يضع الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند اليوم الاثنين، اللمسات الأخيرة على تشكيلة حكومته عشية تنصيبه غدا الثلاثاء على رأس الدولة الفرنسية، قبل أن يركز على أولى لقاءاته الدولية مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الأميركي باراك اوباما.ويستعد الرئيس السابق للحزب الاشتراكي الذي انتخب في السادس من ماي بغالبية 51,6 في المئة من اصوات الناخبين، لتولي مهامه في الاليزيه وتشكيل حكومته من منزله الباريسي. وسيشارك مرة أخيرة اليوم الاثنين في اجتماع المجلس الوطني للحزب الاشتراكي.ولم يتسرب أي شيء منذ أسبوع حول اختيار رئيس وزرائه على الرغم من تداول الصحافة اسمي مسؤولين كبيرين في التراتبية الاشتراكية والمقربين من الرئيس المنتخب، مثل النائب جان مارك آيرو ورئيسة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري.وستجري عملية التسلم والتسليم بين الرئيس الاشتراكي والرئيس نيكولا ساركوزي صباح الثلاثاء. والحفل الذي لم يتغير منذ بداية الجمهورية الخامسة (1958)، يشمل لقاء على انفراد في قصر الاليزيه حيث يقوم الرئيس المنتهية ولايته بإطلاع رئيس الدولة الجديد على الإجراءات في مجال السلاح النووي.وسيلقي الرئيس الجديد كلمته الأولى قبل المرور في جادة الشانزيليزيه في سيارة سيتروين مكشوفة.ثم سيوجه هولاند (57 عاما) تحية الى جول فيري الذي جعل المدرسة العلمانية الزامية ومجانية والى ماري كوري حائزة جائزة نوبل الكيمياء قبل المشاركة في حفل في بلدية باريس. وهي خطوة رمزية للتشديد على اولوياته: "الشباب" و"التعليم" في فرنسا التي تعاني من بطالة متزايدة ويريد "انهاضها بعدالة".وفي الاليزيه، اراد هولاند أن يكون الحفل "بسيطا" في حضور رؤساء وزراء سابقين من الاشتراكيين. ولن يكون هناك ضيوف من رؤساء الدول كما لن يحضر أولاده من شريكة حياته السابقة سيغولين روايال ولا أولاد رفيقة حياته الحالية فاليري تريرويلر.ويريد فرنسوا هولاند ان يكون "رئيسا عاديا" بعيدا عن الضوضاء التي رافقت نيكولا ساركوزي، وذلك عملا بالوعود التي قطعها أثناء حملته الانتخابية.وفي الأيام الأخيرة، اظهر هولاند صورة الرجل البسيط وهو يتجول في شوارع باريس ويتحدث إلى المارة مبتسما ويزور معرضا أو يشارك في إحياء ذكرى ما ليعبر بعد انتخابه تماما عن رغبته في مواصلة تصرفه كرجل "عادي".وسيدخل صخب الحياة السياسية مع بداية ولايته من خمس سنوات، بتعيين رئيس وزرائه الذي سيكشف الأربعاء المقبل عن تشكيلة حكومته التي ستوزع المناصب فيها بالتساوي بين النساء والرجال وتضم حلفاء من دعاة حماية البيئة.وسيكلف رئيس الوزراء أيضا بترتيب معركة الاشتراكيين للانتخابات التشريعية في العاشر والسابع عشر من جوان.لكن الملف الذي سيطبع ولايته سيتم بحثه اعتبارا من مساء الثلاثاء في برلين مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل وهو إعادة التفاوض بشان معاهدة الانضباط المالي في أوروبا التي يريد أن يضيف إليها شقا يتعلق بالنمو.وأعلنت برلين معارضتها لأي إعادة تفاوض، مذكرة بان 25 دولة في الاتحاد الأوروبي تبنت هذا النص. وتريد المستشارة أن تكون مع ذلك متفائلة فتقول أنها تؤمن بشراكة "مستقرة" مع باريس، بينما يؤكد وزير ماليتها فولفغانغ شوبل أن النمو وتنقية الموازنة لا يتعارضان.