طلبت المعارضة السورية الأحد من حلفائها في الخارج امداد الجيش السوري الحر بالأسلحة الثقيلة لمواجهة "آلة القتل" الخاصة بالرئيس السوري بشار الأسد وقالت إنها ستبدأ قريبا محادثات حول تشكيل حكومة انتقالية لتحل محله. وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري في مؤتمر صحفي "الدعم الذي نريده هنا هو الدعم النوعي للثوار. نريد سلاحا نستطيع به إيقاف الدبابات والطائرات. هذا هو ما نريد." وكان سيدا يتحدث في الوقت الذي كانت تدور فيه معارك بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية المدعومة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر في شوارع حلب المدينة التجارية في سوريا. وقال سيدا إن إمدادات الأسلحة ستجعل السوريين قادرين على الدفاع عن أنفسهم في مواجهة "آلة القتل" التابعة للأسد. وقال أيضا إن المعارضة ستجري محادثات خلال أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية. وأضاف أن مثل هذه الحكومة ستدير البلاد خلال الفترة بين الإطاحة بالأسد وإجراء انتخابات ديمقراطية. وأضاف سيدا أن غالبية أعضاء الحكومة الانتقالية ستكون من المعارضة لكنها قد تضم ايضا بعض أعضاء حكومة الأسد الحالية. وقال سيدا لقناة سكاي نيوز العربية التي تتخذ من أبوظبي مقرا في مقابلة أذيعت اليوم الأحد "من دون شك هذه الحكومة لابد أن... تشهد النور قبل مرحلة السقوط في سبيل أن تطرح نفسها بوصفها البديل في المرحلة القادمة." ومضى يقول "هناك بعض العناصر من النظام القائم ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين ولم يشاركوا في قضايا الفساد الكبرى.. حينئذ أيضا سنتشاور مع مختلف الفصائل.. لابد أن يكون هناك توافق وطني على مثل هؤلاء طبعا مع مراعاة شق الكفاءة بالدرجة الأولى." لكن انتقادات تتعلق بمدى شرعية المجلس الوطني السوري ربما تعقد من جهوده لتشكيل حكومة انتقالية. ومن الواضح انه يؤيد الجيش السوري الحر لكنه لم يكن يدعمه صراحة في الماضي بصورة دائمة. وواجه المجلس في بعض الأحيان صعوبة كبيرة في التغلب على الانقسامات الداخلية واتهم منتقدون المجلس الذي يتخذ من اسطنبول مقرا بأنه منفصل عن الواقع وبأن تركيا تؤثر عليه أكثر مما ينبغي وانه لا يمثل المعارضة بشكل كامل. ولم يحدد سيدا على وجه الدقة - في زيارة لأبوظبي لمقابلة مسؤولين من الإمارات العربية المتحدة - موعد تشكيل الحكومة الانتقالية وصرح في مؤتمر صحفي في الساعات الاولى من اليوم بأنه بحث الفكرة مع الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان وزير خارجية الإمارات. وفي الأسبوع الماضي قال العميد مناف طلاس وهو أحد كبار الضباط المنشقين الذين فروا من سوريا إنه سيحاول المساعدة على توحيد صفوف المعارضة السورية المنقسمة داخل البلاد وخارجها للاتفاق على خارطة طريق لنقل السلطة. وقال سيدا إنه رحب بانشقاق طلاس لكنه قال إن العميد لا يمكن ان يشارك في المراحل الأولى من تنظيم حكومة انتقالية. وأضاف "الحوار والتنسيق يجب أن يكونا أولا مع الفصائل الموجودة فعليا على الأرض مع الجيش الحر والحراك الثوري.. وفي ظل هذا السياق إذا كان هناك أدوار لأشخاص انشقوا ومن ضمنهم طلاس يمكن أن يكون ولكن بشرط توافق السوريين." واستبعد سيدا احتمال أن يصبح طلاس رئيسا للحكومة الانتقالية قائلا "يجب أن تقود هذه الحكومة شخصية وطنية نزيهة توافقية ملتزمة بأهداف الثورة منذ بدايتها."