوالي العام لإفريقيا الذي أصبح فيما بعد إمبراطور روما ومؤسس الحضارة الفلافيانية، يوجد حمام الصالحين على بعد 6 كم من مدينة خنشلة المدينة الرومانية القديمة "ماسكولة " بجبال الأوراس، حيث كانت المنطقة في القديم تعرف بنوميديا، وحمام الصالحين عبارة عن صرح مائي لاستغلال المياه الجوفية الحارة والباردة وقد استعملت الحجارة في بناء هذه التحفة المعمارية ، يتكون من تشكيلة مختلفة من المسابح أهمها : المسبح المستطيل طوله 14م عرضه 10م و عمقه 1م و45سم محاط بأعمدة، أما المسبح الدائري قطره 8م و عمقه 1م و45سم وقديما كان مغطى بقبة ،وثلاث غرف تحتوي كلها على أربع مسابح ،كما يمثل حمام الصالحين أهمية عالية في الاستشفاء من العديد من الأمراض لما تمثله نوعية المياه الحارة المعدنية الخارجة من باطن الأرض ، فلقد كان مركز للراحة و الاستجمام للعديد من الملوك و قادة الجيوش الرومانية .
ومن الحمامات التي يزخر بها الجنوب الجزائري حمام الصالحين بولاية بسكرة ،وكذا حمام الشارف بولاية الجلفة، بالإضافة إلى تشكّل المحطة المعدنية بزلفانة الواقعة على بعد 75 كلم شمال شرق عاصمة الولاية غرداية و130 عن ولاية ورڤلة، والوجهة السياحية المفضلة لرواد السياحة الحموية ليس على المستوى الوطني فحسب، و إنما على المستوى الدولي كذلك، و قد أصبحت هذه المحطة المعدنية النائمة على مقربة من الكثبان الرملية والواحات التي تحتضن ثروات هائلة من النخيل المنتج مكانا للراحة والاستجمام يتردد عليه رواد الحمامات المعدنية وعشاق الطبيعة العذراء
كما يستقبل هذا القطب السياحي الذي حافظ على مساحته التقليدية العديد من الزوار وغيرهم من السياح الوطنيين والأجانب في هذه الفترة من فصل الربيع، وهو يتوفر على طاقة استقبال تظل غير كافية.
إلا أن البعض منهم لا يستحسن استعمالها، فتجدهم في الكثير من المرات يقومون بغسل سياراتهم ومركباتهم بالقرب من هذه الينابيع، فتنجم عن ذلك فضلات ومزابل يتركونها وراءهم غير مبالين بالصحة العمومية، كما أنهم يضايقون العائلات على قلة تواجدها في أيامنا هذه، كما أن البعض الآخر من الناس من يوصل هذه الحنفيات بمقرات سكناهم متسببا في قطع وتغيير أهم دور تلعبه هذه العيون في تجمع العائلات وراحتهم وسكينتهم.
منابع حموية غير مستغلة وأخرى مستغلة تقليديا
أما عن محطة العلاج بمياه البحر، فهي منشأة كبيرة تقع بمدينة سيدي فرج (30 كلم غرب العاصمة) ويتردد على محطة سيدي فرج الآلاف من الجزائريين والأجانب على مدار السنة للاستفادة من خدمات فريق طبي متخصص عالي الكفاءة، وتمثل المنابع الحموية غير المستغلة التي لا تزال على حالتها الطبيعية، ما يفوق 60 في المائة من المنابع المحصاة، وتشكل مخزونا وافرا يسمح بإقامة ما يسميه أهل الاختصاص «عرضا سياحيا حمويا تنافسيا»، لو استفادت من استثمارات،وبالنسبة للمنابع الحموية المستغلة تقليديا التي تفوق 50 منبعا، فهي مؤجرة من البلديات لخواص عن طريق المزاد العلني من دون الحصول على حق الامتياز القانوني الذي تمنحه وزارة السياحة.
المنتجعات الحرارية بعدما كانت وجهة للتداوي صارت للعطل العائلية.
منتجعات المياه المعدنية الحرارية التي كانت فيما مضى معروفة كوجهة للجزائريين المسنين، المرضى أو المهتمين بصحتهم، تعرف اليوم انتعاشا كوجهة للعطل العائلية التي أصبحت تشد رحالها إلى مواقع الينابيع الحرارية والمنتجعات المتصلة بها في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، خاصة الينابيع الساخنة بقالمة و حمام المسخوطين ، وهو أقدم وأشهر منتجع للمياه المعدنية الحرارية في المنطقة ككل،حيث تستقطب هذه المنطقة المزيد من الزوار ، خاصة في العطل المدرسية ، ما دفع بتنظيم رحلات من أجل التلاميذ للقيام بجولات إلى هذه الينابيع، حيث كانت ينابيع المياه الساخنة في الجزائر ولفترة طويلة شعبية في صفوف المواطنين الأكبر سنا للباحثين عن الهدوء والنقاهة، لكن اليوم انتقلت شهرتها للعائلات الجزائرية لتغيير وجهاتهم خلال العطلة، حيث أن هذه المنتجعات الحرارية أصبحت تشهد ارتفاعا هاما في عدد الزوار خلال الأعوام الأخيرة ، و أصبح على قاصد هذه الحمامات من الزوار الانتظار نصف يوم من أجل الظفر بإحدى الغرف عندما تصبح شاغرة ،ويشتكي المرتادين على هذه المنتجعات في ارتفاع كلفة الإقامة خاصة في الربيع، لكن القائمين عليها يرجعون سبب هذا الارتفاع إلى أن فترة الربيع هي أفضل فترة في الموسم لأخذ علاج للروماتيزم .
ليلى.م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.