برمجت خلال المهرجان الدولي الأول للفن المعاصر بالجزائر عدد من اللقاءات والموائد المستديرة، تناول اللقاء الأول منها موضوع "الفن في قلب الصراعات الإيديولوجية" تحدّث خلاله عدد من محافظي المعارض على غرار صالح حسن محمد من السودان والمقيم بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وخلال اليوم الثاني تم التطرق إلى موضوع "سوق الفن بين الشمال والجنوب" تحدث خلاله كل من "داني مانت ذو أوكا موريدا" من كوبا، و "ايفلين أرتود" وهي ناقدة في الفن ومحافظة معارض بفرنسا. أما خلال الجلسة الثانية من اليوم الثاني فعرض الباحثون في عالم الفن المعاصر موضوعا غاية في الأهمية يتعلق ب " الفن المعاصر والبيئة وتدفقات الهجرة " وقد تدخّل في البداية سمير مقدمي وهو فنان ومحافظ معارض من تونس مقيم بالنرويج، حيث ذكر أن الفنان اليوم بإمكانه استعمال الوسائط الإعلامية المتوفرة وبإمكانه استخدام قدرات الآخرين، ويبقى عمل الفنان متمثلا في التصور وخلق الأفكار وإيجادها، ثم أشار إلى أن موضوع المحيط والبيئة يستحوذ على ذهن الفنان بالدرجة الأولى كبقية المهتمين من الناس، وأعطى أمثلة عن قيام بعض الفنانين بغرس عدد من الأشجار، 700 شجرة غرسها "جزيف يويس" مؤسس حزب الخضر بألمانيا، وفنان آخر قام بزرع القمح في الأماكن المتروكة دون زراعة، وآخر استغل ملتقى الطرقات والمساحات الدائرية بها وغرس بها الخضر، كما قام فنانون آخرون بإنشاء الجمعيات والعمل الميداني في المجتمع، وآخرون قاموا بنشر عدد من الوثائق عن البيئة وجعلوا منها مشروع تسويق، وجعلوا من الحوادث والمناسبات مادة للتسويق والحديث عن البيئة، بل وجعلوا من الطبيعة هدفا جماليا، أما القادم من نيجيريا "جدوي انوويغ" فهناك في بلادة حركة فنية للتغيير المناخي وخصوصا في القارة الإفريقية، وتغير هذه النشاطات والمهرجانات مثل مهرجان الجزائر داعمة لهذا المسعى، ونيجيريا ستحتضن القمة الثانية الإفريقية للفن المرئي، فمن الضروري بناء جسور بين الفنانين داخل القارة السمراء وخارجها، ففي نيجريا مشكلة البيئة والبترول تناولها العديد من الفنانين مثل الفنان "أوسيدي" فصورة دلتا النيجر والأطفال الذين يلعبون كرة القدم في جو ملوث والماء الذي يسيل هناك والنشاء اللواتي يغسلن كلها مناظر تحيل إلى ضرورة البحث لإنتاج الطاقة كبديل للطاقات المتدهورة للبيئة، أما "أنديرا سانشاز تابيا" وهي أستاذة وناقدة فن بالمكسيك، فتحدثت عن هجرة المكسيكيين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مدفوعين بالحكم الأمريكي ليتفاجؤوا بعدم وجوده، وراح الفنانون ينتقدون الأوضاع بأمريكا، من أمثال "الخندرو سانتياغو"، وخلال هذه الهجرات تركت القرى خالية ليس فيها سوى الشيوخ والنساء، وكان المهاجرون يعودون وهم موتى، لذا كان اهتمام الفنانين بالجمالية وراء كل ما يحدث.