وجه ملك المغرب خطابا لشعبه، خصص فيه ربع الوقت للحديث عن الجزائر بلغة مهادن يود إعادة بعث العلاقات بين البلدين، متناسيا الاستفزازات المتكررة لنظام المخزن للجزائر، آخرها قضيتي التجسس وسقطة ممثل المغرب في اجتماع دول عدم الانحياز، ما طرح علامات استفهام إن كان الخطاب مناورة جديدة أم رغبة في تخفيف الحصار عليه بعد فضيحة بيغاسوس؟. وقد جاء في خطاك ملك المغرب الذي دام 16 دقيقة، التطرق للعديد من النقاط العالقة بين المغرب والجزائر، وعلى رأسها فتح الحدود وطي خلافات الماضي واعادة بناء علاقات مبنية على الصراحة والمودة، على عكس الخطابات السابقة، والطعنات المتكررة التي دأب على تجسيدها جار السوء، وعلى رأسها الدعم في السر والعلن لحركات ارهابية تزعم حق الشعب القبائلي في تقرير المصير، قبل أن يوزع ممثل المغرب في اجتماع دول عدم الانحياز تضم خريطة ما يزعمه المغاربة دولة القبائل. ملك المغرب واصل الخرجات الاستفزازية لنظامه المتهالك، من خلال توجيه دعوات تحمل رسائل مسمومة، بعد دعوته فتح الحدود وطي الخلافات، والتفكير في مصلحة الشعبين، بعد أقل من اسبوعين من طعنات وجهها جاء سوء، ضد الجزائر. محمد السادس حاول أن يتودد الى الجزائر من خلال التذكير بالعلاقات بين الشعبين والدولتين، والتأكيد بأن بلاده من المستحيل أن تضر بمصالح الجزائر، متناسيا ما صرح به مبعوثه الدبلوماسي إلى هيئة الأممالمتحدة، ثم واصل تودده قائلا بإن صوت الحكمة والعقل يجب أن يسود حاليا بعيدا عن أي شيء آخر، ليطالب بفتح الحدود البرية بين البلدين، فهو يرى بأن مصلحة البلدين تقتضي ذلك، ولا مبرر لغلقها. خطاب يأتي بعد سلسلة استفزازات دبلوماسية وإعلامية كان آخرها خرجة مبعوثه الدبلوماسي إلى هيئة الأممالمتحدة الذي أساء وأمعن في الإساءة للجزائر. ملك المغرب الذي تجاهل الاعتذار والإساءات المتكررة ضد الجزائر في السر والعلن، عمد في خطابه الأخير التركيز على رسائل المهادنة، في خطوة سابقة، خاصة في ظل المؤامرات والدسائس العديدة التي تورط فيها نظامه، والذي سعى بشتى الوسائل الى زعزعة استقرار الجزائر، وراهن على سقوط النظام بالجزائر، فهل ما قام به الملك توبة نصوح، أم مناورة جديدة تخفي في طياتها مؤامرة خسيسة كالعادة؟