ثمن الكاتب والباحث السياسي الأردني، حمادة فراعنة، الدور الذي ما فتئت تلعبه الجزائر في توحيد الصف الفلسطيني عبر استضافتها للعديد من الاجتماعات والمؤتمرات في سياق جهودها الرامية إلى" لملمة الحالة السياسية" في فلسطين، معربا عن أمله في إنجاح الحوار الوطني المرتقب الذي بادرت به الجزائر لجمع الفصائل الفلسطينية. وقال فراعنة في مساهمة بجريدة "الدستور" الأردنية: "كانت الجزائر عنوانا وملاذا للفلسطينيين لصواب مواقفها وعدم تدخلها، وغياب المسعى الأناني لدورها"، مضيفا "كان مسعى الجزائر هو وحدة الفلسطينيين وتماسكهم، فوجدوا لديها الحاضنة الدافئة التي توفر لهم المكان الآمن لعقد اجتماعاتهم ومؤتمراتهم ووحدتهم، في مواجهة التدخلات الأخرى التي تنعكس عليهم وتمزقهم". وأشاد الباحث السياسي في مقاله بدور الجزائر وتأثيرها في "لملمة الحالة السياسية للفلسطينيين"، مذكرا بالحوارات التي احتضنتها الجزائر والتي أثمرت عن انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني التوحيدي الثامن عشر في 20 أفريل 1987، بعد استضافة المؤتمر التوحيدي للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، في فيفري من نفس العام. وبخصوص الحوار الوطني الذي من المقرر أن يجمع الفصائل الفلسطينية في الجزائر، اعتبر حمادة فراعنة أن دعوة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لهذا اللقاء "خطوة أولية على طريقة حوارات الجزائر السابقة"، معربا عن أمله في انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني "في الجزائر بدلا من فلسطين، وبذلك يتم التخلص من تأثير المستعمرة الصهيونية على الأداء والخيار والقرار السياسي الفلسطيني". وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أول أمس الإثنين، خلال جلسة للحكومة، عن أمله في نجاح الحوار الوطني الذي من المقرر أن يجمع الفصائل الفلسطينية في الجزائر، والتوصل إلى توافق يؤدي إلى طي صفحة الانقسام. وقال اشتية: "نشكر الجمهورية الجزائرية الشقيقة على ما تبذله من جهد كبير لاستضافة جلسات الحوار الوطني في العاصمة الجزائرية، بمشاركة جميع فصائل العمل الوطني". وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد كشف في ديسمبر المنصرم عن استضافة الجزائر قريبا ل "ندوة جامعة" للفصائل الفلسطينية. وأعرب الرئيس تبون، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلسطيني، الذي كان في زيارة إلى الجزائر، عن أمله في أن يكون الاجتماع "مقدمة للوحدة العربية التي نطمح إليها من خلال القمة العربية التي تعتزم الجزائر احتضانها في مارس المقبل".