صدر حديثا للكاتب و الناقد المسرحي عز الدين جلاوجي كتاب جديد يحمل عنوان "المسرحية الشعرية في الأدب المغاربي المعاصر"، ضمن سلسلة الكتب الإبداعية و النقدية التي تصدرها دار التنوير للنشر و التوزيع. المؤلف متابع للنتاج المسرحي الجزائري، منذ بدايته في العمل الإبداعي، حيث كتب في الرواية و القصة كما كتب للكبار و الصغار، إلى أن أصدر كتاب الذي يعد بحث جديد في العالم العربي، إذا أن المسرحية الشعرية المغاربية ظلت تركن إلى زاوية مظلمة، حاول فيه الكاتب الغوص في المسرحية الشعرية بأكثر حرفية و مهنية تتجاوب و معطيات العصر، إلى جانب تعدد مواضيعه.هذا ما أكده الدكتور يوسف و غليسي في كتابته لمقدمة الكتاب حيث قال "قد نختلف فعلا في تحديد الظواهر والنماذج، ولكننا لا نختلف أبدا في أن -المسرحية الشعرية في الأدب المغاربي المعاصر- كتاب هو الأول في بابه وموضوعه، وهو إذن كتاب لا يستغنى عنه في متنه وفي ملاحقه التي لا تقل أهمية ومركزية عن المركز نفسه، إنه كتاب يعيد عربة المسرح إلى حصانها الشعري، تماما كما كانت في الآداب اليونانية الخالدة". من جهته ذكر المؤلف في مقدمته إلى أن الفراغ الرهيب الذي يعاني منه النقد المسرحي في الجزائر خاصة والمغرب العربي عموما هو أحد دوافعه لإنجاز هذا البحث، وهو من المبررات التي قدمها في كتابه النقدي الأول أيضا "النص المسرحي في الأدب الجزائري المعاصر. تضمن الكتاب سبعة فصول إلى جانب المدخل الذي حمل عنوان "المسرحية الشعرية في الأدب المغاربي المعاصر، روافد وتاريخ"، تناول فيه المسرحية الشعرية بحقيقتها و مفهومها وخصائصها، كما تطرق فيها إلى العلاقة المسرح بالشعر، ثم عرض بإيجاز للمسرحية الشعرية عند الغرب و عند العرب، خصوصا بالمشرق، ثم ظهورها الأول في المغرب العربي متتبعا في ذات السياق روافدها وصيرورتها في كل دولة مغاربية، معتبرا أن أول نص مسرحي شعري ظهر في الجزائر كان سنة 1938، على يد محمد العيد آل خليفة، بعنوان "بلال بن رباح". "جماليات التصميم في المسرحية الشعرية المغاربية"، هو عنوان الفصل الأول من الكتاب عرض فيه نظريا للبداية والذروة والعقدة والنهاية والحبكة والفعل والصراع الذي تبنا عليهم أي عمل مسرحي، مستعينا بذلك على الهرم الذي صممه الناقد الألماني "غوستاف فرايتاغ"، أما فصل الثاني و الموسوم ب "سيمياء الشخصية في المسرحية الشعرية المغاربية"، قدم عرضا للشخصية، ولأساليب التشخيص المختلفة، و الثالث جاء بعنوان "سيمياء الإيماء في المسرحية الشعرية المغاربية"، أما "بلاغة اللغة وشعرية الإيقاع في المسرحية الشعرية المغاربية" و عنوان الفصل الرابع فقد تطرق فيه الكاتب إلى ذكر مكانة اللغة وأهميتها ومستوياتها في المسرحية عموما والشعرية على وجه الخصوص، و في الفصل السادس و الذي جاء بعنوان "سيماء الحوار في المسرحية الشعرية المغاربية" ركزا فيه على وظائف الحوار الفعلية، والكشفية، والتوجيهية، والجمالية، وأشكاله، مع التركيز على العلاقة الموجودة بين الحوار و الشخصية، أما الفصل الأخير فقد خصصه ل"النص الموازي في المسرحية الشعرية المغاربية". كما ألحق الباحث كتابه بأربعة ملاحق أساسية خصصها لتراجم الكتاب المغاربة المدروسين، ولأهم الأعلام العرب والعجم الواردين في البحث، ولأهم المصطلحات الواردة في البحث، ولأهم المسرحيات الشعرية العربية وكتابها. للإشارة عز الدين جلاوجي في هذه الأيام هو بصدد التحضير لعمل أدبي جديد يدور في ذات السياق حول المسرح الشعري المغاربي، و الذي أكد بشأنه أنه سيكون جاهزا خلال السنة المقبلة، و من أهم إصدارات الكاتب سرادق الحلم والفجيعة، الفراشات والغيلان، راس المحنه، الرماد الذي غسل الماء، حوبه ورحلة البحث عن المهدي المنتظر، أما في مجال المسرح فقد أصدر ما يقرب تسعة كتب منها النخلة وسلطان المدينة، الأقنعة المثقوبة، البحث عن الشمس، غنائية أولاد عامر، التاعس والناعس، و غيرها. أما في مجال القصة فنجد لمن تهتف الحناجر؟، صهيل الحيرة، رحلة البنات إلى النار، كما كانت الدراسات النقدية حاضرة في إبداعات عز الدين جلاوجي منها" النص المسرحي في الأدب الجزائري"، و "شطحات في عرس عازف الناي". كما يجدر الذكر إلى أن هذا الكتاب سيكون حاضرا في فعاليات الطبعة سبعة عشر لمعرض الكتاب الدولي و الذي ستنطلق فعالياته في 20 من الشهر الجاري، بقصر المعارض الصنوبر البحري. نسرين أحمد زواوي