دعا العاهل المغربي محمد السادس الجزائر إلى العمل دون شروط على حل الخلافات التاريخية وإعادة فتح الحدود بين البلدين. وتودد محمد السادس، في خطابه بمناسبة عيد العرش والذكرى الثانية والعشرين لتوليه قيادة البلاد، بدعوة الجزائر ، للعمل سويًا، وتطوير العلاقات ، قائلا : ان مايمس امن الجزائر يمس امن المغرب و العكس صحيح". وأضاف العاهل المغربي: "ذلك، لأن الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول". وأشار الملك إلى أنه "لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولين على قرار الإغلاق. ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيًا، على استمراره". وتابع: "ليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول". وقال العاهل المغربي: "نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخيل، لا مكان له بيننا"، مؤكدًا أن "المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان". وأعرب الملك محمد السادس عن أسفه "للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين". وتعود جذور خلاف المغرب والجزائر إلى حقبة الستينيات من القرن الماضي عندما وقعت ما تسمى ب"حرب الرمال" بين البلدين، على خلفية مشاكل حدودية. بجانب قضية الصحراء الغربية التي تعتبر أحد أعراض الخلاف الطويل بينها. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو، التي دخلت في نزاع مع المغرب من أجل استقلال الصحراء الغربية، التي أعلنها والد العاهل المغربي الملك الراحل محمد الخامس تابعة لسيادة المغرب. ولم يحصل المغرب على اعتراف دولي بسيادته على كامل أراضي الصحراء المغربية، بينما اعترفت إدارة الرئيس الأمريكي السابق بسيادة المغرب عليها، وسط إدانة جزائرية. وياتي خطاب المغرب بعد أسبوع من فضيحة بيغاسوس التي شارك فيها المغرب حسبما نشرته الغارديان البريطانية وصحف كبرى حول استخدام برمجيات NSO الإسرائيلية للتجسس بيغاسوس، ان المغرب اتنصت على 10 الاف رقم هاتفي مستعينا بمشغل تابع للدولة ، كما تنصت المغرب باستخدام هذا البرنامج على مسؤولين جزائريين وصحافيين.