أكدت مصادر مطلعة أن الجزائر تنوي رفع مستوى التعاون العسكري مع تونس لتعزيز " مكافحة الإرهاب " على خلفية تقارير أمنية تشير إلى وجود تنسيق بين " إرهابيين " على الحدود بين البلدين، قد يكون سهّل مهمة منفذي اعتداءات شهدتها ولاية تبسة في شهر فيفري الماضي خصوصاً أن المنفذين اجتازوا على الأرجح منطقة جبلية حدودية يصعب دخولها. وكشفت المصادر أن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى من البلدين التقوا مؤخرا، تكملة لتعاون عسكري بينهما، تعزز بإجراء مناورات عسكرية بحرية في المياه الإقليمية المحاذية للحدود تحت إشراف القوات البحرية الجزائرية. وتشير معلومات إلى نية البلدين تكثيف التعاون بين قواتهما المسلحة في مجالات التدريب وتبادل الوفود والخبرات وحشد الجهود لمواجهة تنامي خطر " الجماعات الإرهابية " في شمال إفريقيا، خصوصاً في الدول المعنية بتهديد ما يسمى ب " تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي " ، بهدف رصد توسع رقعة تنسيق هذه الجماعات مع التنظيم. هذا و اجتمع أمس رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح مع رئيس أركان القوات البرية التونسية الفريق رشيد عمار الذي يزور الجزائر حاليا في إطار اجتماعات الدورة الخامسة للجنة العسكرية المشتركة الجزائريةالتونسية المكلفة بمتابعة ومراقبة تنفيذ نشاطات التعاون العسكري بين الطرفين. وقد تناول اللقاء الذي جرى بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى متابعة و مراقبة تنفيذ نشاطات التعاون العسكري الجزائري- التونسي. أما على مستوى الأجهزة الأمنية، فضاعف البلدان مستوى التنسيق الأمني، لاسيما في ما يتعلق بحركة الأشخاص المشتبه بهم عبر الحدود، إذ يُشتبه في التحاق شبان تونسيين وليبيين بنواة " القاعدة " في المنطقة الخامسة في شرق البلاد، من أجل تلقي تدريبات على القتال واستعمال المتفجرات. و كانتا كل من الجزائروتونس قد عقدتا مناورات بحرية مشتركة أطلق عليها "ساراكس 2007" في 28 أوت من نفس السنة داخل المياه الإقليمية التونسية. و قد سعت هذه المناورات إلى تعزيز مستوى التعاون بين قوات البحرية في البلدين واختبار قدرة البحرية الجزائرية على "التدخل والإنقاذ في حالة الطوارئ في أعالي البحار".