ووصلت بعثة المراقبين التابعين للجامعة العربية إلى سوريا الاسبوع الماضي للتحقق من التزام دمشق بتنفيذ خطة السلام التي وافقت بموجبها على انهاء وجودها العسكري في المدن واطلاق سراح آلاف السجناء السياسيين المحتجزين منذ اندلاع الانتفاضة في مارس الماضي. ومن المقرر ان تجتمع اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا في القاهرة يوم الاحد لبحث النتائج الأولية التي توصلت لها البعثة التي انتقدها نشطاء سوريون يشككون في قدرتها على تقييم أعمال العنف على الارض. وقال النشطاء إن فرق المراقبين لا يمكنهم التجول في كل مكان وترافقهم سلطات سورية تتلاعب بهم وتخفي السجناء في منشات عسكرية. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عقب اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في نيويورك "هذه هي التجربة الأولى بالنسبة لنا... وقلت ان علينا تقييم أنواع الأخطاء التي ارتكبت وبلا أدنى شك أستطيع أن أرى أخطاء بيد أننا ذهبنا الى هناك لا لوقف القتل ولكن للمراقبة." ولم يتحدث الشيخ حمد الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا بالتفصيل عن "الأخطاء" لكنه قال إنه ينشد "المساعدة الفنية" من الأممالمتحدة. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الاممالمتحدة للصحفيين في نيويورك ان الشيخ حمد وبان ناقشا "اجراءت عملية بشأن الكيفية التي يمكن للامم المتحدة ان تدعم بها بعثة المراقبين." واضاف "الشكل الذي يمكن ان يتخذ هو اجراء تدريب للمراقبين (العرب) برعاية مكتب المفوضة السامية لحقوق الانسان... سيكون هذا تعهدا محدود النطاق لتدريب المراقبين." ولم يتسن الحصول على تعليق على الفور من مسؤولين قطريين بشأن ملاحظات الشيخ حمد التي بثتها وكالة الأنباء الكويتية. وقال مندوب احدى الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية طلب عدم نشر اسمه انه لا يمكن سحب المراقبين مهما كانت محتويات التقرير الأولي. وقالت سوريا انها قدمت للمراقبين كل التسهيلات اللازمة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لتلفزيون المنار اللبناني إن بلاده تسعى إلى الموضوعية والمهنية. وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) إن حوالي اربعة آلاف محتجز اطلاق سراحهم منذ نوفمبر. وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال يوم الاثنين إن البعثة ضمنت اطلاق سراح نحو 3500 معتقل. وقالت جماعة آفاز الحقوقية اليوم الخميس إن هناك 37 الف معتقل منذ مارس لا يزالوا محتجزين حتى الآن. وقال الشيخ حمد إن الجامعة العربية ستستمع قريبا الى النتائج التي توصل اليها المراقبون وستجري تقييما لجدوى البعثة. وأضاف "سنجري تقييما لجميع جوانب الوضع وسنرى امكانية استمرار البعثة أم لا وكيف يمكننا مواصلة تلك المهمة الا أننا في حاجة الى سماع افادات من الناس الذين كانوا على الأرض أولا." وعن احتمال إحالة ملف سوريا الى مجلس الأمن الدولي قال الشيخ حمد "نحاول دائما ايجاد حل لتلك الأزمة في جامعة الدول العربية الا أن ذلك يعتمد على الحكومة السورية ومدى وضوحها معنا لايجاد حل للأزمة." وإذا جرى سحب مراقبي جامعة الدول العربية فقد يفتح ذلك الباب امام تدخل اجنبي تريد كثير من الدول العربية تجنبه. وسوريا لاعب رئيسي في المنطقة وتحظى بدعم قوي من إيران وحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وعلقت الجامعة عضوية سوريا بسبب عدم التزام الاسد بخطة وقف الحملة التي تقول الأممالمتحدة انها قتلت أكثر من خمسة آلاف شخص منذ مارس. وتتألف اللجنة الوزارية العربية من وزراء خارجية مصر والسودان وقطر وعمان والجزائر لكن مصدرا بالجامعة قال إنه تم توجيه الدعوة لدول أخرى لتنضم الى اجتماع الأحد وإنه قد توجه دعوة لاجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب كافة في نفس اليوم. وقال بعض المسؤولين في الجامعة إن دولا مثل السودان والأردن ومصر والجزائر قلقة من إنهاء البعثة مبكرا اذ تخشى من أن يؤدي إعلان فشلها الى تدخل عسكري غربي في سوريا. وقال مسؤول بالجامعة طلب عدم نشر اسمه "يخشون من أن يصبح هذا نمطا وقد يحدث لاحقا في دولهم." وقال مندوب عربي آخر إن اللجنة ستناقش على الأرجح الإجراءات المحتملة لمساعدة المراقبين مثل إمدادهم بالسيارات حتى يستطيعوا التجول في البلاد دون مساعدة السلطات السورية. وأضاف أنها لن تناقش تغيير رئيس بعثة المراقبة الفريق اول الركن السوداني محمد احمد مصطفى الدابي والذي انتقدت جماعات دولية لحقوق الانسان اختياره بسبب سجل بلاده في مجال حقوق الانسان.