صدرا حديثا عن الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، عدد خاص و جديد من المجلة العلمية التي تصدرها جامعة الجزائر"2"، جمع فيها معظم أبحاث و أعمال التنقيب الذي جرت خلال خمسين سنة من الاستقلال، إلى جانب احتواءها إلى مداخلات الملتقى الوطني الذي نظمه مؤخرا معهد الآثار حول "خمسون سنة من البحث الأثري في الجزائر". تضمنت المجلة التي جاءت في 332 صفحة من الحجم الكبير، ما يربو على خمسة وعشرين بحثا تاريخيا تم إنجازه من قبل أساتذة مختصين جزائريين في مجال علم الحفريات والتنقيب مدعما بالصور للمواقع التي تم اكتشافها والقطع الأثرية النحاسية والفخارية وبقايا عظام الإنسان والحيوان الذي عاش في الجزائر خلال فترات متتالية، الملتقى تتطرق إلى الأعمال والأبحاث الايكولوجية على اختلاف تنوع المراحل التاريخية ومناهج البحث المستخدمة في هذا الإطار في الفترة التي أعقبت الإستتقلال ، كما ناقش المشاركون حسب ما جاء في هذا المؤلف إشكالية غاية في الأهمية تمثلت في: " ماذا قدمنا للجزائر خلال خمسين سنة من الاستقلال من أبحاث علمية واكتشافات أثرية تصب في مجال كتابة تاريخ الجزائر أو في مجال المحافظة على التراث الوطني"، معرجا على التحدي الذي رفعه علماء الآثار نظرا لضخامة الرصيد المادي الذي أفرزته الحضارات التي تعاقبت على الجزائر، وأن الآثار الجزائرية باتت من الضروري على تنوع أحداثه وتسلسل مراحله بحاجة إلى إبراز شواهده المادية وتأكيد على أصالته رغم غياب الوسائل الضرورية لإنجاح مهمة العلماء الأثريون والأيكولوجيون في ظل غياب شبه كلي للمؤسسات المتخصصة في البحث الأثري بالجزائر. ومن جملة الأعمال البحثية التي ورد أيضا في المجلة بحث حول " نتائج الأبحاث والحفريات في كل من الموقع الألد واني لعين لحنش بسطيف والحوض السفلي لواد الشلف بمستغانم" قام به مجموعة من الأساتذة مختصين على غرار عبد القادر دراجي، سحنوني محمد، شمريك فراح، مديق محمد حريشان زهير ، رومان كهينة، الذين توصلوا إلى أن الأعمال العلمية التي قاموا بها أن منطقة عين لحنش أقدم موقع في المغرب العربي ويعود إلى الفترة الألد وانية المتواجدة أساسا في مناطق إفريقيا الشرقية ويعود تاريخه إلى مليون وثمان مائة سنة. كما تضمن هذا العدد الخاص العديد من الأعمال الأثرية التي تهم الطلبة والأساتذة الباحثين في عمق المعالم الأثرية والتحف الفنية القديمة التي صنعها الإنسان و ذلك منذ ظهوره. نسرين أحمد زواوي