أبدى السكان في حديث مع الجزائرالجديدة استيائهم وامتعاضهم الشديدين بسبب النقائص وجملة المشاكل التي يتخبطون فيها من دون أن تكترث السلطات المحلية لحالهم وظروفهم السيئة. وأول ما تحدّث عنه السكان سياسة الصمت والامبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية ضدهم وضد مطالبهم، وعدم التفاتتها للواقع الذي آل إليه حيهم، سواء من الجانب التنموي أو الاجتماعي، نظرا لغياب التهيئة والتجهيزات التي صعبت من حياتهم اليومية.
نقائص ومشاكل كثيرة تشهد منازل هذه العائلات العديد من المشاكل بسبب افتقارها لقنوات الصرف الصحي، وهي الوضعية التي قال عنها السكان في حديثهم "..من غير الممكن أن نسكت عنها أو نشاهدها وهي في تواصل من دون اكتراث من قبل السؤولين.."، وفي سياق ذي صلة، عبّر السكان عن استيائهم الشديد بسبب تجاهل السلطات المحلية لانشغالاتهم ومعاناتهم وضرب مطالبهم في كل مرّة عرض الحائط، حيث أكد هؤلاء أنه ورغم الشكاوى والرسائل العديدة التي بعثوا بها للسلطات المحلية من أجل الالتفات ولو قليلا لانشغالاتهم، سيما وأنها مطالب تصنف في قائمات أهم الضروريات، وقد أكد البعض بأنهم يعملون على تفريغ فضلات منازلهم بطرق عشوائية، زادت الطين بلّة، كما أنها حوّلت حياتهم إلى معاناة. الإنارة العمومية غائبة وقد أشار بعض المواطنين إلى أنهم يعملون على إيصال أسلاك كهربائية بطريقة عشوائية لإنارة بعض الأزقة بحيهم، مبدين في الوقت ذاته تخوفهم من السلبيات التي تنجر عن مثل هذه التصرفات، إلى جانب أن هذا الربط الفوضوي للأسلاك في حد ذاته يشكّل خطرا على حياتهم، بسب إمكانية حدوث شرارات كهربائية، كما أن غياب هذه الأخيرة بات يشكل خطرا على حياتهم نتيجة انتشار الاعتداءات والسرقات والتي أحيانا تكاد تودي بحياة الأشخاص.
طرقات مهترئة تشهد طرقات الحي وضعية كارثية، حيث تعد من أهم المطالب التي يرفعها سكان الحي للجهات المعنية، فهي تعرف حالة متقدمة من التدهور، إذ لم يعد هناك أثر للزفت بها. كما أن العدد الكبير للحفر الموزعة على مستوى هذه الطرقات، تتسبّب في إعاقة حركة المرور ونشوب مشاحنات تؤدي أحيانا مشاجرات بين أصحاب السيارات بسبب اختناقات السير التي تحدثها الحالة المتدهورة للطريق، أين يضطر السائقون للمرور بحذر شديد، ما يسبّب غضب البعض، كما أن الوضعية السيئة للطرقات، تتسبب من ناحية أخرى في فصل الصيف في تلويث المحيط بسبب الكميات الكبيرة للغبار المتناثر، أما في فصل الشتاء، فتلك هي الكارثة الكبرى، أين تتحوّل هذه الأخيرة إلى مجموعة برك وأوحال يستحيل معها المرور والتحرك. نقص فادح في وسائل النقل بما أن الحي يقع في أعالي جبال بلدية بولوغين، فإن السكان يُعانون بطبيعة الحال من نقص فادح في وسائل النقل، الوضع الذي أرّقهم وبات يشكل مصدر إزعاج لهم، خصوصا وأنهم يتنقلون لأجل قضاء حاجاتهم اليومية والمهنية وحتى الدراسية، ومن جهة أخرى أكد العديد منهم أنهم تخلّو عن النزول إلى المدينة بسبب هذا الوضع، خصوصا كبار السن منهم.
وأمام هذه المعطيات، تُطالب العائلات القاطنة بحي "جايس" المتواجد باقليم بلدية بولوغين بالعاصمة، المسؤولين وعلى رأسهم رئيس المجلس الشعبي البلدي، النظر في قائمة مطالبهم وانشغالاتهم الرامية إلى تحسين مستواهم المعيشي، إلى جانب مناشدة هذه الأخيرة من أجل التخلي عن سياسة التجاهل والتهميش التي تنتهجها ضدهم في كل مرّة، حتى يتخلصوا ولو قليلا من حجم المعاناة التي يتكبدونها. أمال كاري