ما زال سكان قرى و مداشر بلدية سيدي الربيع الواقعة شرق ولاية المدية ،على بعد 95 كلم عن عاصمة الولاية يعانون من عزلة قاتلة بسبب انعدام أهم المرافق الضرورية من أجل حياة كريمة لهم و لأولادهم ، حيث عان السكان الأمرين خلال العشرية الدامية ومازالوا يعانون مع بداية عشرية السلم و المصالحة . بداية جولتنا لهذه المنطقة النائية التي قلم تدخلها وسيلة إعلامية كان في يوم شديد الحر ، لم تكفي كمية المياه و المرطبات التي تناولها أن تحر الرمق من حنجرتنا ، كان المدينة تشبه مدينة الأشباح فالحركة منعدمة ما عدى بعض الحيوانات الضالة تبحث عن ضل في أي مكان ، لكن بحثها يصطدم بقلة الأشجار التي جعلت منطقة سيدي الربيع تشبه في شكلها أي مدينة في صحرائنا القاحلة . وفي حديث مع بعض المواطنين وجدناهم يرتشفون القهوة في أحدى مقاهي المدينة أجملوا لنا مجموعة من المشاكل التي يتخبط فيها مواطنو سيدي الربيع ، فمن البطالة المدقعة التي لم يجد لها شباب و كهول المنطقة الدواء الشافي ، وصولا لغياب أدنى متطلبات الحياة من مرافق ومشاريع تنموية رغم التخمة التي توجد فيها العديد من البلديات المجاورة حسب تأكيدات محدثون إلا أن التهميش و لا مبالاة المسؤولين اتجاه هذه المنطقة التاريخية التي قدمت خيرة أبنائها خلال الثورة و خلال العشرية السوداء إلا أن سبب التهميش . . من جهة أخرى يعاني السكان من متاعب جمة في المرور من خلال هذه المسالك اتجاه مقر البلدية " خاصة خلال فصل الشتاء أين تغطي الثلوج و الأوحال و الحفر المترامية عبر هذه الطرق لتسد عنا أهم معبر نحو العالم الخارجي " على حد وصف السيد (س- محمد ) القاطن في فرقة (أولاد يحي ) الذي أضاف أن كل قرى و مداشر البلدية تعيش عزلة حقيقية بسبب افتقارها لطرق معبدة تتيح للسكان حياة كريمة . ورغم أن سكان المنطقة يعتمدون على النشاط الفلاحي و تربية المواشي إلا أنهم بلم يحظوا بمشاريع الدعم الفلاحي ، المتنوعة ،والتي كانت بوسعها أن تنعش المنطقة و تحقق لسكانها دخل يعنيهم عن طلب العون و المساعدة ، وما زاد من مشكل الفلاحين في المنطقة هو ما تلحقهم الخنازير البرية من أضرار في محاصيلهم الزراعية حيث طالبوا السلطات المعنية بإعادة تسليحهم من أجل القضاء على هذا الحيوان الذي يعيث في الأرض فسادا على حد قول مجموعة من سكان قرية (العرايسية ) وهي إحدى أهم القرى تضررا من هذا المشكل وفي سياق آخر تعاني أكثر من 150 عائلة بمختلف مداشر المنطقة من افتقار مساكنها المنجزة حديثا في إطار برنامج البناء الريفي من تزويدها بالكهرباء ، حيث لجأت هذه العائلات إلى تزويد بيوتها عن طريق الأعمدة الكهربائية وهو ما يشكل خطرا كبيرا على هؤلاء السكان ،حيث ناشدت هذه العائلات عن طريق جريدة(الجزائرالجديدة ) المسؤولين المحليين و شركة (سونلغاز ) ضرورة ربط بيوتهم بشكل نظامي بالكهرباء في أرقب الآجال . أما فيما يخص التغطية الصحية فحدث ولا حرج حسب كلام العديد من سكان قرى و مداشر بلدية الكاف لخضر " فما عدى قاعة علاج وحيدة متواجدة على مستوى البلدية ، لا تفي بالغرض أمام الحالات العديدة والمتنوعة و التي تستدعي عناية وأجهزة يفتقر إليها هذا المستوصف " حسب محدثينا حيث يلجأ السكان إلى نقل مرضاهم إلى المستشفيات المتواجدة على مستوى دائرة بني سليمان أو المستشفى المتواجد بعاصمة الولاية .