تقع بلدية الميهوب في أقصى شرق ولاية المدية على بعد 110 كم على الحدود مع ولاية البويرة ،وتعد من بين البلديات حديثة النشأة حيث تم تأسيسها في آخر تقسيم إداري في منتصف ثمانينات القرن الماضي ، حيث تتبع لدائرة العزيزية ، وتتربع على مساحة 107كم مربع يبلغ عدد سكانها 12100 نسمة حسب آخر تصنيف للسكان منتشرين على 17دشرة أهمها أولاد حمو ، أولاد سيدي العرفي، المطارفة ، بن يحي وسنغوة. أهم نشاط بالنسبة للسكان هو الفلاحة بجميع أشكالها وفي زيارة قادت الجزائرالجديدة لهذه المنطقة النائية التي يعد من النادر أن يتطرق إليها لإعلام حيث لم تدخلها كاميرا التلفزيون إلى يومنا هذا حسب تأكيد العديد من سكان البلدية. وقد عانت هذه البلدية كغيرها من بلديات الولاية من ويلات الإرهاب الهمجي خلال العشرية السوداء من تاريخ الجزائر ، وعلى إثرها فر العديد من السكان من قراهم و مداشرهم نحو منطقة العزيزية و كذا بلدية تابلاط بالإضافة إلى الجزائر العاصمة وهذا بحثا عن الأمن و الأمان تاركين حقولهم ومزارعهم خلفهم. ومع استتباب الأمن وعودة الوئام و المصالحة ، وبعودة البحبوحة المالية بدأت المصالح الوبائية في الاهتمام بالمناطق النائية في الولاية حيث استفادت بلدية الميهوب من خلال المخططات التنموية من عدة مشاريع جعلت بلدية الميهوب و سكانها يبتعدون طعم الحياة ويشدون على يعظهم البعض من أجل البقاء في تراب أجدادهم و محاولة جلب عدد كبير من النازحين. الثانوية حلم أصبح حقيقة
لم تشهد بلدية الميهوب منذ سنين طويلة مشاريع التنموية في مجالات التربية والصحة والسكن كما شهدته خلال الخمسة سنوات الماضية حيث استفادت من ثانوية جديدة تتربع على مساحة 2هكتار تستوعب 1000مقعد و200 سرير للداخلي وتحتوي على 24 قسم منها 6 مخابر، حيث توشك الأشغال على الانتهاء في هذا الصرح التربوي و الذي سيستلم مع بداية الدخول المدرسي الجديد حسب مصادر محلية. وستساهم هذه الثانوية الجديدة في الحد من المتاعب الكبيرة بالنسبة للتلاميذ الذين كانوا يقطعون عشرات الكيلومترات ذهابا و إيابا من أجل الذهاب إلى ثانوية العزيزية و كذا ثانوية تابلاط ، مما أدى بالعديد من التلاميذ خاصة الإناث منهم إلى التوقف عن الدراسة بسبب بعد المسافة وكذا بعض العادات و التقاليد التي لا تسمح للإناث بالابتعاد البيت لمدة طويلة. وفي نفس الصدد استفادت المتوسطة وكذا بعض الإبتدائيات من مشاريع التدفئة المركزية وبناء مطاعم ، وهو ما جعل بلدية الميهوب من بين البلديات التي حققت اكتفاء فيما يخص قطاع التربية. السكن الريفي .. مطالب كثيرة وحصص قليلة أحصت المصالح التقنية ببلدية الميهوب 824 سكن هش في حين استفادت البلدية من حصة للبناء الريفي تمثل 350حصة من سنة 2003 إلى 2009 ، وتبقى حوالي 300 ملف ينتظر دوره في الاستفادة من هذا المشروع. كما انطلقت الأشغال في بناء 120سكن لامتصاص السكن الهش ، لكن تبقى هذه الحصة قليلة مقارنة بعدد الطلبات ، حيث أشار العديد من سكان الميهوب في حديثهم مع الجزائرالجديدة أنهم يطالبون بحصص إضافية في سكنات البناءات الريفية ولا يريدون السكنات الاجتماعية نظرا للطابع الريفي للمنطقة من جهة ، وكذا ارتباطهم بأراضيهم التي تمثل المسكن و العمل و المستقبل على حد قولهم . حيث طالبوا في نفس السياق بتقديم تسهيلات فيما يخص الاستفادة من هذه السكنات خاصة فيما يخص شهادة الحيازة التي أرقت العديد منهم. شبكة الطرقات والمياه الشغل الشاغل للسكان بالرغم من انطلاق مشروع تعبيد الطريق الولائي رقم 96الرابط بين بلدية الميهوب والطريق الوطني رقم 8 على مسافة 10.5 كم إلا أن الطرق الريفية تبقى تعاني من العزلة نظرا لكثرة المسالك و تباعد المداشر حيث قامت البلدية بوضع دراسة التقنية والجيوتقنية لنحو 36 كم من الطرق و المسالك بهدف فك العزلة عن القرى في انتظار التفاتة السلطات الولائية من أجل تجسيد هذه الدراسة على أرض الواقع بسبب نقص الإمكانات المالية للبلدية التي لا تتوفر على أي مدخول ما عدا ما توفره الولاية من أموال تبقى غير كافية حسب مصادر محلية من أجل تجسيد التنمية المحلية المستدامة. وفي سياق آخر تبقى العديد من القرى و المداشر تنتظر تزويدها بالمياه الصالحة للشرب حيث يبقى اعجز يقدر بأكثر من 50 بالمائة حيثر تم ربط 7 مداشر بشبكة المياه منها قرية سنغوة ، تاقرارة وأولاد عزة وأولاد ساعد ، في حين تبقى قرى أخرى كأولاد حمو ، أولاد سيدي العرفي في انتظار أن تزور حنفياتهم المياه التي يلقون مشاق و متاعب كبيرة في الحصول عليها. مشروع زاوية سيدي العوفي بن يحي حبيس الأدراج تعتبر زاوية سيدي العوفي بن يحي من أقدم الزوايا بولاية المدية حيث يعود تاريخها إلى القرن 16 ميلادي وبعد الاستعمار الفرنسي خربت تماما حيث استعاد المواطنون هذا المجد الإسلامي الضائع وقاموا ببنائها مرة أخرى ، لكن تبقى المساعدات ضئيلة من اجل إكمال هذا الصرح الديني الذي كون وأخرج العديد من طلبة العلم من أبناء المنطقة و كذا المناطق المجاورة وعليه ناشد سكان القرية وزار الشؤون الدينية و كذا السلطات إلى تقديم يد المساعدة الولائية المادية من اجل إكمال هذا المشروع و كذا إتمام المسجد الخاص بالزاوية. دار للشباب و ملعب جواري أهم مطلب شباب الميهوب يبقى شباب بلدية الميهوب بدون دار الشباب ولا حتى ملعب جواري حيث يلجؤون إلى الملعب البلدي كمتنفس وحيد و أوحد. ونحن على وقع حمى المونديال مازال أطفال و شباب البلدية يأملون بمشاهدة المباريات المتبقية لمنتخبنا الوطني و حتى بقية المنتخبات في دار لشباب أو قاعة متعددة الخدمات في جو يشابه إلى حد ما الجو الذي يعيشه بقية الشباب و الأطفال في مناطق أخرى تتوفر فيها إمكانات غير تلك المتواجدة في بلديتهم.
ودعنا بلدية الميهوب ونظرات سكانها المليئة بالتحدي والأمل بمستقبل أفضل مع التشبث بالأرض لم تفارقنا حيث تعلمنا من خلال السويعات القليلة مع شبابها و أطفالها و شيوخها أن الحياة نحن من يسهلها و نحن من يصعبها ة ومهما كانت إرادتنا كبيرة حتما سيكون النصر حليفنا.