فايزة .م يحتفل الجزائريون بيوم عاشوراء الموافق ل 10 محرّم من كل سنة، بعادات تتسم بالبهجة والسرور، حيث يجهزون مأكولات خاصة تختلف من منطقة إلى أخرى، وقد اعتادت الكثير من العائلات الجزائرية الاحتفال بيوم عاشوراء ، ولا تزال متمسكة بعاداتها المتعلقة بهذه المناسبة ،كوضع الحناء، قص الشعر ، وتحضير الأطباق التقليدية المختلفة حسب كل منطقة . من بين عادات الاحتفال بيوم عاشوراء في الجزائر، وضع الحناء التي تعدٌ من علامات الفرح كما أكدته الحاجة " حليمة " من برج منايل ، تقول السيدة ، "بمناسبة عاشوراء أضع الحناء لي ولكل أفراد عائلتي كعلامة فرح و ابتهاج بهذا اليوم"، إضافة إلى اكتحال العينين، و لدى حديثنا إلى السيدة " مريم " من وسط مدينة بومرداس قالت ، " تقوم الفتيات بالمناسبة ، بتقليم الأظافر وقص القليل من شعرهن ، وذلك ضنا منهن بأن طول شعرهن سيزيد مثل المال الذي يزكى منه" ، و كان رأي " إسماعيل " من بلدية بودواو مخالفا، حيث اعتبر أن هذه العادات لا أساس لها من الصحة، خاصة ما تعلق بتحريم الخياطة ، و أضاف قائلا ، " منذ القدم اسمع الجدات يقلن ممنوع الخياطة ومس الإبرة في يوم عاشوراء" ، لكن هذا نابع من الجهل ، يضيف نفس المتحدث. و في حديثنا إلى بعض الشباب بمحطة النقل الجامعي ببومرداس، كانت انطباعات بعض الطلبة مختلفة بخصوص الاحتفال بيوم عاشوراء ، " سليمة " طالبة جامعية سنة أولى علوم ، عبّرت عن رفضها للطقوس التي يقيمها بعض الجزائريين، وأكدت أن الشيعة هم من يحتفلون بتلك الطريقة التي لا تدخل في عادات أهل السنة ، و شاطرها " محمد "بذات الكلية نفس الرأي حين قال، أن الاحتفال بعيد عاشوراء عادة موروثة من الأجداد ، و العديد من لا يفرق بين السنة و الشيعة و هذه العادات الشيعية تغلغلت في أوساط السنيين. غيرنا وجهتنا إلى مدينة دلس ، أين أكد " سليم "صاحب مكتبة ، أن الجزائريين في حقيقة الأمر يحتفلون بعاشوراء للمّ شمل العائلة، كمناسبة لاجتماع العائلات الجزائرية التي قلّما تجتمع بحكم الظروف. كسكسى و"بركوكس" و أطباق أخرى و تحتل بعض الأطباق الجزائرية مكانة كبيرة في الأوساط الشعبية باختلاف المناطق المعروفة بالكسكسى باللحم، كما قالت " نسيمة " من بلدية بني عمران جنوب شرق ولاية بومرداس، أنها تقوم بطبخ الكسكسى بالدجاج العربي في يوم عاشوراء ، وتجتمع العائلة على "القصعة" للأكل بصفة جماعية، و وصفت لنا خديجة أجواء الاحتفال بعاشوراء وسط مدينة بومرداس ، و أكدت على طبخ "البركوكس" أو "العيش" بذيل كبش العيد كأهم طبق ليلة عاشوراء، و حسب ما كانت تسمعه منذ القدم هو أن ذيل الكبش آخر ما يتبقى من أضحية العيد فلابد من طبخه ذلك اليوم . فايزة م