يتداول اسم المغرب هذه الأيام على أكثر من لسان، على أنها ستلتحق قريبا بحظيرة المطبعين مع دولة الكيان الصهيوني، وذلك بعد الفجوة التي أحدثها دولة الإمارات العربية المتحدة في جدار الصد العربي في مواجهة التطبيع. وفي هذا الصدد، نقلت القناة العامة الإسرائيلية "كان 11″، عن مسؤولين في البيت الأبيض الأمريكي، أن المغرب قد تكون إحدى أوائل الدول العربية التي قد تقدم على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، معتبرين أن هناك "أساسا قويا للعلاقات"، على الصعيدين السياحي والاقتصادي في ظل التبادل التجاري والمدخل الذي توفره الجالية اليهودية في المغرب. وزعمت القناة الإسرائيلية ذاتها أن مصلحة المغرب تكمن في تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة، كمقابل لتطبيع العلاقات مع دولة الكيان الصهيوني، مقابل الاعتراف بسيادتها على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي. وقالت قناة "كان 11" إن تل أبيب أبلغت واشنطن في مناسبة سابقة أنها تدعم اعترافا أميركيا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، مقابل انضمام الرباط إلى جهود عزل إيران دوليا، كما أشارت إلى وجود لوبي أميركي يدعم هذه الصفقة ويضغط لدى إدارة ترامب بهذا الاتجاه، ما يعتبر مؤشرا على هذا التوجه. وقبل ذلك، كانت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية نقلت عن غاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قوله إن المغرب من بين "الدول المرشحة" لفتح صفحة جديدة مع دولة الكيان الصهيوني. وقالت الصحيفة إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أبلغوا صحفيين بعد إعلان الرئيس الأمريكي عن اتفاق الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل، أن كلا من سلطنة عمان والبحرين والمغرب، يعتبرون من الدول المرشحة لإقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية. وإذا حدث وتأكد هذا، فإن ذلك لا يعتبر مفاجأة برأي المراقبين، فالمغرب تعتبر من الدول المعروفة بأن لها جسور مع الدولة العبرية، تعود إلى عقود خلت، فالعاهل المغربي السابق، الراحل الحسن الثاني، يتهمه الكثير من السياسيين والمؤرخين بأن له علاقات مع قادة إسرائيليين كان يبلغهم بما يدور في اجتماعات الجامعة العربية خلف الجدران.