لاشك وأن اهتمام الأطفال بألعاب الفيديو دخل خانة الإدمان لأن هذا الأخير لا يقتصر على المخدرات وغيرها، فالبلاي ستايشن لم يعد من الكماليات بل أصبح هدية لكل طفل من أبيه، وبهذا الانتشار لا يمكن إغفال تأثيره على الطفل الذي ينفلت شيئا فشيئا من رقابة الأولياء . تعود الأطفال على ألعاب الفيديو التي لا يخلو منها أي بيت منتزعة بذلك براءة الأطفال الذين لا يتحاورون إلا بلغة العنف من تعابير فظة تستعمل فيها كلمتا الموت والقتل، متخلين بذلك عن أجمل عالم وهو عالم الطفولة . إدمان فظيع للبلاي ستايشن البلاي ستايشن شكل من أشكال الإدمان المتطور وتعتبر هذه اللعبة المفضلة لدى الأطفال وباتت تتحكم في حياتهم، والأمر ينذر بالخطر لأن التأثير يظهر جليا في تصرفات الأطفال، ذلك ما تؤكده "دليلة" أم لثلاثة أطفال حيث أن ابنها الأكبر البالغ من 10 سنوات مدمن على ألعاب الفيديو فمنذ رجوعه من المدرسة وهو يلعب ويلعب دون الأخذ بعين الاعتبار لدروسه ولم تجد الطريقة المثالية لضبطه وعندما تؤنبه وتقول له أنها مضيعة للوقت يجيب بأنها ألعاب مسلية وجميلة، وتضيف دليلة أن ابنها لا يشتري سوى أسطوانات الألعاب بالاضافة إلى تلك التي يحملها من الانترنت بمساعدة ابن عمه، وتؤكد الأم أن ابنها يتعرض لألم في رأسه من حين إلى آخر . مواقع إلكترونية منتشرة وألعاب متنوعة بالاضافة إلى محلات الألعاب الالكترونية المنتشرة وما تعرضه من سيديهات وأشرطة فيديوخاصة بالألعاب، هناك مواقع إلكترونية تعرض آلاف الألعاب الإلكترونية المتداولة في الأسواق العالمية، فهناك ألعاب خاصة ببعض الرسومات المتحركة مثل "ماريو" و"ستريت فايتر" وألعاب أخرى حديثة مثل "فيرست بتاليون"، "فيفا"، "فريدوم فايتر" وغيرها..وبمجرد كتابة اسم اللعبة حتى يبشرك "غوغل" بكل التفاصيل عنها، وهناك أخرى خاصة بالأفلام مثل "هاري بوتر"، وفي هذا الصدد يقول "محمد" عامل بمقهى انترنت أن الأطفال يقبلون بكثرة على مقاهي الانترنت من أجل اكتشاف كل الألعاب الجديدة دون التفريط في القديمة، ويضيف أن الألعاب المفضلة للأطفال تخص الحرب والقتال ويتعلمون بذلك فن القتل والسرقة والضرب والتعدي على الغير، ويضيف محمد أنه يعلم أن كل هذه الألعاب غير مفيدة إلا أن هذا عمله ولا يستطيع منع الأطفال من اللعب بالمحل . ستار دول وبيمبو...ألعاب للفتيات وإن كانت ألعاب الفيديوتتسم بالعنف والضرب إلا أن هناك مواقع خاصة بالفتيات أين يستطعن من خلالها اللعب بالدمى وإلباسهن على طريقتهن وكذا الاعتناء بالمنزل، فموقع ستاردول يمنح عالما من الخيال حيث يمكن لكل فتاة أن تصنع دمية بنفسها فتحدد ملامحها من عينيها إلى كل تفاصيل جسمها ومن ثمة تأخذها إلى منزلها وتشتري لها الأغراض التي تحتاج إليها، وموقع بيمبو له نفس الهدف من حيث الاهتمام بدمية ولكن المشكلة المطروحة هو الإدمان على هذان الموقعان من قبل الفتيات، ف "هاجر" فتاة أدمنت على هذين الموقعين حتى أنها أصبحت تحلم ما الذي ستشتريه لدميتها التي صنعتها لنفسها وتبقى إلى غاية الرابعة صباحا وهي تلعب في الموقعين ما أصابها بانهيار عصبي ذلك أنها تأثرت بالدمى وأصبحت تطالب والدتها بأن تجلبها لها في الحقيقة ولأن الأمر صعب زادت حالتها سوءا ولم تتخلص من الموضوع إلا بعد زيارة طبيب نفسي . الإدمان على ألعاب الفيديو يزيد من توتر الأطفال تقول الأخصائية النفسية "إلهام .ب" أن الطفولة مرحلة جميلة فيجب أن يمر بها الطفل بكل اتزان، ولأن الطفل يكون كالورقة البيضاء فإنه يتعلم بسرعة ويتأثر بسرعة لذلك تعتبر ألعاب الفيديو خطيرة على اكتسابه فكل ما يتلقاه سيترسخ في ذهنه ومن الصعب محو ما تعلمه، والألعاب الالكترونية من أهم الأشياء التي يجب أن يحذر منها الأولياء فيجب ضبط استعمالها واختيار الألعاب المناسبة، لأن الاختيار العشوائي سيؤثر في تربيته عموما فهو سيتعلم السيطرة خاصة إذا كان طفلا ذكيا ويفوز دائما في الألعاب، ناهيك عن التوتر والقلق والغضب الذي سيتطبع الطفل بهما، وتضيف الأخصائية أن الرياضة والخروج من حين إلى آخر أهم نشاط للأطفال . زينب .ب