تعد المراكز الثقافية الأجنبية المتواجدة بالجزائر، الجسر الذي يربط بين البلدان الأجنبية و الجزائر ثقافيا،بحكم العلاقات الدبلوماسية مع هذه البلدان، وتتولى هذه المراكز مهمة إعداد وتنفيذ برامج النشاطات الثقافية الهادفة إلى نشر الثقافة في البلد المضيف الجزائر ، وتكلف خصوصا بالتعريف بالتراث الثقافي وقيم الهوية وتثمينها والمحافظة عليها، والعمل على ترقية ثقافة بلدانها ونشرها، والتعريف بالتقاليد والفنون والصناعة الحرفية التقليدية وإبراز قيمتها، وتشجيع الإبداع ونشر الأعمال الفكرية، وترقية الأفلام والكتاب وكذا كل إبداع فني جدير بالاهتمام وتدعيم نشر ذلك، وتشجيع الاحتكاك ما بين الثقافات وتعزيز مكانتها في العالم، وتوسيع الفضاءات ومجالات الثقافة، وتشجيع الاتصالات بين المثقفين والباحثين والمبدعين والفنانين والأجانب، وتنظيم برامج نشاطات ثقافية لفائدة أعضاء جالياتها بالجزائر ، وتسهيل وتشجيع مشاركة الجالية في التنمية الاجتماعية والثقافية للبلاد، وتنظيم تبادلات ثقافية وفنية مع المؤسسات الأجنبية المماثلة، والمساهمة في تنظيم التظاهرات الثقافية الوطنية أو الدولية التي لها علاقة بنشاطها والتكفل بها ماليا، والتعريف في الجزائر على الخصوص بالإبداعات الفنية والفكرية لأفرادها . و لمعرفة طريقة عمل هذه المراكز انتقلنا إلى المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر و الذي بدأ نشاطه منذ أواخر التسعينات،و يعد أكثر المراكز نشاطا و استقبالا للجزائريين و بالخصوص الطلبة و ذلك بعد اشتراط الحصول على شهادة مؤهلة من هذا المركز للظفر بتأشيرة الدراسة في فرنسا ،وقد عرف فتح عدة ملاحق في العديد من الولايات كما صرح به المكلف بالإعلام على مستوى المركز السيد أمقران موهوب ،و أضاف بأن المركز قد عرف عدة فعاليات في السنوات الأخيرة بعد ركوده في العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر ،كما أنه أصبح من بين المؤسسات الثقافية التي تصنع الأحداث وتشارك فيها و ذلك بإقامة نشاطات ثقافية يحضره ألمع الأدباء و الفنانين و عرض أفلام بحضور مخرجيها و كذا تنظيم لقاءات و محاضرات لمناقشة القضايا الراهنة ،وعن كيفية إنشاء هذه المراكز صرح المتحدث بأن المركز هو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري يتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي وهو مؤهل لإبرام كل عقد ضروري لإقامته وسيره في الجزائر مع إمكانية استحداث ملحقات مراكز .و هو تحت وصاية وزارة الشؤون الخارجية و يشدد على ضرورة أن تراعي عملية إنشاء المركز القوانين المعمول بها في البلد المضيف قصد الحصول على تسهيلات وتعاون من طرف سلطات ذلك البلد. كما يتعين على المشرفين على هذه المراكز حسب المتحدث ، الاهتمام أكثر بكل مكونات التراث سواء الجزائري أو الفرنسي والعمل على نشرها وخلق مجال للاحتكاك مع التراث العالمي. ويخضع المركز الثقافي الفرنسي إلى مسؤولية رئيس البعثة الدبلوماسية ويديرها مجلس إدارة يترأسها هذا الأخير الذي يتولى إعداد برنامج خاص بنشاط المركز يمتد إلى عدة سنوات، يأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المالية لتجسيد ذلك، لكن لا يتم تطبيقه إلا عندما ينال موافقة وزارة الشؤون الخارجية، كما تبدي الوزارة أيضا ملاحظات بالقبول أو الرفض بخصوص مداولات مجلس إدارة المركز فيما يخص جميع القرارات المتخذة. و مهما اختلفت الرؤى حول الخدمات التي تقدمها هذه المراكز ،و لكنها تبقى نافذة لتبادل الثقافات وتوطيد العلاقات الدبلوماسية بين البلدان .