فتح فضاء " ألف ليلة وليلة " الذي يشرف عليه الكاتب المسرحي أحميدة العياشي أبوابه لعرض مونولوغ " الزايخة " الذي جسدته " نوارة براح " من تبسة ، للكاتب العمري كعوان والمخرجة " تونس آيت علي " ، العرض الذي جاب العديد من البلديات وآثر أعضاء "تعاونية الأنيس الثقافية " التي تأسست منذ سنتين أن يجوب القرى والمداشر حتى تكون العروض والمسرح عموما جواريا بامتياز. يتناول المونولوغ الذي تتغير صياغته الفنية حسب الموقع إلى " وان ما نشو " أو " مونودرام " تبعا للمكان و للجمهور حسبما صرحت بذالك مخرجة العرض " تونس "، يتناول مشاهد مختلفة عن المرأة العزباء ومعركتها الدائبة لصيد وطلب ود الأزواج ، وعن زواج القصر وعزوف الرجال عن الراشدات ، ومنافسة الأجنبيات للمحليات في اختطاب الرجال المحليين ، وعن العنوسة ، وكثرة الولادات ، وحتى أزمة الفريق الوطني لكرة القدم ،ومشاهد أخرى . يحكي المونولوغ حياة امرأة شابة تدعى " الزايخة " تشتغل قابلة في إحدى المشافي النائية ، تتلقى يوميا العديد من النساء لتوليدها ، وهي التي لا تطلب سوى رجلا يسترها ،سوى ولدا يملأ حياتها ، وها هي تحكي عن العلاقة العاطفية الجديدة بين الرجل والمرأة وما يشوبها من النفاق والخداع ، فالفتاة الشابة التي تدعي أنها لا تعرف سواه ، تراها على تواصل وتراسل عبر الهاتف النقال مع كوكبة من الطلاب والخطاب ، وهو بدوره يظهر توددا وتلطفا وبعد الزواج يغلق هاتفه ويبدي صده ، تحكي الزايخة وهي تولد امرأة بالمشفى عن النساء اللواتي يلدن بنات وتوابع الطلاق التي تلاحقهن . لقد أبدع كاتب حروف المونولوغ " العرض الأحادي " في انتقاء الكلمات التي يتوفر عليها الربرتوار الشوارعي مما أثرى المشهد الذي جسدته الزايخة وأغنى المسمع واضحك وأبهج وبهرج ، مما دعاني أن أسأل إحدى المتفرجات هل يحدث هذا التعنبف والنظم غيراللطيف ، في المستشفيات حال الولادات للنساء الحوامل ، أم هي المبالغة لا غير، من أجل استلطاف الجمهور وجلب انتباهه، فأجابت بالإيجاب ، كما أبدعت " نوارة براح " وبكل صدق في أدائها لشخص الزايخة وأبانت عن مقدرة هائلة لتأدية النص الكعواني ،خصوصا مع لكنتها التبسية ، رغم أن النص كان قد هيأ لتجسده بختة الوهرانية التي اعتذرت ، مما جعلنا نسمع في النص كلمات" الحمري" وملهى "المرجاجو" و" البارك " ، وهذا ما جعل الساعة من الزمن الركحي تبدو قصيرة . لقد أراد حميدة العياشي خلال المناقشة أن ينوب عن المخرجة مما قدمه من تفاصيل تتعلق بإعداد الممثل والحركة على الخشبة ، وهو الذي كما قال قام باستطلاعات حول النوادي الليلة والبنات القصر، بنات الهوى ، اللواتي هن نتاج العشرية السوداء ، وعلى التوّ رحبت المخرجة تونس بفكرة تجسيد عمل تتولاه هي وإياه يتخد من هدا الموضوع متنا لعمل مسرحي او مونودرامي قادم ، وقد أعقب احد الحاضرين من وسط الإعلام أن الموضوع الذي أثارته الزايخة تجاوزه الزمن وتم التطرق إليه مرارا .