أبدى سكان الحي في لقاء مع " الجزائرالجديدة" استيائهم وامتعاضهم الشديد، جراء تدهور الوضع بذلك التجمع السكني الذي يقطنون به منذ سنوات طويلة، فصارت سكناتهم قريبة منها إلى العراء، كونها منازل لا تحمي قاطنيها من البرد ومياه الأمطار ومن الحرّ وأشعة الشمس. عوامل صعبة تعصف بالحي العتيق أعرب السكان عن امتعاضهم الشديد في ظل الظروف التي آلت إليها حياتهم نتيجة الظروف الصعبة التي تعصف بهم داخل البناية التي يقطنون بها دون تدخل السلطة الوصية التي تقدم الوعود دون تطبيقها، وتؤكد العائلات، أن البناية القديمة التي يعيشون فيها يعود تاريخ إنشائها الى العهد الاستعماري، وهي تفتقر للمعايير المعتمدة في البناء السليم، خاصة وأنها لا تشتمل على أعمدة تحمي جدرانها بل هي عبارة عن صخور متشابكة قد تسقط في أية لحظة بفعل عوامل الطبيعة، حيث أصبحت في وضعية جد مزرية جراء التشققات والتصدعات الخطيرة التي أصابتها خاصة بعد زلزال ماي 2003 الذي زاد من حدة الوضع، وبالتالي فمعظمها آيلة للانهيار وهذا ما أكده سكان الحي الذين عبّروا عن تذمرهم واستيائهم حيال تماطل السلطات المحلية في إيجاد حل لهم، ولم تقدم لهم سوى وعود تذهب في مهب الريح مع كل تغيير للمجلس الشعبي البلدي، إلى جانب عامل الرطوبة التي باتت المصدر الأول لأمراض الحساسية الصدرية والجلدية، لتكبد السكان مصاريف هم في غنى عنها بسبب العلاج والمتابعة الطبية الدائمة.
عائلتين على الأقل تتقاسم مرحاض واحد وما زاد من امتعاض قاطني الحي مشكل غياب مراحيض انفرادية خاصة بكل عائلة على حدى، الوضع الذي تسبّب في إحراج العائلات لدرجة أنهم صاروا يشعرون أنهم في الشارع وأن المرحاض الذي يتقاسمونه مرحاض عمومي، وقد أكدت هذه الأخيرة في حديثها على أمر اشتراكها في المرحاض الواحد، حيث أشارت إلى أن الوضع بات خطيرا، بعدما تسبّب لهم في إصابة الكثيرين بأمراض خطيرة جراء الفوضى في استعمال المرحاض وغياب النظافة وكذا تدهور شبكة الصرف الصحي بتلك البناية القديمة. روائح كريهة وحشرات ضارة وما زاد من سوء الوضع حسب أحد القاطنين أنه خلال فصل الصيف، تنتشر الروائح الكريهة التي ينجر عنها جذب كل أنواع الحشرات الضارة كالبعوض، في حين وجدت الجرذان ممرات خاصة بها وسط ركام تلك الجدران، الأمر الذي أرّق العائلات وحوّل حياتهم إلى جحيم، مؤكدين في ذات السياق أن طبيعة المكان باتت تشكل خطرا حقيقيا على صحتهم ونفسيتهم، وبلهجة استنكار، تأسف بعض المواطنين من سياسة اللامبالاة والتهميش التي تنتهجها السلطات المحلية ضدهم، والتي ضربت بانشغالاتهم عرض الحائط، مؤكدين أن هذه الأخيرة لم تقدم لهم سوى شعارات ووعود زائفة لا أساس لها من الصحة رغم أنهم أبناء بلدية بلوزداد وليسوا من الوافدين الجدد عليها، مطالبين في ذات السياق بسكنات لائقة، خاصة وأنه من حقهم العيش داخل بيوت لا تفتقر للضروريات منتظرين لحظة الفرج وانتشالهم من المعاناة. ومن جهة أخرى فقد أشار السكان في تصريحاتهم إلى نية دخولهم في احتجاجات سلمية ما لم تتحرك السلطات المعنية حيالهم، مؤكدين أن العنف لن يوصلهم إلى مبتغاهم، خاصة بعدما حرموا من حقهم في السكن، مطالبين في ذات السياق بترحيلهم من حي ''جبايلي سعيد'' الذي قطنوا به لسنوات طويلة رافعين صوتهم إلى فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بعدما ملوا من سماع الوعود الكاذبة، مؤكدين أن البناية التي يقطنون بها ليست لائقة للسكن وتهدّد حياتهم وحياة أبنائهم. وأمام هذه المعطيات تُطالب العائلات القاطنة بحي "جبايلي سعيد" المتواجد ببلدية محمد بلوزداد بالعاصمة، المسؤولين وعلى رأسهم رئيس المجلس الشعبي البلدي التدخل من أجل انتشالهم من المعاناة التي طال أمدها وطال معها تجرعهم لويلات وتبعات الظروف السيئة، كما أشاروا إلى ضرورة ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية تليق بالجنس البشري، سيما وأن حياتهم مهدّدة بالخطر في أي لحظة. أمال كاري