طالب سكان حي سيتي 80 القصديري،الكائن ببلدية السويدانية غرب العاصمة،السلطات الولائية وحتى وزير السكن، بضرورة ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وذلك لمعاناتهم التي يتكبدونها من خلال إقامتهم بالحي والتي تجاوزت 30 سنة، في ظل غياب أدنى ضروريات العيش الكريم، بداية بسكناتهم الهشة التي لا تصلح إلا لتربية المواشي. وقد أعربت العائلات القاطنة بالحي والتي يفوق عددها 70 عائلة عن استيائها إزاء الوعود التي لم تتحقق من طرف المسؤولين ،فيما يتعلق بترحيلهم إلى سكنات لائقة، خاصة التي تم تقديمها خلال الحملة الإنتخابية الأخيرة والتي جاءت في مشروع رئيس الجمهورية القاضي بإزالة البيوت القصديرية، غير أن البلدية لم تفي بوعودها ولم تعمل بهذا المقتضى حسب السكان، وخير دليل على ذلك أن العائلات لا تزال تعيش تحت وطأة الفقر والحرمان والخوف الدائم من مصير مجهول ينتظر أبنائهم، خاصة وأن سكناتهم أصبحت تنبأ بحدوث كارثة إنسانية لشدة اهتراءها، وقد أكد السكان في هذا السياق أن مخاوفهم تزداد مع حلول موسم الشتاء، أين تصبح آيلة للسقوط في أية لحظة، وهذا ما يحدث خلال ذات الموسم حسب محدثنا ، كما أضافت العائلات القاطنة بالحي مشاكل أخرى حوّلت حياتهم إلى جحيم منها مشكل الرطوبة التي ساهمت وبشكل كبير في انتشار العديد من الأمراض المزمنة والصدرية منها خاصة لدى كبار السن، الأمر الذي زاد في استيائهم وتذمرهم. الماء، الغاز والكهرباء ضروريات غير متوفرة وقد أكد السكان في هذا السياق أنهم قاموا برفع مطلب للسلطات المحلية من أجل إدخال شبكات المياه الصالحة للشرب من خلال وضع حنفيات وسط الحي لتسهل عليهم اقتناءها، لكنه قوبل بالرفض حسب ما صرّح به هؤلاء، لأسباب مجهولة ولم يعلن عنها لحد الآن، الأمر الذي اضطرهم اللجوء إلى الأحياء المجاورة والأماكن العمومية والتي غالبا ما تكون ملوثة وغير صحية، وهي بذلك تجعلهم عرضة لمخاطر تهدد صحتهم. كما أضاف السكان مشكلا آخر عكّر صفو حياتهم وهو ما يتعلق بالغاز الطبيعي، حيث شكل غيابه معاناة حقيقية، خاصة وأنه يعد عنصرا أكثر من ضروري في ظل تزايد استعماله مع الانخفاض المحسوس لدرجة الحرارة، الأمر الذي يضطرهم الاعتماد على قارورات غاز البوتان التي يقتنونها أحيانا بأسعار باهظة من باعة يستغلون حاجة المواطن لهذه المادة الحيوية أمام غياب مراكز التموين بالمنطقة وحتى بالبلدية نفسها. أما فيما يتعلق بالكهرباء فقد أكد السكان أنهم لجأوا إلى الأحياء المجاورة وقاموا بتركيب أعمدة كهربائية وكوابل بطرق عشوائية معرضين أنفسهم لمخاطر شرارات الكهربائية التي تحدث من حين للآخر، وما زاد في استياء هؤلاء هو دراية المسؤولين بهذا الانشغال، إلا أنهم لم يحركوا ساكنا. مسالك وعرة بحاجة إلى تهيئة رغم الكثافة السكانية التي يتميز بها الحي ورغم الشكاوي التي رفعها هؤلاء إلى المسؤولين من أجل التكفل بالحي وتهيئته كما هو مزعوم، لكنها وحسب هؤلاء لم تجد صدى، حيث لا يزالون يتلقون صعوبات من أجل الدخول والخروج من مساكنهم، فالبرك والأوحال حوّلت الطريق إلى ممر وعر يصعب اجتيازه، في كل الأحوال، الأمر الذي يضطرهم انتعال الأحذية البلاستيكية عل وعسى يتمكنون من المرور بتلك المسالك. غياب قنوات الصرف الصحي خطر يهدد السكان إلى جانب اهتراء المسالك والتي تتحول بمجرد أول قطرة لسقوط الأمطار إلى برك مائية لا تجف لأيام إن لم نقل لأسابيع، أضاف السكان مشكل غياب الصرف الصحي، وفي هذا السياق أكد السكان أنهم قاموا بإنجاز قنوات بدائية تغيب فيها أدنى المقاييس المعمول بها، مما يجعلها عرضة للانسداد من حين لآخر، وبذلك تصبح المياه القذرة تصب في جميع أركان الحي، الأمر الذي ساهم في انتشار الروائح الكريهة والمنبعثة منها، بالإضافة إلى انتشار الحشرات الضارة والحيوانات الضالة التي أصبحت لا تفارق الحي، وقد عبر السكان في هذا السياق عن مخاوفهم بسبب الأمراض خاصة بالنسبة لفلذات أكبادهم، الذين لم يجدوا مكانا سواه يلعبون فيه. النقل هاجس آخر يؤرق السكانما زاد في مشاكل السكان ومتاعبهم وهو مشكل النقل، حيث يشتكي سكان الحي من انعدام وسائل النقل بالمنطقة، مما جعلهم يعيشون عزلة تامة بمعناها الحقيقي حسب هؤلاء. فحاجتهم للتنقل تضطرهم الاستعانة بسيارة الأجرة التي هي الأخرى تعد منعدمة بالمنطقة مما جعل بعض الاستغلاليين يفرضون سياستهم بالمنطقة وفرض مبالغ خيالية ليس بمقدورهم دفعها خاصة وأن معظم السكان من ذوي الدخل المحدود الأمر الذي خلق أزمة نقل بالمنطقة، فالتنقل للمناطق المجاورة أصبح بشق الأنفس وبعد عناء لا مثيل له وبعد طول انتظار، وفي هذا السياق طالب السكان بتدخل السلطات المعنية وبالخصوص مديرية النقل لإدراك الوضع وحل المشكلة التي أصبحت بمثابة معضلة حقيقية يتخبط فيها السكان وذلك من خلال وضع خط مباشر بمركز البلدية حتى يتمكنوا من الالتحاق بأماكنهم المرغوبة. وما زاد الطين بلة الحالة الاجتماعية التي يعيشوها معظم سكان الحي، وهي حالة مزرية للغاية نتيجة للفقر المدقع وذلك حسبهم يعود بالدرجة الأولى إلى غياب فرص العمل مما أدى إلى استفحال مشكل البطالة خاصة لدى الشباب، الأمر الذي أدى إلى تنامي مؤشرات انتشار مختلف الآفات الاجتماعية بالحي كالسرقة والمخدرات التي أصبحت أهم ميزة للحي، فانتشار السرقة أدى إلى معاناة كبيرة حيث وضعت الحي في عزلة اجتماعية في ظل غياب الأمن، إلى جانب ترويج المخدرات واستهلاكها والتي أثرت سلبا على قاطني الحي الذين لم يجدوا سوى التذرع للخالق لفك العزلة التي حاصرتهم ولا تزال تحاصرهم. وأمام الأوضاع المزرية التي يعيشونها والتي يتكبدون معاناتها أكثر من 30 سنة جدد قاطنو حي سيتي 80 ومن خلال الجزائرالجديدة مطلبهم الوحيد وهو ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية تليق بالجنس البشري في أقرب الآجال.