أجمع أول أمس المشاركون في الملتقي العلمي حول "النقد المسرحي المعاصر: الإشكاليات، الممارسات و التحديات " بقاعة الموقار والذي نظم على هامش فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف، على ضرورة تأسيس لحركة نقدية مسرحية تتماشي و مبادئ المسرح العربي. تميزت أشغال اليوم الأول من الملتقي العلمي الذي تمحور موضوعه حول إشكاليات النقد المسرحي بالوطن العربي، مداخلات عديدة، من الوجوه المسرحية و الثقافية بالجزائر و من الدول العربية الشقيقة على غرار السودان والممثلة بالناقد المسرحي "عصام أبو القاسم" ، و سوريا بالدكتور الناقد "أنور محمد" . وذكر عبد القادر مهني رئيس الملتقي في كلمة ألقاها أن هذا الحدث الذي تحتفل به الجزائر و الذي تزامن هذه السنة مع التظاهرة الدولية "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية "، فرصة لإعادة إحياء الأعمال الفنية الدفينة التي لا يمكن التفريط فيها ، باعتبارها جزء من الهوية الوطني. مضيفا "أن قيمة الشعوب تكمن في رأسمالها آثاري و الإبداعي، الذي يميزها عن غيرها...". من جهة أخرى دعا المتحدث إلي ضرورة الاهتمام بالحراك المسرحي الوطني وإعادة هيكلته وذلك بجعله وحدة أساسية في البرامج التعليمة بمختلف الأطوار الدراسية ، إلي جانب تحويل الفضاءات الثقافية إلي ورشات فنية يمكن من خلالها اكتشاف مواهب وطاقات شبانية جديدة تعيد للمسرح بريقه. مشيرا إلي أن الحديث عن الحركة النقدية لا تكون إلا بالممارسة الفعلية للنشاط المسرحي. من جهته حاول الأستاذ عصام أبو القاسم من السودان في مداخلته المعنونة ب "النقد و التنظير في المسرح العربي: أية" والتي قدما فيها قراءة في المشهد الثقافي السوداني، إبراز أهمية التنظير في النقد المسرحي، من خلال طرح جملة من إشكاليات منها ، لماذا غيب المشهد الثقافي العربي ؟ ما سبب خمول المسرح العربي ؟ معتبرا أن الحديث عن العلاقة بين التنظير و النقد هو الحديث عن فترة من تاريخ هذا المسرح، الذي يؤكد أن النظريات النقدية الموجودة لم يؤسسها نقاد ، بل كتاب أمثال توفيق الحكيم ، عبد الكريم برشيد، حيث حاول هؤلاء تنظير الممارسة المسرحية باستنادهم لبعض التجارب الشعبية وهو مدلول يبن أن توجههم كان تجاري حكا واتي أكثر منه توجه يبحث في تقنيات المسرح من كتابة نصية و إخراج، وهذا هو المشكل الذي لايزال يتخبط فيه النقد المسرح العربي إلي يومنا حسب المتحدث. وقد أرجع الأستاذ عز الدين جلا وجي من جامعة الجزائر في مداخلاته التي جاءت تحت عنوان"مسار النقد المسرحي في الجزائر" ، تأخر المشهد النقدي بالجزائر إلي تأخر النص المسرحي ، مؤكدا أن معظم النقاد اليوم هم نقاد من الأدب ليس لهم علاقة بالمسرح ودليل على ذلك يقول الأستاذ عز الدين جلاوجي إن نقدهم يهتم فقط بالنص أكثر من الخشبة، وقد دعا المتحدث في أخر مداخلاته القائمين على المشهد الثقافي بالجزائر إلي ضرورة تأسيس مجلّات دورية ،خاصة بالمسرح تكون منفصلة، عن باقي النشاطات الفنية تشرف عليها وزارة الثقافة، حتى يتسنى للناقد نشر مقالاته بها . كما يدعو إلي ضرورة اعتماد المسرح في المؤسسات تربوية، معتبرا إياها الخطوة الأساسية في إعادة بناء المسرح. أما الدكتور السوري أنور محمد وفي مداخلاته ركز على مفاهيم النقد المسرحي وأنواعه الذي حصرها في النقد العاطفي ، النقد الإخباري والنقد الانطباعي ، غير أنه يقول" إن هذه الأنواع لتخدم النقد المسرحي الذي نسعي إلي تحقيقه"، ولذلك يضيف المتحدث "لابد من البحث عن نقد مبني على معايير علمية تخدم المسرح و ليس العكس". كما تميز اليوم الأول من أشغال الملتقي و في جلسته المسائية ،التي خصصت للحديث حول "النقد الصحفي" ، بمجموعة قيمة من المداخلات شارك فيها كل من الأساتذة كمال بن ديمراد، علاوة بوجادي ،بوزيان بن عاشور، و نجيب اسطمبولي و الذين أجمعوا على أن الصحفي لابد أن يكون متمكن من أدوات المسرح حتى يكون ناقدا، و يجب أن يلتزم بالموضوعية بعيدا عن الذاتية . للإشارة فإن الملتقى يختتم اليوم بعد تقديم مداخلات حول "إشكاليات النقد المسرحي العربي " ينشطها دكاترة من بعض الدول العربية الشقيقة هما هيثم يحيى الخواجة من سوريا ، عبد الكريم عبود من العراق ، حافظ الجديدي من تونس ، إلي جانب مداخلة للأستاذة ليلى بن عايشة من جامعة سطيف . نسرين أحمد زواوي