أثار إجراء الرئيس عبد المجيد تبون حوارا مع قناة الجزيرة القطرية حدث كبير ومميز، بعد قرار سابق بإعادة فتح مكتب الجزيرة بالجزائر، ضجة واسعة وتململا رهيبا في وسط معارضة الخارج تحديدا، لأنهم أكثر الناس إدراكا لأهمية هذه الخطوة وخطورتها على مصالحهم ومصالح مشغليهم تتجاوز بكثير ما يمكن أن يحققه حوار في صحيفة فرنسية أخرى مثل صحيفة "لوبوان". هذا يعني : أن الأموال التي دفعتها بعض الجهات المعروفة لصحيفة "لوموند" لكي تهاجم الجزائر ورئيسها وجيشها، قد ذهبت أدراج الرياح، لأن حوارا واحدا بالجزيرة يساوي مئات المقالات حتى ولو كانت في صحيفة كبرى مثل لوموند، وأن مكاسب النظام الجزائري مع قناة الجزيرة اليوم، بعد أن خسر كثيرا جراء معاداتها في زمن بوتفليقة، هي مكاسب ضخمة خاصة من ناحية عدم الضخ والتأجيج في قضية الحراك. كما يعني أن كل الجهود التي تبذلها معارضة الخارج إعلاميا سواء عبر قناة المغاربية أو عبر منصات التواصل وغيرها، تصبح في خطر شديد، وهو ما يفسر الغضب الذي قوبلت به هذه الخطوة، إلى درجة مهاجمة قطر و تركيا اللتان يبدو أنهما تتقربان من النظام في الجزائر وتتخليان تدريجيا عن المعارضة الجزائرية كما يحصل اليوم بالضبط مع معارضة مصر في الخارج.