سطرت وزارة الثقافة ومديرياتها عبر الثماني والأربعين ولاية برنامجا خاصا بشهر التراث الذي يختتم في 18 ماي القادم، وستتمحور النشاطات أساسا حول فكرة »تأمين التراث الثقافي« وهو شعار شهر التراث لهذه السنة. تحتضن مختلف الفضاءات الثقافية خلال هذه الفترة لقاءات وأنشطة لاستعراض الاستراتيجية الوطنية المنتهجة في مجال تأمين وحماية الممتلكات الثقافية، إضافة إلى تقديم حصيلة العمليات والبرامج التي تسهر على تنفيذها مختلف المؤسسات والهيئات المكلفة بحماية الممتلكات الثقافية المنقولة وغير المنقولة. تتمحور العمليات التي أعدتها المصالح المكلفة بالتراث الثقافي التابعة للوزارة والمديريات المركزية ومديريات الثقافة للولايات والدواوين المختصة ومراكز البحث حول المواضيع المتصلة بحماية وحفظ التراث الثقافي بالتنسيق مع أسلاك الدرك الوطني والأمن والجمارك مع التركيز على اشكالية الحماية الأمنية للتراث التي تتلاقى فيها مختلف فعاليات التراث. وحسب السيدة خليدة تومي، وزيرة الثقافة، فإن المقصود بعبارة »الحماية الأمنية للتراث« هي العمليات المتصلة بمحاربة مختلف أشكال المساس والإعتداء على التراث الثقافي المادي وغير المادي والتي تتظافر بخصوصها جهود مختلف الفاعلين وفق منظور تشاوري وتنسيقي فيما بينهم. كما سيكون هذا الشهر مناسبة للاحتفال بمستوى الوعي العالي الذي تحقق ميدانيا ومناسبة ليقدم الخبراء المختصون جهودهم اليومية للحافظ على أصالة وسلامة القيم الثقافية للأمة، وكذا قطاعات الثقافة والدفاع والداخلية والعدالة والمالية إضافة إلى القيادة العامة للدرك الوطني، والقيادة العامة للقوات البحرية، والمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للجمارك. للإشارة يتواصل البرناماج المركزي بالعاصمة صباح يوم 5 ماي بقصر الثقافة، حيث ستقدم محاضرة حول »المساهمات في الحفاظ على التراث المعماري في بلدان حوض المتوسط«، أما يومي 13 و14 ماي فسيحتضن قصر الثقافة أيضا أياما دراسية حول استراتيجية التكفل بالقطاعات المحفوظة والمواقع الأثرية وكذا المخططات الدائمة للحفظ والإصلاح للقطاعات المحفوظة، كما سيتم إطلاق عملية تدوين وتسجيل التعابير الثقاية عبر موقع الوزارة على الانترنت. كما ستنظم مديرية الثقافة لولاية الجزائر زيارات للمواقع والسكنات التاريخية ومعرضا لعمليات ترميم وتهيئة وتثمين الممتلكات الثقافية، وكذا للمعالم قيد الترميم وعرض دراسة حول الإجراءات الاستعجالية لقصبة الجزائر. وفيما يتعلق ببرنامج المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة فسيحتضن متحف »الباردو« مثلا معرضا لآخر مقتنياته وورشة استكشاف حول الحفاظ والترميم للممتلكات الثقافية من الخشب، وسيحتضن المتحف الوطني للفنون والصناعات التقليدية عرضا لكيفيات التدخلات الاستعجالية في حالة الحريق أوالكوارث الطبيعية، وعرض مخطط الطوارئ لانقاذ متحف سيرتا، ومحاضرة حول الاتفاقية الدولية لليونسكو حول حماية الممتلكات الثقافية في حالة الحروب. نفس النشاط يعيشه المتحف الوطني للآثار من خلال معرض صور للممتلكات الثقافية المسترجعة من طرف مصالح الأمن، ومعرض للممتلكات الثقافية المهداة للمتحف، إضافة إلى أيام دراسية حول التراث. أما ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية فسيخصص محاضرة حول تأمين الحماية للمواقع والمعالم التاريخية، ومسابقة بيداغوجية حول التراث الثقافي عبر المؤسسات التربوية. كما ستحتضن مختلف متاحف الوطن هذه التظاهرة منها مثلا متحف سيرتا بقسنطينة الذي يقدم معرضا للمخطوطات وعرض مخطط الطوارئ، ويوم دراسي حول التراث لعين مليلة، وتقديم كتاب »قسنطينة آثار وسياحة«. كما سيحتضن متحف سطيف أبوابا مفتوحة عن التراث غير المادي ومعرض صور خاصة بسطيف وورشة للتراث المبني (المعماري) إضافة إلى الأيام الدراسية والزيارات الميدانية. المتحف الوطني »أحمد زبانة« بوهران سيعرض من جهته »استعمال المعدن في الفن الاسلامي« ومعرضا للتحف المسترجعة من مصالح الأمن ومعرضا عن الكتابات القديمة، إضافة إلى نشاطات أخرى كثيرة. متاحف أخرى ستكون في الموعد منها ديوان حماية وترقية وادي ميزاب، وديوان الحظيرة الوطنية للتاسيلي وديوان الحظيرة الوطنية للأهقار، وكل مديريات الثقافة عبر 48 ولاية.