عاودت التعاونية الفنية والثقافية لمسرح بورسعيد بالجزائر العاصمة تجديد موعدها مع محبي الفن الرابع بعرض مسرحية "وزير و ربي كبير" لمؤلفها عبد الحميد رابية بعد أن سبق تقديمها مؤخرا بالمسرح الجهوي لبجاية. وتعالج المسرحية التي أعاد من خلالها المخرج جمال قرمي بعث مسرحية "عمار بوزوار" المقدمة سنوات الثمانينيات موضوع الجشع وحب السلطة والزعامة في عالم السياسة وتقديمها في قالب هزلي وفكاهي حيث تتخللها مواقف مضحكة عبر شخصيات رمزية حركت مجريات القصة. وتدور أحداث المسرحية الناطقة باللغة العامية حول شخصية "عمار بوزوار" السياسي الذي جسد شخصيته الممثل جمال بوناب إذ يطمح هذا الأخير إلى أن يصبح وزيرا بأي طريقة كانت ولو بالتخلي عن المبادئ و الأخلاق أمام تشجيع زوجته عائشة (لويزة حباني) وسي مخلوف رئيس الدائرة (يزيد صحراوي). وليحقق مبتغاه المنشود يتحول "عمار بوزوار" الى شخص "مضطرب الشخصية " إذ يتصرف باستعلاء واستكبار أمام أشخاص ضعفاء فيما يذل نفسه أمام الأقوياء أصحاب النفوذ و يستعمل كل ذكائه وحتى معارفه ليصل إلى هدفه المنشود. وبفضل مكالمة هاتفية من أصحاب القرار يتغير مجرى حياة "سي عمار" الذي كان معلما يوما ما ثم برلمانيا ليصبح في الأخير وزيرا غير أن طموحه الشديد جعل منه يطمع في تقلد مناصب عليا ولو على حساب عائلته حيث يقبل بخطبة ابنته برجل طاعن في السن يكن له العداء من أجل منصب حكومي. تتوالى الأحداث إلى أن يتفاجأ "سي عمار" الوزير بتقدم الحكومة باستقالة جماعية ليجد أحلامه و كل المشاريع التي خطط لها تتبخر ومن شدة الغضب و الإحباط معا يدخل "عمار بوزوار" في حالة هيستيريا ويصاب على أثرها بجنون.