كشف بيان نشره اتحاد الصناعيين الإسرائيليين، أول أمس، أن إسرائيل صدرت بضائع للجزائر تقدر قيمتها بنحو 319 ألف دولار، وهي النسبة الضئيلة للصادرات الإسرائيلية نحو الدول العربية• ولم يشر البيان الذي تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية كيف تصل هذه السلع إلى الجزائر بالنظر إلى عدم وجود علاقات بين الجزائر والكيان الصهيوني، دبلوماسية كانت أم تجارية• رغم سوء النية الذي يحمله الخبر المسرب في وقت مدروس يتزامن وممارسة واشنطن ضغوط كبيرة على العواصم العربية لدفعها إلى التطبيع مقابل وقف الاستيطان وسعيه إلى التشويش والتشكيك في مواقف الجزائر الواضحة تجاه إسرائيل، وضرب تماسك الموقف العربي والإسلامي من مسألة التطبيع، فإن الأمر المعزز بالأرقام يطرح تساؤلا عن جدوى عدم التطبيع الذي تتمسك به الجزائر وبصفة جذرية وتتمسك به مقارنة بدول عربية أخرى، وكيفية دخول السلع إلى السوق الوطنية، والتي كثيرا ما تتناول وسائل الإعلام الوطنية اكتشاف سلع إسرائيلية دخلت بطرق مشبوهة• فالجزائر ترفض في كل مرة الجلوس مع إسرائيل على طاولة واحدة، كما أنها تلتزم بمقاطعة كل المواعيد الدولية التي تحضرها إسرائيل حتى وإن لم يكن الأمر سياسيا ولكنه تعبير عن تمسك بموقف واحد• وكان موقف الجزائر الرافض للتطبيع مع إسرائيل بشكل مباشر أو غيره في آخر مرة قد عطل من بعث مشروع الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الاتحاد من أجل المتوسط، حيث أكدت الجزائر مرارا على لسان وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أنها لن تلجأ إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني تحت أي غطاء، واشترطت قبل موافقتها على الانضمام للاتحاد من أجل المتوسط أن لا يكون لها أي اتصال مباشر مع إسرائيل، رغم وجودها في هيئات دولية تضم إسرائيل، منها مسار برشلونة، وحلف ''الناتو''، ومؤخرا الاتحاد من أجل المتوسط• ويبين تقرير الصناعيين الإسرائيليين أن نسبة الصادرات الإسرائيلية نحو الجزائر تعد الأضعف مقارنة بالدول العربية الأخرى التي شهد بعضها ارتفاعا في نسبة صادرات الدولة اليهودية، حيث سجلت السنة الماضية ارتفاعا بنسبة 31 في المائة، ووصلت قيمة الصادرات الإسرائيلية إلى الدول العربية إلى نحو 5,379 مليون دولار• ويرجح أن السلع الإسرائيلية تدخل الجزائر عبر قنوات أخرى من خلال التعاون مع شركات أجنبية من أجل التمويه، بما أن الأمر المعلن مرفوض ولا حديث عن علاقات جزائرية - إسرائيلية• ونشر بيان الصناعيين الإسرائيليين موازاة مع نشر وسائل الإعلام موافقة قطر وعمان المبدئية على استئناف علاقاتهما بإسرائيل، مقابل موافقة حكومة بنيامين نتنياهو على تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس• وأشارت ذات المصادر إلى أنّ الولاياتالمتحدة أبلغت إسرائيل بموقف الدولتين وجديتهما في هذا القرار• وهو ما يبرز سوء النية وراء الخبر، وكأن وقف الاستيطان أصبح سقفا لمفاوضات التطبيع، وليس إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة في حدود 67، وعودة اللاجئين وعدم الاعتراف بالطابع العبري لإسرائيل، لأنه توقيع على شهادة وفاة التواجد العربي في أراضي .48 وكانت مصادر إعلامية جزائرية قد تحدثت مؤخرا عن رفض رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، طلبا أمريكيا تقدم به وفد من الكونجرس الأمريكي بشأن فتح قناة اتصال بين الجزائر وإسرائيل، ونقلت عن مصدر سياسي مطلع القول بأن السيناتور الجمهوري، ريتشارد بور، الذي ترأس الوفد أعلن عن رغبته في ضم أكبر عدد من الدول العربية لمبادرة فتح قنوات اتصال بين الدول العربية وإسرائيل في إطار المبادرة العربية للسلام• وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية أول أمس إلى أن تجاوب قطر وعمان جاء إنجازا لضغوط تمارسها الولاياتالمتحدة لإقناع دول عربية بإقامة علاقات مع إسرائيل، بعدما وضعت تل أبيب هذا الطلب شرطا لوقفها البناء في الاستيطان، واعتبرت أن موافقة الدولتين غير كافية وأن إسرائيل تطمح إلى استدراج مواقف مماثلة لعدد آخر من الدول• وبالعودة إلى بيان الصناعيين الإسرائيليين، فإن الأردن تأتي على رأس القائمة، حيث بلغت قيمة الصادرات 2,228 مليون دولار، بنسبة زيادة تصل إلى 42%، وجاءت مصر في المرتبة الثانية، حيث بلغت قيمة الصادرات 105 ملايين دولار• وارتفعت الصادرات إلى كل من المغرب وتونس على التوالي، بنسبة 42% و63 %، لتصل قيمتها إلى 2,17 مليون دولار إلى المغرب، و8,1 مليون دولار إلى تونس• أما الصادرات الإسرائيلية إلى الجزائر فمازالت ضئيلة، وتقدر بنحو 319 ألف دولار•