يعاني سكان العمارة رقم 22 بشارع قادري، والمتواجدة ببلدية باب الوادي، من الوضعية المزرية التي آلت إليها سكناتهم، حيث تضرّرت مجمل أساساتها وتصدعت، نظرا لقدمها من جهة وعدم خضوعها لأي نوع من الترميمات منذ عدة سنوات من جهة أخرى، مما يهدد بانهيارها في أي لحظة، حيث تآكلت جدرانها وأسقفها، الأمر الذي جعل شبح الموت يترصد بحياتهم، حيث ذكر سكان البناية للجزائر الجديدة أنهم لم يتوقفوا يوما عن الشكوى والتظلم لمختلف الجهات المعنية من أجل انتشالهم من خطر العمارة المهددة بالانهيار على رؤوسهم في أي لحظة، لا سيما وأنها صنّفت من طرف مصالح المراقبة التقنية للبنيات في الخانة الحمراء. وفي سياق ذي صلة، أضاف أحد السكان بأن أساسات البناية ودعامة العديد من السكنات قد تضرّرت بفعل الكوارث الطبيعية المختلفة التي تشهدها بلادنا، لا سيما منها زلزال ماي 2003، وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة واليائسة للسكان في ترميم هذه الأساسات، إلا أنها باءت بالفشل، ولم تصمد إلا فترة وجيزة، لتعود الوضعية إلى حالتها المعهودة، وفي هذا الصدد أعربت العائلات عن تخوفها الدائم وعيشها في قلق وتوتر مستمر في منازل آيلة للسقوط، وهو ما تؤكده التقارير التي قامت بها المصالح المختصة حسبهم والتي جاء في فحواها خطورة السكن في هذه البناية القديمة التشييد والتي يعود تاريخ بنائها إلى الفترة الاستعمارية، مما جعلها لا تطابق معايير البناء بعد أن تجاوزها الزمن وتصعدّت جدرانها وتآكلت أسقفها بشكل كلي، ما سمح بتسرب مياه الأمطار إليها، هذا وقد أشار أحد السكان إلى انهيار بعض أجزاء الشرفات في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يشكل خطرا على المارة وقاطني العمارة على حد سواء، كما تحدّث عن سقوط جزء سقف العمارة ذات الخمس طوابق ناهيك عن تسرب المياه إلى الداخل بفعل التساقط الكبير للأمطار في الآونة الأخيرة، لتصبح تلك البناية مصدر خطر يترصد بحياتهم، حيث لن تصمد حسب تأكيدات القاطنين أمام أضعف هزة ارتدادية يمكن أن تشهدها البلاد، وفي جولة قادت الجزائرالجديدة داخل البناية للوقوف على حجم معاناة قاطنيها، تفاجأت بهشاشة الجدران والأسقف التي يكاد المرء من خلالها رؤية السماء، نظرا للتشققات التي تغزوها ناهيك عن الحالة المهترئة التي تشهدها السلالم، والتي توحي لكل من يريد أن يستقلها أنه سيسقط أرضا لا محالة، وفي هذا الصدد أكدت لنا إحدى القاطنات بالبناية أن الكثير من الأطفال تعرّضوا للسقوط ولحسن الحظ لم يصابوا إلا ببضع جروح بسيطة، إلا أن هذا لا يعني أنهم في منأى عن الخطر الذي يترصد بهم، فالوضعية الكارثية التي آلت إليها السكنات أصبحت تهدد قاطنيها، ولعل ما أثار سخط واستياء هؤلاء عدم تدخل السلطات المحلية لانتشالهم وإنقاذ أرواحهم من الموت تحت أنقاض بناية هشة، حيث لا يزال هؤلاء يتسائلون عن سر عدم التفاتة المسؤولين المحليين إلى وضعيتهم السكنية على الرغم من الشكاوي العديدة التي تقدموا بها، غير أنهم أكدوا بأنهم لم يستسلموا أبدا عن المطالبة بحقوقهم وبضرورة إيجاد الحلول العاجلة لمشاكلهم التي يتخبطون فيها ومنذ عدة سنوات، مجددين مناشدتهم للسلطات المحلية بترحيلهم من تلك البناية المهترئة أو ترميمها قبل حدوث مالا يحمد عقباه.