وهولاند (57 عاما) الذي انتخب في السادس من ماي بنسبة 51,6% من الاصوات، اصبح بالتالي سابع رئيس للجمهورية الخامسة وسيبقى في السلطة خمس سنوات على رأس احدى القوى العظمى العالمية والعضو الدائم في مجلس الامن الدولي.ويكون هولاند كرس بذلك عودة اليسار الى قصر الاليزيه بعد غياب استمر 17 عاما.وفور تنصيبه اراد الرئيس الجديد توجيه رسالة "ثقة" الى الفرنسيين قائلا ان البلاد "بحاجة للمصالحة ولم الشمل، ان دور رئيس الجمهورية هو المساهمة فيها والحرص على عيش كل الفرنسيين معا بدون تفرقة حول نفس القيم، هي قيم الجمهورية". واضاف "هذا هو واجبي" واعدا بقيادة البلاد "ببساطة وكرامة" ومؤكدا انه سيكافح "العنصرية ومعاداة السامية وكل انواع التفرقة".وبحسب المراسم البروتوكولية وصل هولاند الى قصر الاليزيه واستقبله في باحة الشرف الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي.وبعد المصافحة عقد الرجلان لقاء مغلقا من اجل تسليم السلطة وسلم خلاله ساركوزي، الرئيس الجديد الشيفرة النووية. ثم وسط تصفيق موظفي الاليزيه، غادر ساركوزي وزوجته كارلا بروني القصر والقى تحية الوداع على الحاضرين من سيارته.وهولاند الذي عبر سابقا عن رغبته في "رئاسة عادية" اراد حفلا "بسيطا" لبدء ولايته من خمس سنوات التي تنطلق تحت وطأة الازمة الاقتصادية ومعدل البطالة المرتفع. ونظم حفل التنصيب في غياب اولاد هولاند الاربعة وكذلك اولاد رفيقة حياته الصحافية فاليري تريرفيلر، في ما يشكل تناقضا مع صورة العائلة الكبيرة التي اظهرها ساركوزي في 2007. ولم يوجه الدعوة سوى الى ثلاثين شخصا ما يشكل تناقضا ايضا مع مئات المدعوين الذين جاؤوا عام 1981 لحضور حفل تنصيب اول رئيس يساري فرنسوا ميتران.وبعد ذلك عبر هولاند في سيارة سيتروين مكشوفة تحت الامطار الغزيرة، جادة الشانزيليزيه بحسب ما يقضي التقليد وصولا الى قوس النصر حيث سيضيء الشعلة عند ضريح الجندي المجهول. وكرم هولاند ذكرى جول فيري الذي جعل المدرسة العلمانية الزامية ومجانية في نهاية القرن ال19 وماري كوري المولودة في بولندا والحائزة جائزتي نوبل في الكيمياء والفيزياء مطلع القرن العشرين، تأكيدا منه على اثنتين من اولويات رئاسته: التعليم والاندماج.وقصد هولاند بعد ذلك بلدية باريس حيث عقد لقاء سريعا مع رئيس البلدية الاشتراكي برتران دولانوي الذي دعا الباريسيين الى القدوم "لاستقبال" الرئيس الجديد. وبعد ذلك يبدأ الرئيس الجديد، الذي تولى قيادة الحزب الاشتراكي طوال 11 عاما من دون ان يتولى اي حقيبة وزارية، نشاطاته. واول خطوة قام بها هولاند هي تعيين رئيس كتلة النواب الاشتراكيين جان مارك ايرو رئيسا للوزراء. وستكشف تشكيلة الحكومة الجديدة مساء الاربعاء على ان تعقد اول جلسة لمجلس الوزراء الخميس. ثم يتوجه هولاند بعد الظهر الى برلين لعقد لقاء اول مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي دعمت خصمه ساركوزي خلال الحملة الانتخابية.ويلتقي هولاند مع ميركل على خلفية الازمة اليونانية بعد فشل المشاورات لتشكيل حكومة ائتلافية. وتقرر تنظيم انتخابات جديدة في اليونان وباتت امكانية خروجها من منطقة اليورو مطروحة اكثر واكثر. وهولاند على خلاف مع ميركل بشأن المعاهدة الاوروبية لضبط الموازنة التي يريد اعادة التفاوض بشأنها ليضيف اليها شق النمو.وفي الخطاب الذي القاه لدى تنصيبه اعرب هولاند عن الامل في "اطلاق نهج جديد في اوروبا" موضحا انه سيقترح على القادة الاوروبيين "معاهدة جديدة" تربط خفض الدين العام ب"التنشيط اللازم للاقتصاد".وبحسب برلين، فان اللقاء بين المسؤولين لا يهدف "لاتخاذ قرارات" وانما "للتعارف فقط" وعين الرئيس الفرنسي الجديد امس رئيس كتلة النواب الاشتراكيين جان مارك ايرو (62 عاما) في منصب رئيس الوزراء، كما اعلن الامين العام لقصر الاليزيه بيار رينيه ليما.وجان مارك ايرو مكلف تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة التي سيعلن عنها عصر الاربعاء.ويخلف ايرو فرنسوا فيون الذي تراس الحكومة ابان ولاية نيكولا ساركوزي من ماي 2007 حتى ماي 2012.وعلى غرار هولاند، لم يشغل ايرو اي منصب وزاري. وهو يتراس الكتلة الاشتراكية في الجمعية الوطنية ونائب منذ العام 1986 ورئيس بلدية نانت منذ 1989.وكان ايرو مستشارا خاصا لهولاند خلال حملته الرئاسية وهو استاذ سابق للغة الالمانية وملم بشؤون هذا البلد.