قال أنور بن مالك إن كتابه الأخير، الصادر عن منشورات القصبة بعنوان ''لن تموتي غدا''، يعدّ أول عمل يتناول أجزاء من سيرته الذاتية، موضحا أن تأثره برحيل والدته هو الذي دفعه لتأليفه. ذكر أنور بن مالك، أول أمس، خلال المقهى الأدبي الذي تنظمه سفارة النمسا بالجزائر، أن الأعمال الروائية التي يفضل كتابتها هي تلك التي تذكره بقراءاته الأدبية الأولى، والتي تجعل القارئ يتمسك بخيط السرد بشكل يجعله يشعر بوجود لذة أثناء القراءة. وقال بن مالك: ''لأول مرة أتحدث عن نفسي في أعمالي الروائية، عبر علاقتي بأمي. ولجأت لكتابة هذا النص لتجاوز الأسى الذي شعرت به عقب رحيل والدتي''. واعتبر صاحب رواية ''الاغتصاب'' أن عوالمه الأدبية تستجيب لانتمائه العائلي المتعدد الجنسيات، فجدته تنتمي إلى عائلة سويسرية من أصول ألمانية، وجده مغربي، وقد مكنه هذا الانتماء المتعدد من نسج عوالم أدبية تعبر الثقافات وتسكن فيها، كما برز في روايته ''العشيقان المنفصلان'' التي ترجمها الروائي محمد ساري للعربية. موضحا أن عشقه للجزائر لا ينضب، رغم لحظات الغضب التي تراوده أحيانا. وقال: ''أتحدث في هذا الكتاب عن أمي، وعن الجزائر التي تثير غضبي أحيانا، لكني في أحيان أخرى يراودني إحساس بالمودة والحنين تجاهها''. وكشف المتحدث أن كتابه الجديد لم يتعرّض للمحاكمات من قبل النقاد الجزائريين الذين دأبوا على ''انتقاده بشدة وقسوة''، لأنه تحدث عن والدته بكثير من الحنان، وقال: ''ربما قالوا إنني ولد غير عاق، يذكر أمه بعد رحيلها، ويحن إليها كثيرا''.