توقعت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك ارتفاع أسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع خلال شهر رمضان، خلافا لتوقعات وزير التجارة كمال رزيق الذي قال إن أسعار المواد الغذائية لن تشهد ارتفاعا كبيرًا خلال رمضان وحتى وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الحميد حمداني الذي توقع استقرار أسعار اللحوم البيضاء تحت عتبة الثلاثمائة وعشرين دينارًا للكيلوغرام الواحد. وتوقع مصطفى زبدي رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، ارتفاع جديد في أسعار المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع بسبب المُضاربة والاحتكار وجشع التجار خلال شهر رمضان المبارك. ووجه زبدي، أمس، انتقادات لاذعة لبعض المتعاملين، وقال إنهم يجعلون من ارتفاع السوق العالمي وتدني قيمة الدينار مبرر لمضاعفة أرباحهم، وكان مجمع "سيفيتال" قد أرجع أسباب رفع سعر زيت المائدة إلى التهاب المادة الأولية المستعملة في إنتاج زيت المائدة تزامن مع انخفاض قيمة الدينار أمام الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع التكاليف اللوجستية، والنقل والتعبئة والتغليق، وهو ما انعكس بشكل مباشر على السعر النهائي للمنتجات. وفي سياق حديثه عن حملات المقاطعة التي عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية ولازالت سارية المفعول، أشار زبدي، في حديثه لإذاعة سطيف، أنه يشجع كل حملة مقاطعة لترسيخ ثقافة استهلاكية من أجل التأثير على الأسعار بما يناسب المواطن. وكشف في هذا السياق عن شروع الجهات الوصية في تحيين القوانين والنصوص لمواجهة قانون العرض والطلب والابتعاد عن السوق الحر. ومن جهة أخرى انتقد مصطفى زبدي سلوك المواطنين الغير رشيد في اقتناء كميات كبيرة من المنتوجات مبرر يعود لعدم التزام الكثيرين سابقا بواجباتهم. وتفاجأ الجزائريون في الأيام الأخيرة بزيادات موجعة في أسعار عديد المواد الغذائية لدى تجار البيع بالتجزئة، وهو الأمر الذي خلف تذمرا واسعا وموجة غضب عارمة لدى المواطنين الذين طالبوا بالتحقيق في هذه الزيادات. ويرجع التجار والمتعاملون أسباب الزيادات في الأسعار إلى انهيار قيمة الدينار في الأشهر الأخيرة والرسوم المفروض على المستوردين الكبار إضافة إلى بعض العوامل الخارجية المتمثلة في الالتهاب غير المسبوق الذي عرفته أسعار المواد الأولية في السوق العالمية.