قال المخرج المسرحي جمال قرمي في اتصال ب " الجزائرالجديدة" أن هناك مسرحيات تبقى مواضيعها سارية المفعول ولا تموت باعتبارها تحمل أفكارا ذات تجدد مستمر، لأن سر نجاح هذه النصوص المسرحية وتداولها مع مرور السنين والأجيال هو مواضيعها الحية المرتبطة أساسا بالإنسان مباشرة، كونها لا تخاطب العقل فقط بل تغوص في مكنوناته وانسانيته التي لا تخضع لأي ظرف أو طارئ ما، الأمر الذي جعل من أعمال شكسبير الأديب الانجليزي الذي استطاع أن يخترق بأعماله المسرحية حدود المكان والزمان وحول مسرحية "عقد الجوهر" التي عرضت أول أمس، بتلمسان في إطار عاصمة الثقافة الاسلامية والتي كانت قد عرضت في 1983، للمخرج زياني شريف عياد، فيقول محدثنا أن موضوع هذه المسرحية المتمثل في الثورة التحريرية الكبرى موضوع حي لا يموت، إضافة إلى السيناريو المحكم الذي صيغت فيه الأمر الذي جعلني- حسبه- أعيد عرض هذه المسرحية وعن التجديد الذي حمله العرض فيؤكد محدثنا أن المسرحية جاءت في رؤية اخراجية مغايرة ؟؟ خلالها التقدم التكنولوجي والعولمة باعتبار أن الإنسان- حسبه -ابن بيئته، ولهذا فقد عمل المخرج على اعطاء هذا العرض رؤية اخراجية معاصرة، وبوسائل تكنولوجية جديدة، مع مراعاة خصوصية المسرحية ممثلة بالخصوص في السيناريو والقصة المتعارف عليها والتي تحكي حياة البطل ساعد أثناء الاستعمار الذي اضطره حب الوطن والتضحية في سبيلة إلى التخلي عن زوجته ليلة عرسهما، ويختار الحل الثاني وهو الجهاد في سبيل الله والوطن، والأمر الذي جعل من هذه المسرحية تلقي نفس الاهتمام والاقبال، يقول جمال قرمي أن ثراها التاريخي هو الذي جعلها كذلك ، خاصة أنها تحمل أفكارا تحريرية، ومسارات تاريخية عالمية على غرار حادثة المروحة بين الداي حسين والقنصل الفرنسي دوفال، وكذلك الحرب العالمية الثانية. وقد عرفت المسرحية اقحام وجوه شابة من مختلف ولايات الوطن في إرادة من المخرج تحسين هذا الجيل الجديدة بما عاناه الجيل السابق جراء الاستعمال الغاشم، الضريبة التي دفعها الجزائري من أجل الإبقاء على حرية واستقلال الجزائر. صباح شنيب