لحد الساعة لا تزال معاناة العائلات القاطنة بحي "موريس" ببابا علي المتواجد على مستوى إقليم بلدية بئر توتة بالعاصمة، متواصلة في ظل الظروف والأوضاع السيئة التي يعيشونها، وهذا حسب السكان لأكثر من 27 سنة من دون أن تهتم السلطات المحلية لحالهم. أبدى السكان في لقاء مع " الجزائرالجديدة "، استيائهم وامتعاضهم الشديدين، إزاء التهميش الذي تنتهجه السلطات ضدهم وضد مطالبهم التي لطالما نادوا بها وتقدموا نحو مقر بلديتهم، حتى تعمل هذه الأخيرة على تحسين أوضاعهم الاجتماعية، إلا أنها وكالعادة ضربت بانشغالاتهم عرض الحائط. تشهد السكنات البسيطة التي لا تتوفر إلا على غرفتين صغيرتين وحمام، العديد من التشققات والقدم على مستوى جدرانها وحيطانها، يعيش بالحي قرابة 30 عائلة بعضها نزحت خلال العشرية السوداء واستقرت في بيوت العائلات التي فضّلت الرحيل، ومنذ ذلك الحين وهم ينتظرون وعود السلطات المحلية خلال الحملات الانتخابية والقاضية إلى تحسين ظروف عيشهم، وحسب بعض سكان الحي الذين التقينا بهم قرب مساكنهم الفقيرة فإن الشيء الوحيد المتوفر لديهم هو المشاكل والنقائص، حيث يعيشون بدون شبكة للصرف الصحي منذ27 سنة، الوضع الذي دفعهم إلى استعمال البالوعات التقليدية في شكل حفر عميقة يضطرون في كل مرة إلى ضخها بأموالهم الخاصة، وغالبا ما تتسرب المياه القذرة إلى السطح وتتسبّب في انتشار الروائح الكريهة المصاحبة للحشرات اللاسعة، أما المياه الصالحة للشرب فلم يحصلوا عليها يوما ويعتمدون على الآبار أو الصهاريج التي تكلفهم أموالا كثيرة خاصة في فصل الصيف، زيادة على كونهم يجهلون مصدرها، وبهذا الخصوص يقول أحد القاطنين أن زوجته تغلي المياه كل مرة من أجل استعمالها لأطفالها الصغار خوفا عليهم من التسمم. وطالب سكان الحي في سياق تصريحاتهم من المسؤولين المحليين، ضرورة الإفراج عن المشاريع التنموية التي وعدوهم بها في فترات سابقة، وهي مشاريع من شأنها أن تقضي على العزلة والتخلف الذي يحاصرهم من كل النواحي.
الغاز الطبيعي حلم مستحيل لا يزال السكان يعيشون في دوامة البحث عن قارورة غاز البوتان منذ سنوات عديدة، حيث يصعب توفيرها ولكل طريقته في الحصول عليها، ويضيف ذات المتحدث أنه خوفا من البقاء دون طبخ أو تدفئة في الشتاء فإنه يضطر إلى توفير عدد كبير من القارورات الكاملة، كما أنهم يستعملونها بعقلانية لأنهم لا يجدونها إلا في البلديات المجاورة، ويكثر عليها الطلب في الشتاء. طرق معبدة إلى إشعار آخر وفي سياق آخر تحدّث قاطنو الحي، عن مشكل التهيئة التي لم تعرف يوما طريقها إلى الحي، فهم يستعملون مسالك ترابية يعانون شتاء من أوحالها وصيفا من غبارها، كما أنهم يُعانون العزلة بسبب غياب النقل الذي يعتبر هو الآخر من أبرز وأهم انشغالات ومطالب هؤلاء. ومن منطلق هذه المعطيات، يناشد سكان حي "موريس" ببابا علي المتواجد بإقليم بلدية بئر توتة بالعاصمة، المسؤولين وعلى رأسهم رئيس المجلس الشعبي البلدي، من أجل التدخل العاجل وانتشالهم من المعاناة التي طال أمدها، والعمل على تزويد حيهم بجملة من المشاريع التنموية والتي من شأنها فك العزلة عن هؤلاء. أمال كاري