شرع عضوا المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني وعبد الله اللافي، في زيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين، أسبوعا فقط بعد زيارة رئيس الحكومة الليبي عبد الحميد الدبيبة، ما يؤكد عودة الدبلوماسية الجزائرية ودورها الفعال في المنطقة، مثلما أكده رئيس الجمهورية في حواره مع قناة "الجزيرة". وكان في استقبالهما بمطار الجزائر الدولي، الوزير الأول عبد العزيز جراد ووزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، إلى جانب وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود، قبل أن يحضيا باستقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وهو اللقاء الذي شكل "فرصة لاستعراض آخر تطورات الشأن الليبي، لاسيما تسيير المرحلة الانتقالية وفق خارطة الطريق المتفق عليها". وأكد الرئيس بالمناسبة "دعم الجزائر اللامحدود للإخوة الليبيين في إعادة بناء الدولة الليبية بما يحفظ سيادتها ووحدتها"، مجددا "استعداد الجزائر لاحتضان لقاءات المصالحة الوطنية، استجابة لطلب الأشقاء الليبيين". زيارة عضوا المجلس الرئاسي الليبي، تأتي على أعقاب زيارة قام بها رئيس الحكومة الليبي الأسبوع المنصرم، برفقة وفد رفيع المستوى ضم وزراء ورجال أعمال بهدف تفعيل العمل المشترك لا سيما في القطاع الاقتصادي. الزيارات المتكررة للمسؤولين الليبيين، تأتي على خلفية المساهمة الفعالة للجزائر من أجل حلحلة الأزمة اللبيية بين الفرقاء، والجهود التي بذلتها لإنهاء الصراع بالوكالة الدائر في هذا البلد الشقيق. وتأتي هذه الزيارات المتتالية في إطار مشروع ثنائي بين الجزائر وليبيا، من اجل العمل المشترك على مخطط إعادة إعمار ليبيا بعد الدمار الذي شهدته طيلة سنوات من الحرب. وكانت الحكومة نظمت الأسبوع الماضي، معرضا للمنتوجات الليبية الجزائرية، يهدف إلى وضع سبل الشراكة بين رجال أعمال جزائريين وليبيين، موازاة مع العمل على استكمال الإجراءات التقنية قبيل فتح معبر الدبداب الحدودي. ويعول الطرف الليبي من خلال الشراكة المستدامة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، وتعزيز العلاقات مع الجزائر خاصة في ظل الجهود الكبيرة التي بذلتها الدبلوماسية الجزائرية من أجل إنهاء الخلاف بين الفرقاء. وكان الرئيس عبد المجيد تبون في حواره مع قناة الجزيرة أول أمس، قد أكد أن الجزائر كانت مستعدة للتدخل من أجل حماية ليبيا من الانهيار، ما يؤكد الثقل الجزائري في حلحلة الأزمة في الجارة الشرقية، خاصة وأن الليبيين أدركوا أكثر من أي وقت أن مصلحة الشعب الليبي في إحلال السلم والعمل المشترك مع الجزائر. وتعول ليبيا على الجزائر كثيرا، من أجل مرافقتها لاستكمال مسار البناء السياسي والاقتصادي، في المرحلة القادمة.