لا تزال معاناة العائلات القاطنة بحي " الزواوي" المتواجد بإقليم بلدية سيدي موسى بالعاصمة، متواصلة في ظل الظروف السيئة التي يعيشونها، من دون أن تهتم السلطات المحلية لألمهم ومطالبهم المتكررة، والتي طال عليها الأمد من دون أن ترى النور. أوضاع معيشية مزرية أبدى سكان الحي في لقاء مع "الجزائرالجديدة"، استيائهم وامتعاضهم الشديدين، إزاء جملة النقائص التي يشهدها الحي منذ مدة طويلة، وهي نقائص سبّبت لهم الكثير من المشاكل، سيما في الآونة الأخيرة، أين باتت هذه الأخيرة تشكل بالنسبة لهم مصدر قلق وإزعاج دائم، على غرار توقف سير الأشغال المتعلقة بتهيئة الطريق المؤدية للحي، وقد أوضح أحد قاطني الحي بهذا الخصوص، بأن الوضع خلق سلسلة من المشاكل غير المنتهية، على غرار عرقلة حركة سير السيارات إلى جانب الحافلات التي صارت تعد من أهم المشاكل التي يواجهها سكان الحي بسبب غياب الرقابة، وهو المشكل الذي سمح بوقوع العديد من التجاوزات الخطيرة التي تودي بحياة الكثيرين من المواطنين نتيجة غياب التنظيم عن الخط الرابط بين بلدية الكاليتوس ومدينة سيدي موسى. ومن جهة أخرى، اشتكى قاطنو الحي من الضغط الذي فرضه مؤخرا أصحاب حافلات نقل المسافرين، حيث أكد أحد محدثينا أن عدد ركاب الحافلة الواحدة يصل أحيانا إلى ما يزيد على 40 راكب، لتحدث حالات إغماء، حيث بات الكثير من المسافرين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام بدل امتطاء هذه الأخيرة التي لا تمت للحياة بأي صلة.
انقطاع متكرر في الكهرباء وغياب للماء الشروب يُعاني سكان حي" الزواوي" من مشكل الانقطاع المتكرر للكهرباء، الوضع الذي تسبّب لهم بالعديد من الخسائر المادية، خصوصا تلك التي تتعلق بالأدوات الكهرومنزلية، نتيجة الانقطاع والعودة المفاجئة للتيار الكهربائي، زيادة على ذلك أشار محدثونا إلى النقص الحاد المسجل في عمليات تزودهم بالماء الشروب، خصوصا في فصل الصيف أين يزداد الوضع سوءا بسبب الجري المستمر وراء شراء صفائح قارورات المياه المعدنية، والتي تكلّفهم حسبهم إنفاق الكثير من الأموال، وهي كما ذكروا مصاريف أثقلت كاهلهم وزادتهم ألما ومعاناة. نقص فادح في المؤسسات التربوية قال السكان في تصريحاتهم، بأن حي "الزواوي"، يُعاني من نقص فادح على مستوى المؤسسات التربوية، الوضع الذي جعل من أبنائهم الصغار يتنقلون عبر كيلومترات طويلة من أجل مزاولة الدراسة بالأحياء المجاورة لحيهم الذي يفتقر لهذه الأخيرة.
قنوات الصرف لم تُجدد أشار محدثونا إلى مشكل آخر يُعانون منه، والمتمثل في الاهتراء الكارثي لشبكة الصرف الصحي، الوضع الذي ساعد في انتشار الروائح الكريهة التي تسبّبت للعديد من قاطني الحي بالإصابة بأمراض مزمنة، زيادة على ذلك التراكم الهائل والكبير للنفايات والأوساخ، هذه الأخيرة شوّهت المنظر الخارجي للحي، إلى جانب بعض المنازل المتواجدة بالحي التي تعرف حالة ووضعية مزرية نتيجة اجتياز بعض من قنوات الصرف الصحي أرضيتها لتزيد من الطين بلة، إذ أن معظم صغار هذه العائلات وجدناهم مصابين بأمراض تنفسية خطيرة تحتاج إلى المتابعة الطبية الدائمة والتي كما تحدث عنها احد المواطنين قائلا " هذه الأمراض معروفة بمصاريفها الكبيرة، ونحن كما هو معروف، دخلنا لا يسمح بالمبالغ الباهضة التي تلزم للعلاج...". مشاريع تنموية قيد الانتظار لم يعرف الحي أي عمليات تهيئة، منذ مرور سنوات طويلة على أول خطوة للتهيئة والتجديد، فحسب سكان الحي لم يستفد مؤخرا من أي مشاريع تنموية هامة، من شأنها أن ترفع الغبن عنهم، وبسبب هذا الوضع دخل الحي وقاطنوه في دائرة العزلة التي زادت من حجم الضغط والألم... مرافق رياضية وترفيهية شبه غائبة يشهد الحي غياب شبه تام لمجموعة المرافق الرياضية والترفيهية، والتي تعد اليوم من أهم مطالب الشباب، خصوصا وأنهم يجدون أنفسهم مع نهاية مسيرة العمل في فراغ قاتل، إذ أنهم كما صرّحوا لنا لا يجدون سوى المقاهي أو الأرصفة للجلوس على جنباتها وتبادل أطراف الحديث مع بعضهم البعض، الوضع الذي سمح بانتشار الآفات الاجتماعية وجماعات الأشرار الذين باتوا يترصّدون للآخرين في كل فينة. السلطات تكتفي بالصمت أكدت العائلات القاطنة بالحي السالف الذكر، أنها تقدّمت في العديد من المرات من مقر بلديتهم، لإيداع قائمة مطالبهم وانشغالاتهم، حتى تتكفل بها هذه الأخيرة، إلا أنها وكالعادة حسبهم اكتفت بإطلاق الوعود التي لا تزال لغاية الساعة حبيسة أدراج مكاتب المسؤولين، الوضع الذي أثار حفيظتهم وجعلهم يطرحون المئات من الأسئلة التي لا يوجد لها أجوبة. وأمام هذه المعطيات، يُجدد قاطنو حي " الزواوي" المتواجد بإقليم بلدية سيدي موسى بالعاصمة، مطلبهم للمسؤولين وعلى رأسهم رئيس المجلس الشعبي البلدي، من أجل التدخل العاجل وإيجاد حلول جادة كفيلة بالقضاء على جملة المشاكل والنقائص التي يشهدها، والتي حوّلت حياة قاطنيه إلى جحيم منذ سنوات عديدة ليطول معها حجم المعاناة، إلى جانب ضرورة تزويد حيهم بجملة من المشاريع التنموية القاضية بتحسين مستواهم المعيشي زيادة على ذلك تخفيف الغبن الذي يعيشونه. أمال كاري