أعطى والي ولاية تيبازة ، مصطفى العياضي، تعليمة إلى مسؤولي مديرية التجارة ، من اجل دراسة وضعية التجار ، بائعي الخضر ، الفواكه و كذا الأسماك ، المتواجدين على مستوى الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين بلدية بوهارون و خميستي على خلفية انتشارهم غير المسبوق تزامنا مع حلول شهر رمضان ، حيث أمر و في عجالة اتخاذ كافة التدابير و الإجراءات اللازمة من اجل تحويلهم إلى مكان اقرب لمزاولة نشاطهم بالنظر إلى الانعكاسات التي أحدثتها تلك الوضعية مؤخرا خاصة فيما يخص عملية غلق الطريق و الزحمة المرورية التي يعرفها الخط الرئيسي بسبب توقف سيارات الوافدين إلى الولاية قصد شراء المنتوجات و الحوادث المرورية التي أصبحت تقع و التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين خصوصا عند قطع الطريق بالاتجاه الآخر ، في الوقت الذي أحصت فيه مصالح الرقابة الغذائية على مستوى مديرية التجارة بعض حالات التسممات التي تعرض لها بعض الأشخاص خلال هذه الصائفة على الرغم من الحملات التحسيسية التي باشرت بها مديرية التجارة قصد الحد من هذه الأعراض الصحية الخطيرة-و إن كان العدد ضئيلا- . العملية هذه، جاءت أياما قبل دخول رمضان المعروف بانتشار مثل هذه الأنواع من الأسواق بمختلف أنواعها و هو الوضع التي تعرفه مختلف مناطق الولاية بغية الربح السريع ،كما أن مؤشرات البيع و الشراء تتراوح بين الارتفاع و الانخفاض في المناسبات ، و في هذا الصدد ، ارتأت "الجزائرالجديدة" ، القيام بجولة استطلاعية قصد معاينة الأسواق من حيث الأسعار ، الكم و النوع ، مع رصد انطباعات المواطنين و أرائهم .
أسعار تتراوح بين الارتفاع و الانخفاض ... و الانتعاش في الأسواق الموازية
و البداية كانت من بلدية بواسماعيل التي تتوفر على سوق مغطاة يقع بقلب المدينة ، حيث لاحظنا منذ الوهلة الأولى ارتفاعا قياسيا في أسعار الخضر و الفواكه ، حيث بلغ سعر البطاطا للكيلوغرام الواحد 50 دينار ، و الكوسة 80 دينار في حين التهبت أسعار الفاصولياء بأنواعها و تراوحت بين 100 و 120 للكيلوغرام حسب النوع ، أما الطماطم فارتفع سعرها من 30 دينار إلى 50 دينار . هذه الأسعار اعتبرها المستهلكون على مستوى المنطقة خيالية وجد مرتفعة خصوصا و أنها لم تكن هكذا في الأيام السابقة ، على عكس السوق المسمى "بزنقة العرب " أين لمحنا استحسانا من قبل المستهلكين الذين عبروا بدورهم عن ارتياحهم الشديد للأسعار التي تشهدها الخضر و الفواكه بأنواعها في الوقت الذي يعرف توافدا كبيرا من قبل الزبائن مفضلينه على السوق المغطاة ، و على الرغم من وضعيته غير القانونية ، إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين من زيارته و التبضع هناك تماشيا مع قدرتهم الشرائية ، و قد أشار الكثير منهم أن الفرق واضح بين السوق المتواجد بوسط المدينة و هذا السوق و أقوى مثال على ذلك هي سعر البطاطا التي وجدناها ب 30 دينار و الطماطم بنفس السعر، بالإضافة إلى الباذنجان الذي يباع ب 35 دينار للكيلوغرام الواحد ، آملين في أن تستقر الأسعار إلى غاية نهاية رمضان و ما بعده مطالبين في السياق نفسه ، تكثيف أعوان الرقابة للحد من هذه التجاوزات التي يقوم بها بعض تجار التجزئة الذي لا يحترمون قانون البيع و العرض و الطلب منتهزين فرصة المناسبات للسطو على جيوب المواطنين في الشهر الفضيل .
توافد غير مسبوق على الرغم من تحذيرات المختصين
غيرنا الوجهة و انتقلنا إلى احد اكبر الأسواق الفوضوية بالولاية ، المتثمل في سوق "المكسيك" المتواجد ببلدية القليعة ، الذي يعرض العديد من المنتجات و بأسعار تنافسية ، بالنظر إلى توافد المواطنين إليه كل يوم ، خصوصا قبل مواعيد المناسبات بأيام ، حيث تعرف أسعار الخضر انخفاضا محسوسا بالمقارنة مع ما لمسناه بأسواق بلدية بواسماعيل ، فمثلا تباع البطاطا ب 30 دينار ، و الفلفل الأخضر ب 25 دينار للكيلوغرام الواحد ، أما الكوسة فانخفض سعرها إلى 40 دينار . و على الرغم من تحذيرات المختصين بخصوص بعض المنتجات التي تعرض هناك ، إلا أن ذلك لم يمنع من توافد المواطنين من مختلف المناطق المتيجية و الداخلية إليه دون مراعاة للصحة التي تبقى على المحك ، مفضلين ربح النقود -بالنسبة للبعض- خاصة و أن عملية البيع تتم بطريقة غير قانونية و نظامية كون أن المنتجات تباع في العراء ووسط الخردوات و السيارات و الدراجات النارية التي تعرض للبيع ، في الوقت الذي يشهد الثوم ارتفاعا في مختلف الأسواق التي زرناها ، حيث بلغ سعرها 400 دينار ، الأمر الذي خلق استياء نوعا ما من قبل المستهلكين لكونه أساسي على مائدة الطهي و مثلما هو معروف عند سكان الجهة الوسطى للمنطقة ، مستغربين عن سبب ارتفاع سعره على الرغم من وفرته في الأسواق .
سقوط عرش الفواكه و" الدلاع" في أسفل السافلين
و على عكس التباين في أسعار الخضر ، فان أسعار الفاكهة هذا العام لها ميزة خاصة ، بسبب وفرتها غير المسبوقة ، تنوعها و انخفاض سعرها ، و لربما كان السبب في انتشارها أكثر من الخضر لدرجة احتكارها الأرصفة و الطرقات الرئيسية على غرار طريق شايق الرابط بين بلدية القليعة و الشعيبة ، الذي أصبح يعج بالتجار من مختلف الأعمار يعرضون الفواكه للبيع مقابل أسعار تنافسية قصد جلب اكبر عدد من الزبائن ، فعلى سبيل المثال بلغ سعر العنب 70 دينار ، الخوخ 50 دينار للكيلوغرام الواحد ، في حين سقط عرش الموز إلى 70 دينار ، و تاج الفراولة إلى 60 دينار ، أما المشماش فاستقر سعره عند 25 دينار للكيلوغرام و 100 للصندوق بحسب النوعية ، لتبقى فاكهة الدلاع في أسفل السافلين بسعر لا يتجاوز 30 دينار للحبة الواحدة . هذه الأسعار لاقت تجاوبا من قبل اغلب المواطنين الذين التقينا بهم ، حتى أن البعض وصل بهم الأمر إلى القول بنها ستحول ضمن الأطباق الرئيسية بدل المقبلات كون أسعارها زهيدة جدا تزامنا مع وفرتها في شهر رمضان الذي حل هذه السنة في فصل الصيف المعروف بارتفاع درجة الحرارة .
التمور تحتل الصدارة في الأسعار
في الوقت الذي تنتعش الأسواق بالفاكهة ، يبقى سعر التمر –وكعادته- مرتفعا نوعا ما حيث وصل إلى 400 دينار للكيلوغرام ،و لان الكثير يفضلونه بداية الأكل رجح بعض المواطنين هذه العلة إلى غلائه بعد أن غلبهم الطمع في وصول سعره مثل باقي الفاكهة ،و حسب بعض التجار فان غلاء أسعاره راجع إلى قلته في الأسواق و ازدياد الطلب عليه في خصوصا في شهر رمضان - مثلما هو معروف عند الأسر الجزائرية – و حتى الزبيب لم ينخفض سعره ، وبقي في مستواه الذي اعتدنا عليه ، حيث تراوح بين 300 إلى 400 و ذلك بحسب النوعية ، أما البرقوق فهو الآخر تعدى عتبة 400 دينار للكيلوغرام الواحد على الرغم من قلة الطلب عليه مثلما كشفه لنا العديد من المواطنين تجار التجزئة" نحن أبرياء" و تجار الجملة السلع تضاعف ثمنها 3مرات
تضاربت الآراء حول أسباب ارتفاع أسعار الخضر و الفواكه في الأسواق، فمنهم من يلقي اللوم على تجار التجزئة الذي يتلاعبون بالأسعار كيفما شاؤوا و قتما أرادوا في ظل غياب الرقابة ، حتى أن البعض يتحجج ببعد أسواق الجملة ، نفقات الطريق ،مصاريف السفر و التعب ، في الوقت الذي أكد فيه تجار الجملة أن اغلب المنتجات التي تخرج من السوق تباع ثلاث أضعاف سعرها الأول و ذلك حسب قانون العرض و الطلب مما يدل على غياب الرقابة على مستوى هذه الأسواق .
سوق الجملة بالحطاطبة توقع بلوغ 350 ألف طن من الخضر و الفواكه خلال شهر رمضان
و بهدف معرفة التفاصيل عن أسعار المنتجات الغذائية على مستوى ولاية تيبازة ، انتقلنا إلى أكبر سوق بالولاية المتواجد بالحطاطبة ، و المتربع على مساحة مساحة إجمالية تقدر بحوالي 40 ألف متر مربع منها 11080 متر مربع مغطاة بها 168 مربع لفائدة بائعي الخضر و الفواكه بالجملة ، 120 منها مغطاة و 450 عربة يدوية، يقصده قرابة 2000 مركبة من مختلف مناطق الوطن خاصة الجهة الوسطى و الجنوبية و ذلك منذ الساعات الأولى من الصباح و على مدار الأسبوع بعد تحصلهم على التذاكر البالغ سعرها 800 دينار للواحدة ، كما انه يشهد زحمة كبيرة لشهرته على مستوى الوطن ، و فوضى عارمة على الرغم من تواجد 92 عاملا يسهرون على سير المبادلات التجارية داخل السوق الذي يضم 168 بائع بالجملة و 400 عربة تنقل السلع بالإضافة إلى 45 عون أمن مكلفون بحراسة السوق و المناطق المحيطة تدعمهم في ذلك 12 كاميرا مراقبة تعمل على مدار الساعة. و حسب مصدر مسؤول من مديرية التجارة ، أكد أن سوق الجملة يضم أزيد من 750 طن من الخضر و الفواكه في اليوم الواحد أي ما 350 ألف طن في الشهر الواحد، كما يمكن لهذه الحمولة أن تصل إلى 1500 طن في اليوم خلال شهر رمضان الكريم -مضيفا في حديثه- أن اغلب أسعار الخضر و الفواكه تتماشى حسب سياسة العرض ، الطلب ، الكم و النوع و لكن في كل الأحوال يبقى الانتعاش سائدا بهذا الفضاء الواسع، و هو نفس الانطباع الذي لمحناه من قبل الوافدين إليه ، و قد تراوحت سعر البطاطا بين 15 إلى 20 دينار أما الجزر فبلغ 20 دينار فقط للكيلوغرام الواحد ، في حين لمسنا ارتفاعا في سعر الفاصولياء الحمراء ، و قد تراوح سعرها بين 60 إلى 65 دينار بحسب النوع و نفس الشيء للتمور التي تراوح سعرها بين 150 دينار إلى 250 دينار .