قدم، ليلة أول أمس، بالمسرح الجهوي عزالدين مجوبي في عنابة، العرض الشرفي لمسرحية ''زوبعة في فنجان''، نص وإخراج أحمد رزاق، التي تلقي الضوء على علاقة الحاكم برعيته، في إسقاط مباشر على ما يجري اليوم في الوطن العربي من أحداث. كان عشاق أب الفنون، سهرة أول أمس، على موعد مع العرض الشرفي لمسرحية ''زوبعة في فنجان'' للمخرج أحمد رزاق، حيث أبدع الممثلون الذين جسدوا شخوصها بحركاتهم في تقديم مختلف المشاهد الساخرة والمؤثرة لعلاقة الحاكم بالرعية. تروي مسرحية ''زوبعة في فنجان'' للمخرج أحمد رزاق، قصة رئيس بلدية إحدى القرى المتناثرة هنا وهناك، الذي لم يعد يفرق بين كابوس حلمه وكابوس الزوبعة التي بدأت تضرب قريته التي لا يوجد فيها من يجيد القراءة والكتابة عدا شخصين؛ الأول كاتب عام للبلدية فر بجلده والثاني محاسب توفي بسكتة قلبية، وهو يقرأ البرقية التي وصلت لرئيس البلدية.. تتوالى المشاهد تباعا، ويكبر السر الذي تحمله تلك البرقية وتكبر معها العاصفة. واعتمد المؤلف عند تحديد تصوره العام للمسرحية، على الحراك السياسي الذي يعيشه المواطن العربي، حيث سلط الضوء على العديد من الجوانب الحياتية التي يعيشها المواطن، وكيف يتصرف الحاكم مع الرعية، غير أنه ركز بشكل خاص على مسألة الأمية التي تظل تنهش جسد الوطن الكبير، ممثلا في تلك القرية الصغيرة، وما ينتج عنها من مشاكل كثيرة، حيث لا يعرف سكانها سوى إنتاج أنفسهم، ويستغل الحاكم جهل الرعية في تسيير شؤونها كيفما شاء، فينغمس في أكل المال العام دون رادع ودون إعطاء أهمية للتكفل بالانشغالات الأساسية للسكان، إلى أن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن ويعم الطوفان. وركز المخرج على العديد من المشاهد الكاريكاتورية الساخرة، من خلال أسلوب التقديم واللغة المستعملة، وفي الوقت نفسه ما تمده تلك المشاهد من إيحاءات مؤثرة تعكس الواقع المر الذي يتخبط فيه المواطن الذي لا يحسن سوى الإنجاب من خلال مشهد الحوامل. وفي ختام العرض، ذكر المخرج أحمد رزاق أن المشكلة الكبيرة التي يعيشها المواطن العربي أينما وجد هي الأمية التي استشرت في دواليب الحكم وفي جميع مجالات الحياة، مضيفا أنه كثيرا ما يوجد مسؤولون أو مواطنين عاديون متعلمون، غير أنهم غير مثقفين، يجهلون حقوقهم وواجباتهم. يذكر أن المسرحية جسدتها مجموعة من الممثلين من عنابة وباتنة، على غرار حمزة حمودي، البشير سلاطنية، صويلح حسين، صفاء حربي، نوارة براح، جموعي عبد الرحمن وبلعابد أمينة.